«عبدالباري عطوان»: المصالحة المصرية القطرية في ”مهب الريح“.. والملك «سلمان» لا يعتبرها أولوية

الثلاثاء 27 يناير 2015 01:01 ص

قال الكاتب الصحفي «عبدالباري عطوان» أن المصالة المصرية القطرية ربما تكون قد ماتت بموت الملك «عبدالله بن عبدالعزيز»، الذي وصفه بـ«أبوها الروحي».

وقال «عطوان» في مقاله بصحيفة «رأي اليوم» الإلكترونية، أن من تابع قناة «الجزيرة» الفضائية القطرية وتغطيتها المكثفة للاشتباكات الدموية بين قوات الأمن المصرية والمتظاهرين التي سقط فيها أكثر من عشرين قتيلا، حيث خرج الآلاف الى الشوارع في مختلف المحافظات للاحتفال بالذكرى الرابعة لثورة 25 يناير/كانون الثاني، يخرج بإنطباع قوي مفاده أن المصالحة التي رعاها العاهل السعودي الراحل بين النظام المصري الذي يرأسه «عبد الفتاح السيسي» ودولة قطر ربما تكون ماتت بموت صاحبها أي الملك «عبد الله بن عبد العزيز».

وأضاف أن المصالحة فرضت التزمات قوية على قطر أبرزها لجم قناة «الجزيرة» ووقف دعمها السياسي والاعلامي لحركة «الاخوان المسلمين» والانتصار لهم في معركتهم لزعزعة استقرار النظام الذي أطاح بحكمهم، واسكات الشيخ «يوسف القرضاوي»، وابعاد قيادات الصف الأول والثاني من الإخوان الذين وجدوا في الدوحة الملاذ الآمن، على حد تعبيره.

وأكد أن العاهل السعودي الراحل، وفي ظل تنامي صعود «الدولة الإسلامية» سياسيا وعسكريا، وتشكيلها تهديدا مباشرا لأمن بلاده وحكم أسرته، مارس جهودا كبيرة من أجل ترتيب البيت الداخلي الخليجي أولا، ثم العلاقات المصرية الخليجية ثانيا، وقد نجح في الأولى عندما حل الأزمة بين المثلث السعودي الإماراتي البحريني من ناحية وقطر من ناحية أخرى، على أساس وثيقة الرياض وأعاد السفراء الثلاثة الذين تم سحبهم من الدوحة، ولكن جهوده في حل الأزمة الثانية، اي إصلاح العلاقات بين مصر ودولة قطر كانت بطيئة ومتعثرة نوعا ما بسبب صعوية هذا الملف وتعقيداته الإقليمية.

وكان آخر جهد بذله في هذا الصدد إرسال «خالد التويجري» مستشاره ومدير مكتبه الى القاهرة وفي معيته الشيخ «محمد بن عبد الرحمن آل ثاني» مساعد وزير خارجية دولة قطر للقاء بالرئيس «عبد الفتاح السيسي»، والتمهيد للقاء بينه وبين الشيخ «تميم بن حمد آل ثاني» أمير دولة قطر، اللقاء تم في شهر ديسمبر/كانون الاول، أي قبل وفاة العاهل السعودي بشهر.

وتوقع «عطوان» أن تغطية «الجزيرة» ربما لا تنسف فقط جهود المصالحة المصرية القطرية، وانما أيضا تؤدي الى نسف المصالحة الخليجية القطرية، وعودة الأوضاع إلى المربع الأول، أي الى مرحلة ما قبل وثيقة الرياض التي كان عنوانها الأبرز سحب ثلاثة سفراء من الدوحة.

الملك «سلمان»، بحسب الكاتب، لا يعطي المصالحة بين مصر وقطر جل اهتمامه في الوقت الراهن، ومن الطبيعي أن لا تكون على سلم أولوياته، فهو منشغل حاليا في ترتيب البيت السعودي الداخلي، وتثبيت رجاله في مفاصل السلطة الرئيسية، وإبعاد من يشك في ولائهم، ووضع بصماته بقوة على تركيبة الحكم، وسياسات المملكة الداخلية والخارجية، ولذلك لا نستبعد توتيرا في العلاقات بين النظامين المصري والقطري في الأيام والأسابيع المقبلة.

ولا نبالغ اذا قلنا ان العلاقة السعودية القطرية كانت ترتكز على محور واحد في الاسرة الحاكمة السعودية، اي جناح الملك الراحل عبد الله بن عبد العزيز وابنه الامير متعب بن عبد الله وزير الحرس الوطني، ولم تكن ودية على الاطلاق مع الجناح السديري في الاسرة السعودية الحاكمة، وهو الجناح الذي عاد الى الواجهة بقوة بعد وفاة الملك عبد الله وبات يتحكم بأهم اربع مناصب في الدولة، اي العرش (الملك سلمان) والداخلية (محمد بن نايف) والدفاع (محمد بن سلمان) والنفط (عبد العزيز بن سلمان نائب الوزير والمهندس الحقيقي للسياسة النفطية السعودية).

لا نعتقد ان الرئيس السيسي الذي يعتبر دولة قطر عدوه الاول حاليا سيكون مسرورا من تغطية قناة “الجزيرة” للمظاهرات الاحتجاجية ضده، واعطاء المنبر لخصومه من الاخوان واليساريين معا، كما اننا لا نعتقد ايضا ان حلفاءه في الخليج، وخاصة في دولتي السعودية والامارات الذين ايدوا حربه الطاحنة ضد الاخوان المسلمين ووضعوا كل ملياراتهم وعلاقاتهم السياسية مع الغرب خلفه، سيكونوا “سعداء” بهذا النكوص، او بالاحرى الخروج عن “اتفاق الرياض” وبنوده.

باختصار شديد، يؤكد عطوان، أن المصالحة في مهب الريح وقد تكون دفنت مع عرابها وراعيها الملك «عبد الله»، اللهم إلا إذا قرر الملك «سلمان» تهدئة الأوضاع مؤقتا لكسب الوقت الكافي لتثبيت حكمه، وكل شيء جائز، لكن الأمر المؤكد أن الأيام والأشهر المقبلة ستكون حبلى بالمفاجآت.

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

السعودية قطر مصر المصالحة المصرية القطرية القرضاوي الملك سلمان المصالحة الخليجية

قطار المصالحة بين الدوحة والقاهرة لا يزال معطلا!

«هآرتس»: كواليس «الحرب الخفية» داخل العائلة الحاكمة في السعودية

«الغنوشي» يدعو «الملك سلمان» لرعاية مصالحة «تحقن الدماء» في مصر

الأمير «تميم» يجري أول اتصال هاتفي مع العاهل السعودي الجديد

«الغنوشي» يتوقع دورا للسعودية في حل أزمات المنطقة .. ويبرئ الإسلام من «حرق الكساسبة»

أقباط المهجر: السعودية لا تساوي شيئا بدون مصر وعلي «الملك سلمان» توضيح موقفه عاجلا

مصادر دبلوماسية: قطر قد تعيد النظر في مشاركتها في المؤتمر الاقتصادي بعد «تسريب السيسي»

أتلانتك كاونسل: الملك «سلمان» مشغول بالبيت الداخلي .. والقاهرة والدوحة غير جادتين في المصالحة

وزير خارجية قطر: ليس هناك خلاف بين الدوحة والقاهرة يستدعي رأب الصدع

وزير خارجية قطر يعتبر اتهام «مرسي» بالتخابر مع بلاده «كارثة» وينفي دعم الدوحة لـ«الإخوان»

انهيار المصالحة المصرية القطرية مبكرا ونجاح «الدولة الإسلامية» في تأجيج الصراع

العلاقات المصرية ـ السعودية عند مفترق طرق

تسريبات «الجزيرة» لوزير الداخلية المصري تكتب شهادة وفاة المصالحة المصرية القطرية

وزير الخارجية المصري: أمير قطر يشارك في القمة العربية بـ«شرم الشيخ»

السفير القطري يعود إلى القاهرة وغموض حول اتخاذ مصر خطوة مماثلة

مصر وقطر ... رؤية محايدة