هل تسير مصر والإمارات في طريق مغاير للسعودية في عهد الملك «سلمان»؟

الأحد 8 فبراير 2015 11:02 ص

نفى مسؤولون في كل من الكويت والإمارات يوم الجمعة أن بلادهم سوف تقوم بإيداع 10 مليارات دولار في حسابات مصرية.

وأفادت وسائل إعلام محلية في مصر خلال هذا الاسبوع أن المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة والكويت ربما يقومون بإيداع مبالغ مالية قبل المؤتمر الاستثماري المزمع عقده مارس في شرم الشيخ؛ والذي يؤمل منه دعم الاقتصاد المتعثر في القاهرة. وهي الأنباء التي تم نفيها من قبل رئيس الوزراء المصري نفسه.

وفي خضم التكهنات بأن علاقة مصر والإمارات العربية المتحدة حاليًا مع المملكة العربية السعودية قد توترت، فإنه من غير الواضح ما إذا كان الدعم المالي من دول الخليج الغنية سوف يتواصل لمصر لانتشالها من كبوتها التي تعانيها من سنوات.

شن مذيع مصري بارز هجومًا لاذعًا على المملكة العربية السعودية هذا الأسبوع، مطالبًا بلاده بوقف قبول التمويل من الدولة الخليجية صاحبة الثقل الكبير، ما يثير تساؤلات جديدة حول التغييرات المحتملة في التحالفات الإقليمية الناجمة عن وفاة الملك السعودي الراحل «عبد الله بن عبدالعزيز».

وخلال برنامجه الفضائي على قناة «أون تي في» الموالية للنظام؛ اتهم الإعلامي المصري «إبراهيم عيسى» المملكة العربية السعودية – التي تُعتبر حليفًا رئيسيًا للرئيس المصري «عبد الفتاح السيسي» - بدعم «الإرهابيين» الذين يقاتلون في سوريا.

وحث «عيسى» الرئيس «السيسي» على ألا يكون «أسيرًا» للرياض، قائلاً يجب أن تُبنى العلاقات القوية على «المصالح المشتركة»، مُضيفًا أن ذلك صار مفقودًا بين مصر والمملكة العربية السعودية.

وأضاف: «ويجب على مصر أن تتحرر من هذه العلاقة القائمة على الإمتنان والمساعدة»؛ في إشارة إلى حقيقة أن المملكة العربية السعودية قدمت مليارات الدولارات من المساعدات لدعم الاقتصاد المصري المُتداعي.

ويمكن أن تُمثّل تعليقات المذيع المخضرم تحولاً في العلاقات بين الترويكا - مصر والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة – إذا صحت التسربيات الأخيرة التي يتردد إنها خرجت من مكتب الرئاسة المصرية.

وادعى تسريب - قيل إنه خرج من مكتب «السيسي» رأسًا يتضمن حواراً بين شخصيات بارزة ومعروفة – أن «عيسى» وعددًا آخر من الشخصيات الإعلامية البارزة كانوا يعملون كأبواق إعلامية لصالح الجيش. وتضمن التسريب تسجيلاً لـ «عباس كامل» - مدير مكتب الرئاسة - يوجه وسائل الإعلام المصرية لدعم «السيسي» في انتخابات الرئاسة المصرية عام 2014م.

وقال «كامل»: «نريد من وسائل الإعلام أن تشجع الناس» على التصويت لانتقال «السيسي» من قائد الجيش إلى رئيس مصر خلال الفترة المقبلة.

كما بثت قناة «مكملين» الفضائية – المحسوبة على جماعة الإخوان المسلمين – أيضًا فيديو لـ«عيسى» على قناة «التحرير» وهو يصف «السيسي» بأنه «المنقذ» لمصر، في إشارة إلى كونه ينفذ ما قاله «عباس كامل».

وقد جعل الشريط - الذي لم يتسن التحقق من مصداقيته والذي يزعم أن «عيسى» عمل كبوق للسيسي – كثيرين يتكهنون بأن انتقاده المملكة العربية السعودية ربما يمثل تحولاً في التحالفات الإقليمية في مصر في أعقاب وفاة الملك «عبد الله».

وفي برنامجه على قناة «أون تي في» الأسبوع الماضي؛ قال «عيسى» إنه في ظل الإدارة الجديدة للملكة العربية السعودية بقيادة الملك الجديد فإنه يتصور أن «تكون هناك سياسة خارجية جديدة».

وادعى «عيسى» أن المملكة العربية السعودية «أصبحت واحدة من حلفاء جماعة الإخوان المسلمين»؛ وهي خطوة من شأنها أن تكون خروجًا عن السياسة الحالية بالنظر إلى أن الرياض تعتبر الجماعة منظمة إرهابية، وهي التسمية التي راقت لكل من مصر والإمارات العربية المتحدة وجعلتهما تحذوان نفس الحذو من دون تردد.

ومع ذلك؛ فإن رأي «عيسى» يبدو متزامنًا مع وجهات نظر مصادر مقربة من الحكومة القطرية – المعروفة بتأييدها للإخوان – بأن قيادة الملك «سلمان» في المملكة العربية السعودية أكثر انفتاحًا تجاه المصالحة مع الحركة.

وبحسب أحد تلك المصادر - الذي طلب عدم الكشف عن هويته - فإنه «خلافًا لمصر والإمارات العربية المتحدة، فإن القيادة السعودية الحالية تفهم أنه لا يمكن غلق الباب تمامًا مع الإخوان»، مُضيفًا «إنها أيديولوجية لا يمكن إزالتها أو محوها بالقوة، وهذا ما يجعل الاتصالات أمرًا ضروريًا ولا غنى عنه».

وفي الوقت الذي كان «عيسى» يهاجم فيه المملكة العربية السعودية، فقد تحول بعدها ليمدح دولة الإمارات العربية المتحدة؛ الحليف المقرب الآخر وأحد المانحين الأقوياء لحكومة «السيسي».

ووصف دولة الإمارات العربية المتحدة باعتبارها «دولة مهمة ومحترمة وكبيرة مع شعب رائع».

ويمكن ربط دولة الإمارات العربية المتحدة أيضًا بانتقاد الحكومة السعودية الجديدة في عهد الملك «سلمان»، وجاءت هذه المرة بطريقة أخرى وغير مباشرة من خلال موقع أخبار إماراتي يُوصف بأنه مقرب من حكام البلاد.

وانتقدت شبكة «إرم» الإخبارية مؤخرًا تعيين الملك «سلمان» لوزير الداخلية السعودي «محمد بن نايف» نائبًا لولي العهد، والذي جعله في المركز الثاني في ترتيب ولاية العرش بعد الأمير «مقرن بن عبدالعزيز».

ووفقًا للشبكة؛ فقد جاء قرار تعيين «بن نايف» دون استشارة هيئة البيعة، وهي الهيئة التي شكلها الراحل الملك «عبد الله» لتحديد الخلافة في المملكة العربية السعودية مستقبلاً.

«يجب اختيار الشخص الذي سيملأ الدور - نائب الأمير ولي العهد -  بناء على قرار من قبل المجلس»؛ بحسب مقال نشرته الشبكة أشار إلى: «إنه من غير المرجح تمامًا أن الأمير محمد بن نايف تم اختياره بالاتفاق مع مجلس البيعة».

وتنامت تلك الشائعات التي تُردد أن هناك خلافًا بين الرياض وأبو ظبي من خلال حقيقة أن ولي عهد أبو ظبي- «محمد بن زايد آل نهيان» - ورئيس الوزراء «محمد بن راشد آل مكتوم» لم يحضرا جنازة الملك «عبد الله» في المملكة العربية السعودية الشهر الماضي.

وذكرت صحيفة «الأخبار» اللبنانية أن «محمد بن زايد» أمر فقط ثلاثة من حكام الإمارات السبعة - الشارقة وعجمان ورأس الخيمة - بالذهاب إلى عزاء الملك الراحل.

ووفقًا للصحيفة ذاتها؛ فإن ولي عهد أبوظبي غضب بسبب «التطورات التي جرت صباح يوم دفن الملك عبد الله».

وكانت أول دفعة من الأوامر الملكية التي تتعارض مع رغبات «بن زايد» - الذي تلقى ضربة موجعة بتعيين «محمد بن نايف» نائبًا لولي العهد – هو طرد «خالد التويجري» من الديوان الملكي، واستبعاد «متعب بن عبد الله» (ابن الملك الراحل) من المراكز الثلاثة الأول؛ بحسب ما كتبته «دعاء سويدان».

ويتردد أنه كان هناك خلاف طويل مُعقد لولي العهد الإماراتي مع «محمد بن نايف»، وذلك راجع في جزء منه - على الأقل - إلى التعليقات التي أدلى بها «بن زايد» عن والد الأمير «محمد» الذي صار نائبًا لولي عهد المملكة العربية السعودية في حكم «سلمان».

وفي لقاء مع مسئولين أمريكيين قبل الغزو الذي قادته الولايات المتحدة ضد العراق عام 2003، وصف «بن زايد» الأمير «نايف بن عبد العزيز آل سعود» بأنه يحمل صفات تشبه القرد.

«وكان محمد بن زايد قد وصف بعض آل سعود بأوصاف قبيحة، وعلى رأسهم وزير الداخلية السابق الأمير نايف؛ والذي قال عنه أنه إثبات لصحة نظرية داروين بأن الإنسان أصله قرد»؛ بحسب موقع ويكيليكس.

 

المصدر | ماري أتكينسون وروري دوناجي، ميدل إيست آي + الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

السيسي محمد بن زايد الملك سلمان محمد بن نايف

فاينينشيال تايمز: مصر تلقت 16.6 مليار دولار مساعدات خليجية خلال العام المالي 2013 - 2014

الإعلامي المصري «إبراهيم عيسى» يهاجم سياسات السعودية في عهد «الملك سلمان»

إعلامي مصري مقرب من الجيش: تولي «سلمان» حكم المملكة ليس في صالح مصر

«ديفيد هيرست»: السعودية شهدت انقلابا أطاح برجل «السيسي» و«بن زايد» بعد رحيل الملك

«مجتهد» يكشف تفاصيل شراء «بن زايد» لأمراء سعوديين علي رأسهم «متعب بن عبدالله»

ماذا قال «السيسي» لقادة ”أنصاف الدول“ في 4 اتصالات هاتفية غداة «التسريبات المسيئة»