«رأي اليوم»: الحياة تدب في مفاصل السياسة الخارجية السعودية والبداية بالمصالحة الخليجية والعلاقة مع مصر

الأربعاء 18 فبراير 2015 09:02 ص

قالت صحيفة «رأي اليوم» أن الحياة بدأت تدب في مفاصل السياسة الخارجية السعودية وشرايينها الاقليمية والدولية بعد ترتيب معظمأاركان البيت الداخلي، وانتهاء فترة الحداد على العاهل السعودي الراحل الملك «عبد الله بن عبد العزيز».

وقالت أن ذلك تجلى في تحركين رئيسيين:

  • الأول: استضافة الرياض ثلاث قمم خليجية دفعة واحدة في غضون ثلاثة أيام، الأولى بين العاهل السعودي«سلمان بن عبد العزيز» وأمير الكويت الشيخ «صباح الأحمد»، والثانية بين العاهل السعودي والشيخ «محمد بن زايد» ولي عهد إمارة أبو ظبي ورجلها القوي، والثالثة زيارة الشيخ «تميم بن حمد آل ثاني» أمير دولة قطر واستقباله من قبل العاهل السعودي.

  • الثاني: استضافة الرياض اليوم الأربعاء لقادة جيوش التحالف الستيني الذي تقوده الولايات المتحدة ويشن حربا للقضاء على تنظيم «الدولة الاسلامية» بهدف معلن هو تقييم هذه الحرب وتبادل المعلومات بشأنها.

وبحسب الصحيفة، فإن التحرك الأول ربما يكون الأكثر أهمية، لأنه يتعلق بالملف الخليجي الأكثر سخونة، أي الخلاف القطري مع ثلاث دول خليجية هي الأمارات والبحرين إلى جانب المملكة العربية السعودية، وهو الخلاف الذي كان محوره دعم قطر لحركة الإخوان المسلمين في مصر، واستضافتها وتجنيسها لمعارضين خليجيين.

المسؤولون الخليجيون قليلو التصريحات عندما يتعلق الأمر بالشؤون الخليجية عموما، والخلافات البينية على وجه الخصوص، وهذا ما يفسر حالة الصمت الإعلامي التي تخيم على مضامين هذه القمم الخليجية الثلاث والمواضيع التي تناولتها، لكنه لا يخفي عن المراقب المتابع ان هناك أزمة في العلاقات الخليجية عنوانها الأبرز انهيار المصالحة وعودة العلاقات القطرية مع الدول الثلاث التي سحبت سفراءها من الدوحة إلى الربع الأول بعد وفاة راعيها الملك «عبد الله بن عبد العزيز».

ورأت الصحيفة أن التزام السلطات القطرية باتفاق الرياض التكميلي الذي جرى التوصل اليه من قبل وزراء دول مجلس التعاون في 16 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي وأعاد السفراء، وأسس لمصالحة قطرية مصرية، هذا الالتزام قد تآكل؛ فقد عادت قناة «الجزيرة» إلى سيرتها الأولى ضد النظام المصري، وفعل الدكتور يوسف القرضاوي الشيء نفسه، وبات يطالب بـ«الثورة» لاطاحة نظام «عبد الفتاح السيسي» وحكمه. ووصل الأمر بوكالة الأنباء المصرية إلى اتهام قناة «الجزيرة» بـ”فبركة صور للأطفال ليبيين الذين قتلوا إثر قصف الطائرات الحربية المصرية لمدينة درنة شرق ليبيا، وزعمت الوكالة أن هذه الصور قديمة لأطفال ماتوا اختناقا بالغاز في مدينة بنغازي.

الإمارات والكويت تدعمان «السيسي» وحكمه بقوة، وتريدان من العاهل السعودي الجديد الملك «سلمان بن عبد العزيز» أن يحذو حذو أخيه الراحل الملك «عبدالله» ويستمر على النهج نفسه، لكن هناك مؤشرات تقول بأن الملك «سلمان» يبدو أقل حماسا في دعم «السيسي»، وأقل عداء لجماعة الإخوان المسلمين، وانعكس ذلك في تصريحات نسبت إلى الأمير «سعود الفيصل» وزير الخارجية أدلى بها قبل ثلاثة أيام، وقال فيها إن بلاده لا تعادي حركة «الإخوان» بالمطلق وإنما مجموعة صغيرة متطرفة داخلها.

تراجع الملك «سلمان بن عبد العزيز» عن سياسة شقيقه الراحل في تقديم الدعم المطلق لـ«السيسي» قد تبعده عن دولة الإمارات والبحرين والكويت، وتقربه في الوقت نفسه من دولة قطر والعكس صحيح، والوضع لا يحتمل حلا وسطا، أو مسك العصا من الوسط، حسب قول المصدر الخليجي نفسه.

المملكة العربية السعودية بحاجة إلى الدول الخليجية ودعمها في الملف اليمني الذي يشكل تهديدا مباشرا لها، مثلما هي بحاجة إلى الدعم نفسه في مواجهة تنظيم «الدولة الإسلامية» التي تشكل خطرا أكبر وتحاصرها، أي المملكة، من الشمال والجنوب، وأول أمس أصدر زعيم التنظيم «أبو بكر البغدادي» قرارا بتعيين أميرين لكل من مكة المكرمة والمدينة المنورة مؤكدا أن هدفه الأكبر جعلهما أو أحدهما العاصمة الدائمة لدولة الخلافة التي أعلن عن قيامها في خطبته الشهيرة والعلنية في الجامع النوري الكبير في الموصل في رمضان الماضي.

وجود العاهل السعودي الجديد على رأس مستقبلي أمير قطر في مطار الرياض يوحي بالكثير نظريا، لكن هذا لا يعني أن العلاقات تسير على ما يرام، والمسؤولون السعوديون بارعون في إخفاء مشاعرهم الحقيقية ويظهرون مالا يبطنون في أحيان كثيرة، وحسب مقتضيات السياسة، على حد تعبير «رأي اليوم».

العاهل السعودي الجديد سيجد نفسه، وخلال الأيام القليلة المقبلة مضطرا لاتخاذ مواقف حاسمة تجاه المصالحة الخليجية أولا، والعلاقات مع مصر ثانيا، وكيفية التعاطي مع الانهيار الحاصل في اليمن وهيمنة التيار الحوثي على معظم ارجائه، وكذلك تمدد تنظيم «الدولة الاسلامية» في ليبيا بعد تثبيت أركانها ولو مؤقتا في العراق وسوريا.

واختتمت الصحيفة بالقول أن مرحلة الحزن والعزاء انتهت، وكذلك مرحلة تثبيت الموالين في مفاصل الحكم وترتيب البيت الداخلي، وحان الآن وقت اتخاذ القرارات الأصعب، وإظهار الوجه الحقيقي للسياسات السعودية الإقليمية والدولية وبأسرع وقت ممكن في ظل الأزمات المتفاقمة في كل أرجاء المنطقة.

المصدر | رأي اليوم

  كلمات مفتاحية

الملك سلمان المصالحة الخليجية المصالحة المصرية القطرية الإخوان المسسلمون الدولة الإسلامية السيسي

العاهل السعودي يستقبل أمير قطر .. و«تميم» يقوم بزيارة إلى أبناء الملك «عبدالله»

أمير قطر يجري مباحثات مع العاهل السعودي في الرياض الثلاثاء

«بن زايد»: الملك سلمان يحمل رؤية واعية .. وعلاقتنا بالسعودية تمثل العمود الفقري للتعاون الخليجي

العودة إلى المربع الأول .. انهيار المصالحة المصرية القطرية بوفاة راعيها الملك «عبدالله»

الخارجية المصرية: لا جديد في المصالحة القطرية والكرة الآن في ملعب قطر

العلاقات المصرية ـ السعودية عند مفترق طرق

وزير الخارجية المصري: أمير قطر يشارك في القمة العربية بـ«شرم الشيخ»