إعلان مبادئ «سد النهضة» خطوة في الاتجاه الصحيح أبرز افتتاحيات صحف الإمارات

الخميس 26 مارس 2015 08:03 ص

رحبت المقالات الافتتاحية للصحف الإماراتية الصادرة صباح اليوم باتفاق المبادئ بشأن «سد النهضة الإثيوبي» الذي وقع عليه قادة مصر والسودان وإثيوبيا في الخرطوم قبل أيام.. جانب دعوة «محمد بن راشد آل مكتوم» نائب رئيس الإمارات حول الحاجة إلى مفتين ينقلون حقيقة الدين الحنيف.

من جانبها، اعتبرت صحيفة «الخليج» في افتتاحياتها أن اتفاق المبادئ بشأن «سد النهضة» الإثيوبي الذي وقع عليه قادة مصر والسودان وإثيوبيا في الخرطوم قبل أيام خطوة لا بد منها لنزع فتيل إفريقي كان يهدد بتفجير أزمة بين دول المنبع والمصب على نهر النيل.

وأضافت أنه بعد ثورة 30 يونيو وتولي «السيسي» قيادة مصر أن نهجا جديدا في العلاقات المصرية الخارجية بدأ يرتسم ويختلف عن نهج ظل على مدى أربعين عاما محكوما بمزاج شخصي وبمصالح محدودة ضيقة وبعلاقات شكلت قيدا على حركة مصر أفقدتها دورها التاريخي الذي تكرس في الخمسينات والستينات من القرن الماضي ضمن دوائر ثلاث: عربية وإفريقية وعالمية ومثلت مصر خلالها قبلة لأحرار العالم ومرتكزا للحركات الوطنية العربية والعالمية وقاعدة لحركة عدم الانحياز.

ونبهت إلى أن المقاربة الجديدة باتجاه إفريقيا والعودة إليها كانت عاملا ضروريا في استرجاع دور مصر الطبيعي في قارة هي جزء أساسي منها ولذلك كان لا بد من معالجة سريعة لأزمة سد النهضة قبل أن تستفحل من خلال الإقرار بحق جميع دول نهر النيل في الاستفادة منه من دون إجحاف.

وخلصت «الخليج» في ختام افتتاحيتها إلى أن إعلان المبادئ أرضية صالحة للعمل المشترك وتذليل العقبات التي قد تعيق الاتفاق الكامل على التوزيع المتكافئ وعدم الإضرار بالآخرين.

طبيعي أن تمتدح الافتتاحية اتفاقية سد النهضة - التي كشف سياسيون للنظام الانقلابي الراهن في مصر أنها تجور على حق مصر التاريخي في نهر النيل وفق اتفاقيات سابقة – ولما لا والإمارات واحدة من الدولة المساهمة بنصيب كبير في عملية بناء السد وفي شراء حصص أراضي في أثيوبيا ضمن خططها الاستراتيجية لتحقيق الأمن الغذائي لبلدها وسكانها.. وليس عيبا إعلان ذلك ولكن العيب هو عملية التضليل الإعلامي التي تمارسها وسائل إعلام وصحف تتهم الاتفاقيات السابقة بالـ«اجحاف» وأن الاتفاقية سبيل للتوزيع «المتكافئ».. الفلاحون المصريون مسالمون ولكنهم يموتون لتحيا أرضهم.

وتحت عنوان «الوسطية في مواجهة الفكر المتطرف» تناولت نشرة «أخبار الساعة» - التي تصدر عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية – إلى تصريح «محمد بن راشد» نائب رئيس الإمارات، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي لدى استقباله شوقي علام، مفتي الديار المصرية في قصره بزعبيل، حيث قال إن «المسلمين بحاجة إلى مفتين ضالعين بعلوم الفقه الإسلامي ومبادئه، وما أكثرهم في بلادنا العربية كي يفتوا بوسطية ديننا الإسلامي الحنيف واعتداله وعدالته وتسامحه بعيداً عن الفتاوى المتطرفة والبعيدة عن روح وسماحة الإسلام الحنيـف».

واعتبرت النشرة أن إحدى المشكلات الرئيسية التي تواجه العالمَيْن العربي والإسلامي هي محاولة الجماعات المتطرفة اختطاف الدين الإسلامي الحنيف واحتكار الحديث باسمه، وتوظيفه لخدمة أغراضها وأهدافها التي تسيء إلى الدين في المقام الأول وتفرق بين أبناء الوطن الواحد عبر شعارات زائفة، تروج للأفكار المتطرفة والهدامة.

ونبهت «أخبار الساعة» إلى أهمية الدور الذي تقوم به الإمارات وقيادتها في دعم المؤسسات الدينية الوسطية، وتعزيز الاهتمام بإصلاح الخطاب الديني، ومواجهة نزعات التطرف والإرهاب المتسترة بالدين، وتشجيع المؤسسات المختلفة، سواء التعليمية أو الإعلامية أو الدينية، على التصدي للفكر الديني المنحرف ومحاصرته وعزله وعدم إتاحة الفرصة أمامه للنخر في نسيج المجتمعات العربية والإسلامية والنيل من مسلماتها وثوابتها.

وأوضحت أن من المبادرات الإماراتية الرائدة في هذا الشأن، مبادرة «مجلس حكماء المسلمين» الذي تم إطلاقه من أبوظبي في يوليو/تموز 2014، وهو أول هيئة دولية مستقلة تهدف إلى تعزيز السلم في العالم الإسلامي، ويضم كوكبة من علماء المسلمين المتسمين بالحكمة؛ ليسهموا في إطفاء حرائق الأمة قولا وفعلا، ومواجهة أصحاب الأيديولوجيات المتطرفة التي تعصف بالعالم الإسلامي منذ عقود، وتقف وراء إشعال الصراع الطائفي وتصاعد الإرهاب والتحريض على العنف، وتفاقم الاستقطاب في العالم الإسلامي.

فضلا عن المركز الدولي للتميز لمكافحة التطرف العنيف «هداية»، الذي تم افتتاحه في ديسمبر/كانون الأول 2012، وهو المركز الذي يهدف إلى إيجاد أرضية مشتركة للحوار وتبادل الرأي وتنسيق الجهود مع المؤسسات المحلية والمنظمات الإقليمية والدولية من أجل بناء القدرات وتقديم برامج لمكافحة التطرف العنيـف.

وختمت «أخبار الساعة» التي تنشر بـ«الاتحاد» الظبيانية افتتاحياتها إن الإمارات استطاعت أن تقدم نموذجا للوسطية والاعتدال والتعايش والانفتاح على الحضارات المختلفة، وترجم ذلك في حالة التعايش المثالي لعشرات الأعراق والثقافات والديانات على أراضيها، وكذلك فيما تشهده من أمن واستقرار شامل على المستويات كافة، ما جعل منها مكانا مثاليا للعيش والإقامة يجذب إليها الكثيرين من مختلف دول العـالم.

وفي سياق متصل، وتحت عنوان «فتاوى الدين الحنيف» قالت صحيفة «الوطن» إن دعوة «محمد بن راشد آل مكتوم».. حول الحاجة إلى مفتين ينقلون حقيقة الدين الحنيف عبر الفتاوى التي تعكس جوهر الدين ورسالته الإنسانية أتت في محلها حيث قال سموه «إن المسلمين بحاجة إلى مفتين ضالعين بعلوم ومبادئ الفقه الإسلامي وما أكثرهم في بلادنا العربية كي يفتوا بوسطية ديننا الإسلامي الحنيف واعتداله».

وأضافت أنه أتت الدعوات لضرورة وحتمية المعركة الشاملة والمتعددة الوجوه فالحرب قبل كل شيء فكرية بحيث تعري المفاهيم المغلوطة والخاطئة التي تقتضي القيام بعملية تنوير وتثقيف للعقول التي يمكن أن تنجرف عبر تنشئة الأجيال وفق أساليب علمية واضحة تجلي القناعات الزائفة وتبين حقيقتها.

موضحة أن الموضوع في حقيقته هو تعامل مع وباء يحمل التطرف ويولد الإرهاب والعنف وهو مثل أي وباء آخر يقتضي التعامل مع مسبباته وعوامل وجوده ليكون العلاج جذريا وإن أول الخطوات الواجبة هي التثقيف بصحيح الدين عبر مختصين وعلماء.

ونبهت الصحيفة في هذا الصدد إلى أهمية الصروح العلمية الشامخة والقلاع العلمية كالأزهر من حيث المهمة الكبرى التي تقع على عاتقها عبر تبصير الأجيال وتحصينها من الأفكار الهدامة والمتشددة والتكفيرية لتكون المناعة بداية من الفرد الذي هو الخلية الأصفر واللبنة الأساسية في كل مجتمع ضد محاولات شده عن الطريق الصحيح.

وقالت «الوطن» في ختام افتتاحيتها «أملنا الكبير في كل الصروح الإسلامية الحقيقية الشامخة أن تبقى قلعة في وجه من لا يريدون خيرا للإنسانية ولتبقى منارة تنبعث منها أفكار المحبة والتسامح تحصن الأمم..».

طالما استطاعت الإمارات وتمكنت بأداء دور وإطلاق مبادرات وغيرها من الكلمات التي تدل على الاستكفاء!.. إذن ما السبب في طرح أحد قيادتها «الرشيدة» حاجة المسلمين إلى «فقهاء» وعلماء حسب الطلب.. بل إن من الفقهاء العلامة «القرضاوي» الذي سبق وأن منحته الإمارات جائزة دبي للقرآن الكريم تكريما «لفقهه» وقام «محمد بن راشد» لفضيلته واقفا وأمير قطر الأسبق لدى حضوره الأول فعالية في دولة قطر بحضور الشيخ «القرضاوي».. وفي النهاية منع الشيخ من دخول «جنة» الأرض وصنف «الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين» أكبر مؤسسة فقهية لعلماء من كافة أنحاء العالم بأنها منظمة «إرهابية».. والخلاف الفقهي في ديننا الحنيف أغلبه في الفروع ولم يكن سببا للتفرق في الدين فضلا عن أن يكون سببا لمعارك «شاملة ومتعددة» كما تقول الوطن.. كما أن الأزهر منه علماء للسلطان ومنهم «شوقي علام» يفتون بإعدام أقرانهم من العلماء مثل «د.عبدالله بركات» و«د.عبدالرحمن البر» المختلفين مع الحاكم العسكري سياسيا.

  كلمات مفتاحية

أبرز عناوين الصحف الخليجية والعربية اللندنية

السودان وإثيوبيا لم يردا على دعوة مصر لاجتماع حول سد النهضة

كاتب مصري يطالب حكومته بموقف تجاه دعم السعودية والإمارات لسد النهضة