علق رئيس هيئة قناة السويس الفريق "مهاب مميش"، على إطلاق أول سفينة حاويات لتبحر عبر طريق الأركتيك أو بحر الشمال المتجمد، كبديل لقناة السويس المصرية، قائلا "إنه لا يوجد في العالم ممر ملاحي بديل لقناة السويس".

وأوضح أن الحديث عن وجود قناة في القطب الشمالي، بديلة لقناة السويس، هو أمر غير صحيح لأنها منطقة غير صالحة للملاحة وتتجمد لمدة 6 أشهر في العام.

وأضاف "مميش"، خلال مداخلة هاتفية ببرنامج "الأخبار"، المذاع عبر فضائية "Ten"، مساء الجمعة، أن القطب الشمالي يتجمد لمدة 6 أشهر في العام ويستمر تفكك جليده لـ3 أشهر أخرى، ويكون صالح للمرور خلال الـ3 أشهر الباقية، متابعًا: "أي خط ملاحي يتوقف لمدة 6 أشهر لأنه متجمد سيخسر خسارة كبيرة للغاية، بالإضافة إلى مرور السفن فيه بصحبة مكسرات ثلج أمامها أو في مقدمة السفينة نفسها".

وأوضح أن الملاحة القطبية صعبة، إلا أن شركة "ميرسك"، للنقل البحري، أعلنت عن إطلاقها سفينة غير ضخمة بإمكانها حمل 3600 حاوية، لتجربة الممر الملاحي القطبي بهدف الوقوف على النتائج فقط، منوهًا بأن قناة السويس يمر من خلالها سفن بحمولة 23 ألف حاوية.

وأشار إلى تصريح لمتحدث باسم "ميرسك"، بأن الملاحة في أفضل الظروف ستكون متاحة لمدة 3 أشهر فقط في العام، واصفا هذا الأمر بأنه منطق غير طبيعي.

وأكد أن قناة السويس تبقى هي الأسهل والأسرع والأعمق في العالم والقادرة على التعامل مع التطور في بناء السفن، مضيفا أن "مشروع قناة السويس الجديدة نجح بشكل باهر، وخفض زمن الملاحة بالقناة من 22 ساعة إلى 11 ساعة وزاد من عمق القناة للتعامل مع السفن العملاقة حاليًا ومستقبلًا، فضلًا عن تحقيق أعلى عائدات في تاريخ هيئة قناة السويس العام الماضي"، وفق قوله.

وتابع: "العالم كله يستخدم قناة السويس، والبعض عايز يخبط في أي حاجة، لكن إحنا قدها وقدود ونحسن من نفسنا ومعدلات مرور السفن حاليًا هي الأعلى في تاريخ قناة السويس ونقدم خدمة ملاحية ممتازة، وخفض زمن العبور 50% يعني إيصال الغذاء وقطع الغيار بشكل أسرع لكل أنحاء العالم، والعالم لا غنى له عن قناة السويس".

وتعتزم شركة "ميرسك لاين" الدنماركية للشحن، أكبر شركة لشحن الحاويات في العالم، قبل نهاية هذا الأسبوع، إطلاق أول سفينة حاويات تبحر عبر طريق الأركتيك أو بحر الشمال المتجمد، كبديل لقناة السويس المصرية.

وينظر إلى الممر الشمالي كمسار بديل عن قناة السويس ممر العالم الجنوبي بين آسيا وأوروبا، والتي تعد إيراداتها المصدر الرئيسي لرفد الخزينة المصرية بالعملة الصعبة.

وجاء القرار الجديد، بعد أن ذابت مؤخرا مساحات شاسعة من مياهه في أولى تجارب الشحن البحري.

وقناة السويس في الوقت الراهن، أقصر طريق للتجارة البحرية يربط بين أوروبا وآسيا، لكن روسيا تعمل على تطوير الممر الشمالي، لتعتمده الشركات للتجارة بين أوروبا وآسيا.

وعادة يكون هذا الممر متاحا فقط في الصيف، لكن عملية الاحتباس الحراري، التي تسارعت بنهاية القرن العشرين، منحت فرصة الإبحار عبر هذا الممر على مدار السنة.

يشار إلى أن تنمية الممر الشمالي تأتي ضمن خطة استراتيجية لروسيا، تهدف لتطوير القطب الشمالي، المنطقة التي تحتوي على احتياطات هائلة من المعادن والنفط والغاز.