نفي وزير تنمية الشرق الأقصى والقطب الشمالي في روسيا "أليكسي تشيكونكوف" تضرر قناة السويس بسبب طريق بحر الشمال، الذي روجت له موسكو بعد أزمة سفينة "إيفرجيفن" التي علقت لقناة الملاحة البحرية التجارية الأشهر في العالم.

وقناة السويس، ممر ملاحي حيوي للتجارة بين الدول الآسيوية والشرق الأوسط وأوروبا وأمريكا الشمالية.

وقال "تشيكونكوف" في تصريحات لوكالة "سبوتنيك" الروسية الرسمية، الخميس "أعتقد أن كمية الشحنات ستكون دائماً أكثر بكثير من عدد المسارات والطرق، لذلك لا أظن أن قناة السويس ستتأثر بشكل سلبي".

وأضاف: "على العكس من ذلك، أثق في أن شركات كبيرة وناجحة مثل (دي بي وورد)، وشركات شحن الموانئ المتواجدة اليوم في العالم العربي، ستشارك في تنظيم عمليات شحن الحاويات وعمليات الترانزيت للبضائع عبر طريق بحر الشمال، التي تمثل فرصاً استراتيجية لها، وندعوها لاغتنام هذه الفرص".

ومنذ افتتاحها عام 1869، شكلت قناة السويس بديلا للطريق الملاحي القديم بين آسيا وأوروبا، الذي يلتف حول أفريقيا عبر "رأس الرجاء الصالح"، ما اختصر مسافة سير السفن بآلاف الكيلومترات، ووقتا يتراوح ما بين 5 - 6 أيام.

ومن أصل 39.2 مليون برميل يومياً من النفط الخام المستورد بحراً في 2020، يمر عبر قناة السويس يوميًا 1.74 مليون برميل.

لكن بعد أزمة جنوح السفينة "إيفرجيفن" في مارس العام الماضي بقناة السويس، بدأ مسؤولون روس في الترويج لطريق بحر الشمال الروسي كبديل للقناة

ويمر طريق بحر الشمال عبر القطب الشمالي، ليصل بين أوروبا وآسيا، ويؤدي هذا الطريق إلى اختصار مسافات الرحلات بين الصين وأوروبا بنسبة 40%.

ورأي خبراء روس أن طريق بحر الشمال أقصر بنسبة 40 % من طريق النقل عبر قناة السويس، وله عدد من المزايا، حيث يسمح طوله الأقصر بتقليل ليس فقط الوقت ولكن أيضا تكاليف الوقود، مما يساعد على تقليل الضغط البشري في الشركات المتخصصة بالنقل.

وذكرت تقارير في حينها أن هذه المزايا قد تخصم من حصة قناة السويس، لكن الفريق "مهاب مميش"، مستشار الرئيس المصري لمشروعات محور قناة السويس والموانئ البحرية رد على ذلك في حينها قائلا إن قناة السويس تُمثل شريان التجارة العالمي ولا بديل عنها كممر ملاحي استراتيجي.

وأوضح "حتى تسير السفن في بحر الشمال، يجب أن تعتمد على سفن كاسحات جليد، إضافة إلى أن القطب الشمالي يتجمد كل 6 أشهر، ولذلك سيحدث تعطيل لحركة التجارة وإبطاء في مدّة عبور السفن، إضافة إلى التكلفة العالية التي ستتكبدها حركة التجارة العالمية بالنسبة لبحر الشمال، بينما المرور في قناة السويس بين البحرين الأحمر والأبيض يستغرق 11 ساعة فقط".