قرر مجلس إدارة صحيفة "اليوم السابع" المصرية، المملوكة لشركة "إيغل كابيتال" التابعة للاستخبارات العامة، إيقاف رئيس التحرير التنفيذي للصحيفة، الكاتب "دندراوي الهواري"، عن العمل إلى أجل غير مسمى، بعد اتهامه بالتحرش الجنسي بالمصورة الصحفية في قسم الفيديو بالموقع الإلكتروني للصحيفة، "مي الشامي".
ورغم عدم صدور أي موقف رسمي من المؤسسة حتى الساعة، فإن مصادر رجّحت أن يكون قد تمّ إيقاف "الهواري" عن العمل على خلفية التحرش.
وأنهت "الشامي" إجراءات تقديم بلاغ في قسم شرطة الدقي، ضد "الهواري"، تتهمه فيه بالتحرش البدني واللفظي بها.
وأحال قسم الدقي البلاغ إلى النيابة العامة، وتوجهت "الشامي" إلى مقر نيابة الدقي لسماع أقوالها، وانضم إليها عضو مجلس نقابة الصحفيين "محمد سعد عبدالحفيظ" ورافقها إلى مقر النيابة.
وبحسب معلومات مصادر مقربة من الشاكية، فإن الواقعة بدأت عندما كانت تجلس "مي الشامي" في صالة التحرير، فاقترب منها "الهواري" قائلا "مش لابسة دبلتك ليه.. سمعت إن كلها أيام"، ثم أمسك بذراعها، فما كان منها إلا أن قامت من كرسيها ونهرته وغادرت مقر الجريدة غاضبة، خصوصا أنها لم تكن المرة الأولى التي يتحرش بها "الهواري".
وأرسلت "مي الشامي" بعد تلك الوقائع رسالة إلى رئيس التحرير "خالد صلاح"، عندما كان يقضي إجازته الأسبوعية في الساحل الشمالي، وأخبرته أن "دندراوي" تحرش بها، وأنها تريد حقها، فما كان من "صلاح" إلا أن دفع بالعديد من رجاله في المؤسسة إلى الاتصال بها، وحاول ثنيها عن اتهامها، وقال لها "اللي بتعمليه ده جنان وهبل".
وكتبت "مي الشامي" منشورا على صفحتها بـ"فيسبوك"، جاء فيه "كنت أفضل ألا أتحدث إطلاقا في هذا الأمر، احتراما للمؤسسة التي أعمل فيها. نعم تعرضت لمضايقات متتالية من شخص داخل مكان العمل "صالة التحرير"، ولكني فضّلت التحقيقات بدلا من الحديث لوسائل الإعلام أو وسائل التواصل الاجتماعي. ولكن بعد نشْر وتسريب أحدهم للقصة وبها بعض التفاصيل المغلوطة، لذلك فضلت الحديث عن القصة بوضوح لوضع الأمور في سياقها".
وأكدت "نعم تعرضت للتحرش باللفظ واللمس داخل صالة التحرير، ولكن أود نفي موضوع المكالمات أو علاقتي بتسريب الأمر لأي جهة. أود توضيح بعض الأمور عن الأزمة في مقدمتها التزامي بمجرى التحقيقات. أنا في انتظار التحقيقات الإدارية، وقد أحتاج لتدخلٍ من النقابة. وفي النهاية، أود مرة ثانية تأكيد عدم وجود علاقة لي بما تسرّب منذ الأمس عن الأزمة.
وتطوع بعض المحامين للدفاع عن الصحفية الشابة دون مقابل، وفي مقدمتهم المحامي "طارق العوضي".
وكتب "العوضي"، في تدوينة نشرها على صفحته الشخصية على "فيسبوك"، قائلاً: "أعلن تطوعي الكامل للدفاع عن الصحفية مي الشامي ضد المدعو دندراوي الهواري، واستعدادي التام لتولي الدفاع عنها دون أي مقابل مادي"، مضيفاً في تدوينة أخرى "مش عيب اللي عملته ده يا مراهق.. اديك هاتتحبس".
وعلى مواقع التواصل الاجتماعي انتشر وسم "#أدعم_مي_الشامي" للتضامن مع الصحفية الشابة.
و"دندراوي" متزوج من مسؤولة قسم السوشال ميديا في المؤسسة، وهي بنت أخت رئيس مجلس إدارة وتحرير الصحيفة.
وعُرف عن الكاتب المتهم بالتحرش مدى انحيازه للسلطة الحاكمة، والتملق في كافة مقالاته إلى الرئيس "عبدالفتاح السيسي"، وأركان نظامه.
وتثير مقالات "دندراوي" عادة حالة من الجدل على مواقع التواصل الاجتماعي، نظرا لركاكة المصطلحات الواردة فيها، وتهكّمه بطريقة فجة على كل معارض أو صاحب رأي مخالف للنظام الحالي.