العودة إلى المربع الأول .. انهيار المصالحة المصرية القطرية بوفاة راعيها الملك «عبدالله»

الأربعاء 11 فبراير 2015 03:02 ص

قالت «صحيفة رأي» اليوم الإلكترونية أن المصالحة المصرية القطرية انهارت بوفاة راعيها الملك «عبد الله»؛ مشيرة إلى بث قناة «الجزيرة» لتسريبات «السيسي» وعودة الشيخ «يوسف القرضاوي» أعادتا التوتر إلى المربع الأول، مؤكدة أن الجميع في انتظار موقف العاهل السعودي الجديد.

واشتعلت الحملات الإعلامية مجددا بين البلدين، على أرضية التسجيلات المسربة المنسوبة للرئيس «عبدالفتاح السيسي» وقيادات في الجيش المصري، وتضمنت الكثير من السخرية بالمملكة العربية السعودية ودول الخليج الاخرى حيث وصفها بأنها تملك كنزا من المال، وقال عنها بأنها أنصاف دول.

وبحسب الصحيفة، فإن التطور الأهم في هذه القضية هو احتفاء قناة «الجزيرة» القطرية بهذه التسجيلات، وإعادة بثها مجددا، وكذلك تصدرها، أي التسجيلات، صدر الصفحات الأولى للصحف القطرية شبه الرسمية مما يعني أن اتفاق المصالحة المصرية القطرية الذي رعاه العاهل السعودي الراحل الملك «عبدالله بن عبدالعزيز» شخصيا يترنح إن لم يكن قد انهار فعلا.

فمن أبرز بنود هذا الاتفاق التهدئة الإعلامية تمهيدا لتهيئة الأجواء للقاء قمة مصري قطري، وجرى اتخاذ خطوات وترتيبات عملية في هذا الشأن، أبرزها زيارة وفد سعودي قطري مشترك الى القاهرة ضم السيد «خالد التويجري» رئيس ديوان الملك الراحل «عبدالله بن عبدالعزيز»، و«محمد آل ثاني» مساعد وزير الخارجية القطري التقى السيسي، ولكن وفاة العاهل السعودي السابق أدت إلى تجميد خطوات المصالحة.

واعتبرت الصحيفة أن بث قناة «الجزيرة» للتسريبات بشكل مكثف، واستضافتها لشخصيات مصرية شرسة في معارضتها ومحسوبة على الإخوان، وتغطيتها المكثفة لصدامات الشرطة المصرية مع المحتجين أثناء الاحتفال بذكرى ثورة 25 يناير/كانون الثاني التي قتل فيها أكثر من ثلاثين متظاهرا، واستئناف الدكتور«يوسف القرضاوي» رئيس هيئة كبار العلماء المسلمين لانتقاداته للرئيس «السيسي» ونظامه، وتحريضه الشباب المصري على الثورة ضده، اعتبرت أن تلك العوامل أدت إلى تفاقم التوتر وعودة العلاقات بين البلدين الى المربع الأول، أو مرحلة ما قبل المصالحة.

واضطر «السيسي» للاتصال بقادة أربع دول خليجية من أجل تطويق خطر التسريبات هذه، ابتداء من العاهل السعودي الملك «سلمان بن عبد العزيز»، وأمير الكويت «صباح الأحمد»، وملك البحرين «حمد بن عيسى»، والشيخ «محمد بن زايد» ولي عهد إمارة أبو ظبي، وقد أكدوا جميعا على عمق العلاقات المصرية الخليجية.

وأضافت الصحيفة، أنه من خلال هذه التصريحات وغيرها التي تصب في مصلحة التأكيد على عمق العلاقات الخليجية المصرية مع الدول الأربع أن أجواء الصدامات المصرية القطرية، إعلاميا وسياسيا قد تعود إلى سيرتها الأولى.

ونوهت إلى انسحاب وزير الخارجية المصري «سامح شكري» من قاعة مؤتمر ميونخ الأمني أول أمس عندما بدأ وزير الخارجية القطري «خالد العطية» في القاء كلمته؛ مؤكدة استبعاد أن تشارك دولة قطر في مؤتمر الدول المانحة لمصر الذي دعا العاهل السعودي الراحل لانعقاده في القاهرة الشهر المقبل لدعم الاقتصاد المصري.

العاهل السعودي الجديد «سلمان بن عبد العزيز» لم يعط أي إشارة تؤكد نواياه في استئناف جهود الوساطة التي بدأها شقيقه الراحل لاصلاح العلاقات القطرية المصرية، ربما لاعطائه الأولوية في الوقت الراهن لترتيب البيت الداخلي السعودي، وما زال من غير المعروف ما إذا كان سيحيي المثلث السعودي الإماراتي البحريني الذي سحب سفرائه من الدوحة احتجاجا على سياساتها في تبني حركة الإخوان المسلمين واستضافة قياداتها نكاية بالنظام المصري، أو أنه سيلجأ إلى التهدئة مع السلطات القطرية واتباع سياسة سعودية مستقلة معها عن الدولتين الاخريين، خاصة أن القطريين يراهنون على علاقاتهم الوثيقة مع الأمير «محمد بن نايف» الرجل القوي وولي العهد، وربما الملك القادم للمملكة.

باختصار شديد - تخلص الصحيفة - يمكن القول أن أجواء التوتر هي السائدة الآن بين مصر ودولة قطر، وبين الأخيرة ودول خليجية، أخرى خاصة الإمارات والبحرين، وبات هذا التوتر ينعكس في حملات إعلامية أكثر شراسة، ويظل الموقف السعودي هو الحاسم في تغيير جذري في المعادلات بين المعسكرين، سواء بالانحياز إلى هذا الطرف أو ذاك أو حتى الوقوف على الحياد، والأمر المؤكد أن فترة انتظار تبلور الموقف السعودي لن تتأخر كثيرا.

المصدر | رأي اليوم

  كلمات مفتاحية

المصالحة المصرية القطرية مصر السيسي قطر الملك سلمان تسريب مكتب السيسي السيسي يحتقر الخليج

رويترز: «السيسي» حاول ”طمأنة“ قادة دول الخليج بعد ”التسريبات الخطيرة“

الوجوه المتعددة لـ«عبد الفتاح السيسي»!

«فاينانشيال تايمز»: تسريبات مكتب «السيسي» تظهر احتقار قادة مصر لرعاتهم بالخليج

ماذا قال «السيسي» لقادة ”أنصاف الدول“ في 4 اتصالات هاتفية غداة «التسريبات المسيئة»

غضب خليجي بعد تسريب مكتب السيسي عبر وسم «‏السيسي يحتقر الخليج»

«رأي اليوم»: الحياة تدب في مفاصل السياسة الخارجية السعودية والبداية بالمصالحة الخليجية والعلاقة مع مصر