«بيزنس إنسايدر»: اليمن يتجه نحو سيناريو مُركّب ”عراقي سوري ليبي“

الثلاثاء 24 مارس 2015 09:03 ص

أطلق المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى اليمن تحذيراته أمام اجتماع طارئ لمجلس الأمن الدولي يوم الأحد بشأن الأحداث الجارية في اليمن، مؤكدا إنها ستقود البلاد إلى «حرب أهلية»، وحث جميع الأطراف على التراجع عن السقوط المدو في تلك الهاوية، وحل النزاع بطرق سلمية.

وأكد «جمال بنعمر» مرارا وتكرارا في كلمات موجزة له عبر الأقمار الصناعية من قطر أن «الحوار السلمي هو الخيار الوحيد لدينا».

وقد ردد مجلس الأمن هذا الرأي في بيان رسمي أكد خلاله من جديد استعداد هيئة الأمم المتحدة لاتخاذ «إجراءات إضافية» ضد أي طرف يعرقل الطريق نحو تحقيق السلام في اليمن. وهذا الكلام قد يفهم منه فرض عقوبات جديدة، وربما غيرها من الإجراءات.

وقالت «رايموندا مورموكايتو»، سفيرة ليتوانيا لدى الأمم المتحدة، بعد مشاورات مغلقة إن جميع أعضاء المجلس يدعمون عودة المفاوضات، لكنها لا تتوقع عقوبات جديدة مشيرة «ليس في هذه المرحلة».

وقال «بنعمر»: «سيكون من الوهم الاعتقاد بأن المتمردين الحوثيين الشيعة، الذين يسيطرون على العاصمة صنعاء والكثير من الشمال ويتحركون جنوبا بدعم من بعض أفراد القوات المسلحة اليمنية، يمكن أن ينجحوا في السيطرة على كامل البلاد. واستولى الحوثيون يوم الأحد الماضي على تعز، ثالث أكبر مدينة في اليمن.

وأضاف «بنعمر»: «سيكون أيضا محض كذب وادعاء أن نفكر بأن الرئيس المحاصر عبد ربه منصور هادي الذي فر في وقت سابق من هذا الشهر إلى مدينة عدن الجنوبية، المركز الاقتصادي للبلاد، يمكنه تجميع قوات كافية لتحرير البلاد من الحوثيين».

وحذر من أن أي طرف يدفع البلاد في أي من الاتجاهين «سيكون بمثابة دعوة لصراع طويل الأمد يجمع سيناريوهات العراق وسوريا وليبيا».

وازدادت الاضطرابات السياسية بشدة كما تفاقمت الأزمة في اليمن منذ سيطرة الحوثيين على صنعاء في سبتمبر/أيلول الماضي، وقاموا بوضع «هادي» تحت الإقامة الجبرية، ثم حلو برلمان البلاد في نهاية المطاف. وصعد تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية، والذي تصنفه الولايات المتحدة بأنه أخطر فروع القاعدة، من هجماته ضد المتمردين الشيعة.

وأعلن الحوثيون مؤخرا عن التحرك نحو السيطرة على كامل البلاد في أعقاب التفجيرات الانتحارية التي طالت عددا من المساجد في صنعاء، وأسفرت عن مقتل 137 شخصا، وقد أعلن تنظيم «الدولة الإسلامية» مسؤوليته عن الهجمات. وجاء ذلك عقب وقوع اشتباكات حول مطار عدن، حيث أسقطت الطائرات من صنعاء القنابل على القصر الرئاسي، حيث قال «بن عمر» إنه لحسن الحظ لم يصب «هادي»، الذي يحظى بدعم بالغ من الأمم المتحدة،بأذى.

وحذر «بن عمر» إنه «نتيجة للتفجيرات الانتحارية والقتال باتت المشاعر في حالة تأجج بالغ واحتقان، وإذا لم يكن هناك حل في الأيام المقبلة فسوف تنزلق البلاد إلى مزيد من الصراع العنيف والتفكك».

وأكد «بن عمر» إن اليمنيين يعتقدون أن الوضع «في دوامة متسارعة»، وقلقون من أن الصراع «بدأ يتخذ نبرة طائفية، وازداد الحديث عن الانقسامات بين الشمال والجنوب».

«وتوجد مخاوف من أن تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية سوف يستغل حالة عدم الاستقرار الراهنة ليحدث مزيدا من الفوضى».

ودفع تدهور الأوضاع القوات الأمريكية لإخلاء قاعدة جوية في الجنوب كانت هامة وحاسمة لبرنامج الطائرات بدون طيار التي تستهدف مقاتلي القاعدة.

وقال «بن عمر» إن «المتطرفين في كلا الجانبين يبذلون أقصى جهودهم لتقويض المفاوضات التي ترعاها الأمم المتحدة، والتي كانت تهدف لعودة اليمن إلى المسار الطبيعي لاستكمال التحول الديمقراطي بحيث يمكن الانتهاء من وضع الدستور بوساطة من الأمم المتحدة، ومن ثم إجراء استفتاء عليه تمهيدا للدخول إلى الانتخابات».

وشدد على أن الحل الوحيد للمأزق السياسي هو طريق المفاوضات التي تشمل كلا من الحوثيين و«هادي».

ووجه «بن عمر» دعوة للأطراف كلها بقوله «أطالب جميع الأطراف في هذا الوقت بتخفيف حدة التوتر، ووقف الخطابات التي تزيد الاحتقان، وممارسة أقصى درجات ضبط النفس، والامتناع عن الاستفزازات».

وفي البيان الرئاسي الذي وافق عليه جميع الأعضاء الــ 15، كرر مجلس الأمن دعوة «بن عمر» لجميع الأطراف بوقف القتال، والانخراط في مفاوضات تلعب الأمم المتحدة فيها دور الوسيط واستكمال الانتقال السلمي.

وأكد المجلس دعمه لشرعية «هادي»، كما أدان الحملة العسكرية للحوثيين. ودعا البيان جميع الدول «الامتناع عن التدخل الخارجي» في شؤون اليمن.

وقالت السفيرة الأمريكية «سامانثا باور» إن الشعب اليمني هو الذي «سيشعر بالعواقب» إذا لم ينتهِ الصراع العسكري على الفور. وأشارت إلى أن أكثر من 60% من سكان اليمن، ما يقرب من 16 مليون شخص ، باتوا في حاجة ماسة للمساعدات الإنسانية.

  كلمات مفتاحية

اليمن ميليشيات الحوثيين الرئيس هادي الأمم المتحدة

على أبواب ”الحرب الشاملة“.. «الفيصل»: سنتخذ ”الإجراءات الضرورية“ لوقف ”عدوان“ الحوثيين

«فورين بوليسي»: هل تصبح اليمن سوريا ثانية؟

«مجلس العلاقات الخارجية»: خمسة أسئلة حول صعود الحوثيين في اليمن

«واشنطن بوست»: ماذا وراء الأزمة السياسية الراهنة في اليمن؟

«ذي إيكونوميست»: انقلاب الحوثي يعزز عدم الاستقرار في اليمن

اليمن الحزين !

الطائفية والانفصالية والقاعدة والفقر.. مخاطر تؤرق اليمن

«فورين بوليسي»: اليمن .. نهاية القصة الأمريكية ”الناجحة“ في مكافحة ”الإرهاب“

التفاوض بشأن السلام اليمني: انقسامات عميقة وحقائق صعبة

«بلومبيرج»: إطلاق الرصاص على السلام في اليمن