«هآرتس»: كواليس «الحرب الخفية» داخل العائلة الحاكمة في السعودية

الثلاثاء 3 فبراير 2015 09:02 ص

كشف محلل الشؤون العربية في صحيفة «هآرتس» العبرية، «تسفي برئيل»، كواليس ما أسماها بـ «الحرب الخفية» داخل العائلة الحاكمة في السعودية بين الملك «سلمان» ووزير الداخلية «محمد بن نايف» وباقي الفرع «السديري» من جهة، وبين ما وصفها بـ«العصبة المتآمرة» التي يحركها «محمد بن زايد آل نهيان» ولي عهد أبو ظبي، من الإمارات.

وقال المحلل الإسرائيلي إن هذه «العُصبة التي أنفق عليها آل نهيان أموالا طائلة تتكون من متعب ومشعل وتركي أبناء الملك الراحل عبد الله، وخالد التويجري رئيس الديوان الملكي و خالد بن بندر رئيس جهاز المخابرات وبندر بن سلطان الأمين العام لمجلس الأمن الوطني، والذي أطاح الملك سلمان بهم جميعا».

واعتبر «برئيل» أن الملك «سلمان» بدأ يتخذ سياسات مغايرة لذلك الخط الذي ميز الملك الراحل «عبد الله»، مشيرا إلى أنه كان من أهم المعارضين لفرض عزلة ومقاطعة ضد قطر، ورأى أنه يمكن التعامل مع الدوحة بطرق أكثر نعومة. مشيرًا إلى أن «التخوف من حدوث تحول في سياسات السعودية حيال إيران وربما أيضا فيما يتعلق بالتعامل مع الإخوان المسلمين يقلق مصر هي الأخرى، والتي تلقت دعما غير محدود من عبد الله، الذي أعلن الجماعة في السعودية تنظيما إرهابيا».

وقال المحلل في تقرير بعنوان: «ملك المملكة العربية السعودية الجديد في عجلة من أمره لتدشين الخلافة التالية» أمس الإثنين، أنه: «قبل سنوات طويلة، قرر محمد بن زايد تشكيل “ائتلاف سعودي – إماراتي” من أبناء جيل الشباب، لفرض الخطوات السياسية في المنطقة»، ولكن الآن جاء الملك «سلمان» ليطيح بـ لوبي «بن زايد» في السعودية، أو ما أسمته الصحيفة العبرية «العصبة المتآمرة».

وتابع بقوله أن «تبنى بن زايد، أحد أغنى الرجال في دول الخليج، الأمراء بندر ومتعب ورئيس الديوان الملكي التويجري، الذي عمل أيضًا كحاجب، يقرر من يحظى بلقاء الملك ومن يتم رفضه، وأنفق (بن زايد) عليهم أموالًا ضخمة».

وأضاف: «كانت هذه عصبة متحدة وذات عزيمة ماضية، ولكنها تلقت صفعة عندما قرر الملك عبد الله الإطاحة ببندر من رئاسة المخابرات على خلفية فشله في إدارة الأزمة بسوريا، والآن، تم استبعاد أبناء الملك عبد الله وكذلك منسق الإمارات التويجري من مناصبهم».

كما أكد إن هذه العصبة «المتآمرة» ضمت أيضًا الأمير «متعب»، ورئيس الديوان الملكي «خالد التويجري»، و«بندر بن سلطان»، الذي كان على مدى عشرات السنين سفيرًا للسعودية في واشنطن وحلقة الوصل الأكثر أهمية بين المملكة والإدارة الأمريكية، وكذلك «محمد بن زايد آل نهيان» ولي عهد حاكم دولة الإمارات المتحدة.

وقال الكاتب والمحلل إنه «على الرغم من أن متعب مستمر في تولي منصب الوزير المسؤول عن الحرس الوطني، فلم يعد لمحمد بن زايد يد أو نفوذ في المملكة السعودية»، مشيرًا إلى أن «العلاقة بين هذه العصبة السعودية وبن زايد لا تتجلى فقط في السعي للحفاظ على الحكم في يدي أبناء عبد الله الراحل، بل أيضًا في الرغبة بتقليص قوة الجماعة الوهابية المتشددة في المملكة». لافتًا إلى أن «جيل الشباب ومن ضمنه المجموعة التي أطيح بها يرى في الملك سلمان ومقربيه من العائلة -وتحديدًا الأمير محمد بن نايف- محافظين يعارضون الروح الأكثر انفتاحًا التي تنبض بين الشباب السعودي».

وتذكر ضمن الخلافات السياسية بين الملك الجديد وخصومه، على سبيل المثال، أن الملك «سلمان» عارض «المقاطعة التي تم فرضها على قطر»، ورأى أنه يمكن إخضاعها لرغبة المملكة بطرق ناعمة، كذلك فهو لا يعارض تعاون بين السعودية وإيران، على النقيض من موقف الملك الراحل.

ويقول «تسفي برئيل» أن هناك كواليس كثيرة للحرب الخفية داخل العائلة الحاكمة في السعودية بين الملك «سلمان» ووزير الداخلية «محمد بن نايف» وباقي «الفرع السديري» من جهة، وبين ما وصفها بـ«العصبة المتآمرة» التي يحركها من الإمارات «محمد بن زايد آل نهيان»، ولي عهد أبو ظبي.

وأضاف قائلاً: «كخطوة أولى، وحتى قبل أن يناقش مسائل مصيرية مثل أزمة النفط والحرب في سوريا أو النزاع مع إيران، نشر الملك أوامر إعفاءات وتعيينات جديدة لعشرات المسؤولين الكبار بالمملكة، وبشكل لا يبعث على الدهشة، فإن معظم من تم إعفاؤهم من المقربين للمك عبد الله». وأضاف على سبيل المثال، أنه: «أعفى نجلي عبد الله، مشعل، أمير مكة المكرمة السابق، وتركي، الذي كان أميرًا للعاصمة الرياض، إضافة إلى خالد بن بندر الذي شغل منصب رئاسة الاستخبارات، وبندر بن سلطان رئيس الاستخبارات السابق والذي تولى بعد ذلك منصب الأمين العام لمجلس الأمن الوطني».

وتابع موضحًا أنه «لم تأت تلك التغييرات من فراغ، حيث يدور الحديث عن خطة منظمة، كانت في انتظار وفاة الملك كي تتحقق، ومن خلفها هدف مزدوج: أولًا، تنقية الأجواء من رجال الملك عبد الله، وعلى رأسهم نجله متعب الذي طمح في الوصول إلى رأس هرم الحكم من خلال تنصيبه وليًا للعهد في المستقبل. ثانيًا، تصفية الحسابات مع عدد من خصوم سلمان، الذين تواطؤوا لإبعاد الفرع السديري -أبناء الأميرة حصة السديري- التي كانت واحدة من زوجات للملك المؤسس عبد العزيز عن الحكم».

تغيرات تطرأ على السياسة تجاه مصر وإيران

وتطرق الكاتب الإسرائيلي كذلك عن التخوف من حدوث تحول في سياسات السعودية حيال إيران، وربما أيضًا فيما يتعلق بالتعامل مع الإخوان المسلمين الذي يقلق مصر هي الأخرى، والتي تلقت دعمًا غير محدود من «عبد الله»، الذي أعلن الجماعة في السعودية تنظيمًا إرهابيًا، وفقًا لتعبير الكاتب.

وقال أنه وفقًا لعدة مصادر «فقد عارض حاكم دولة الإمارات اتفاق المصالحة مع قطر، وزعم أن قطر لم تقدم أي تنازلات من جانبها مقابل الاتفاق، وفي رده على الاتفاق سعى حاكم الإمارات لدفع علاقات بلاده بإيران، وكذلك دعم على ما يبدو المتمردين الحوثيين باليمن، على النقيض من موقف الملك عبد الله»، مضيفًا أنه «يمكن أن نضيف للخلاف بين دولتي الخليج، تعبيرات محمد بن زايد التي كشفتها تسريبات ويكيليكس، والتي بحسبها وصف الأمير نايف شقيق الملك سلمان بالقرد، في إشارة إلى صحة نظرية داروين بشأن أصل الإنسان».

واختتم المحلل العبري مقالته في صحيفة «هآرتس» العبرية بقوله أنه «لا يسود الهدوء الآن في المملكة ويبدو أنه لن يكون هناك سكون على المدى القريب، ولكن المشكلة هي أن منظومة العلاقة الشخصية هذه يمكن أن يكون هناك تأثير حقيقي على التطورات بالمنطقة، خاصة وأن السعودية أصبحت المحور المركزي التي تدور حوله الأنظمة السياسية».

المصدر | الخليج الجديد + متابعات

  كلمات مفتاحية

السعودية خلافة الملك عبد الله

إعلامي مقرب من السلطة يكشف عن قلق «السيسى» من سياسات السعودية في عهد الملك «سلمان»

«التليجراف»: الملك «سلمان» يقيد يد «النعيمي» في «النفط» بتعيين نجله نائبا له

«سلمان»… أسوأ ملوك السعودية حظاً !

«عبدالباري عطوان»: المصالحة المصرية القطرية في ”مهب الريح“.. والملك «سلمان» لا يعتبرها أولوية

أولويات الملك «سلمان»: عودة الثقة بواشنطن وتنويع الاقتصاد

استجداء الملك «سلمان» الوفاء بتعهده السير على خطى سلفه أبرز افتتاحيات صحف الإمارات

الملك الجديد وتصفية تركة سلفه

«ناشيونال إنترست»: أين تتجه التغييرات داخل العائلة الحاكمة في المملكة؟