"أسوشيتد برس" تحذر "صلاح" من محاولة إصلاح الكرة بمصر

السبت 8 سبتمبر 2018 07:09 ص

بفضل قوة نجومية "محمد صلاح" وتحمس حكومته لإبقاء نجمها الدولي الأغلى سعيداً، فاز "محمد صلاح" في صراعه الأخير مع الاتحاد المصري لكرة القدم بعد تلبية مطالبه بتحسين الأمن وتحسين الانضباط في معسكرات الفراعنة.

ولكن إلى متى ستتحمل الحكومة التي لا تُظهر سوى قدرا ضئيلا من التسامح مع المعارضة مع عرض نجم ليفربول للاستقلال أو سعيه من أجل التغيير.

طالما يلعب "صلاح" ببراعة، فإن شعبيته الجارفة ستحميه، بينما يمنح حكومة "عبدالفتاح السيسي"، الدعاية الجيدة العالمية التي يريدها.

لكن على "صلاح" أن يتوخى الحذر إذا كان ينوي أن يكون أداة للتغيير في رياضة تغرق في وطنه بالعنف وعدم الكفاءة وشبكة من المصالح التي تقف وراءها الأطراف المؤثرة والأشخاص المحظين، بما في ذلك الوكالات الحكومية، حيث إن هذه المصالح لديها أسلحة تنتقم بها مثلما فعلت ضد مشاهير آخرين في الماضي.

أزمة تكشف الستار

وقال المحلل السياسي "حسن نافعة" عن أفضل لاعب في الدوري الممتاز الانجليزي الموسم الماضي: "قوة صلاح متأصلة خارج سيطرة الحكومة مما يجعله أقوى من الحكومة، سيواصل صلاح كسب معاركه ما لم تقرر الحكومة تصعيد الخلاف معه واتهامه بالتعاون مع المعارضة".

وبينما كان "صلاح" يقيّد خطابه بشكل عام في سلسلة من مقاطع الفيديو التي نشرها هذا الشهر في قضايا تتعلق بالأمن والانضباط في معسكرات الفريق الوطني، فقد أثار المهاجم البالغ من العمر 26 عاماً أيضاً قضايا تلمس بعض العلل في المجتمع المصري، مثل ارتفاع كراهية الأجانب أو العصبية القومية.

فقد انتقد "صلاح" إشارة الاتحاد المصري للكرة إلى جنسية وكيله "رامي عباس" الكولومبية، كسبب لإشعال الخلاف بينه وبين اتحاد الكرة، كما اتهم الاتحاد بمحاولة تحويل أنصاره المحليين ضده من خلال الإيحاء بأن نجوميته قد جعلته متكبرا للغاية، والتشكيك في ولائه لمصر.

وقال "صلاح"، الذي أُدرِج على قائمة الفيفا التي تضم ثلاثة لاعبين مرشحين لجائزة أفضل لاعب في السنة مع "كريستيانو رونالدو" من يوفنتوس و"لوكا مودريتش" من ريال مدريد: "حاولتم أن تصوروني كلاعب يكره بلده، كونوا مطمئنين، لن يصدقكم الناس".

وانتقل إلى حالة وكيله، وقال: " نحن في عام 2018 ، لا يمكنك الاستمرار في الصراخ الكولومبي! كولومبي! كولومبي! عن وكيل أعمالي ... تستمرون في القول إن أسلوبه ليس جيدًا، لكن تغفلون أن هناك مشكلة حقيقية، لذلك انسوا أسلوبه وحلوا المشكلة فقط."

وكانت الرسالة التي بعث بها "عباس" إلى الاتحاد مطالبا إياه بالاستقالة إذا لم يتم تلبية مطالب "صلاح"، قد تم تسريبها من قبل الاتحاد الأسبوع الماضي، على ما يبدو لقلب الطاولة على "صلاح".

وقال "طه إسماعيل" وهو مدرب ومدير سابق للمنتخب المصري: "أعتقد أن تسريب الخطابات لمعرفة كيف سيكون رد فعل الناس لم يكن حلاً جيداً، لم يستطعوا (مسؤولو الاتحاد) مواجهة صلاح لذا لجأوا لمهاجمة وكيله لكنهم في النهاية استسلموا".

شعبيته قد لا تحميه

بالنسبة لملايين المصريين الذين يكافحون تحت وطأة المصاعب الاقتصادية والقمع السياسي، كان "صلاح" قصة نجاح نادرة ومصدر فخر وفرح هائلين، وتتفوق شعبيته في الوطن على مهاراته في تسجيل الأهداف - 44 هدفاً في الموسم الماضي في جميع المنافسات - أو الملايين التي قدمها لتحسين المرافق الصحية والرياضية والتعليمية في قريته في دلتا النيل.

لكن مصر أظهرت في السنوات الأخيرة أنها قادرة على اغتيال الشخصيات، أو قيادتهم للذهاب إلى المنفى أو حتى سجن المشاهير أو الشخصيات العامة الذين يدعون للإصلاح أو ينتقدون سياسات "السيسي".

إن قائمة المشاهير المصريين التي كان يعتقد فيما مضى أنهم لا يُقهرون، لكنهم خرجوا من دائرة الوفاق مع حكومة "السيسي" طويلة، صحيح أن أحدا منهم لم يجمع بين هذا النوع من الدعم الذي يتمتع به صلاح بين المعجبين ومكانته الشهيرة في العالم، ولكن سقوطهم يشير إلى حكومة مستعدة للتعرض لخطر رد فعل شعبي أو إدانة دولية لملاحقة أي أحد ترى أنه يمثل تهديدا.

وتضم قائمة النجوم البارزين الذين أقصتهم الحكومة نجم كرة قدم متقاعد ومقدم برامج كوميدية شهير ورئيس هيئة الاركان العسكرية السابق ورئيس الوزراء السابق ومرشح سابق في الانتخابات الرئاسية والرئيس السابق لجهاز حكومي مخصص لمكافحة الكسب غير المشروع.

ويعد المقدم الساخر "باسم يوسف" مثالا لشخصية شهيرة لم تحمِها شعبيتها عندما شعرت حكومة "السيسي" بأن نكات "يوسف" ذهبت أبعد من اللازم، فرغم أن برنامجه السياسي الأسبوعي الساخر كان الأكثر مشاهدة في تاريخ التليفزيون الناطق بالعربية، لم يمنع ذلك السلطات من منعه من الظهور، وبعد ذلك أجبر "يوسف"، الذي غالباً ما وصف بأنه عميل أجنبي على العيش في المنفى وهو غير قادر على العودة إلى الوطن خوفاً من الاعتقال.

لكن النموذج الأكثر تعبيرا عن المخاطر التي تنتظر "صلاح" هو حالة لاعب الوسط "محمد أبو تريكة" الذي لم تحمه شعبيته وأداؤه الرفيع في الفريق الوطني من غضب حكومة "السيسي" بسبب دعمه لجماعة الإخوان المسلمين التي تم إقصاؤها من السلطة في انقلاب عسكري قاده "السيسي" منتصف عام 2013.

تهديدات خفية وواضحة

ومنذ ذلك الحين، تعرض "أبوتريكة" - الذي يعمل اليوم كمحلل رياضي في قناة تليفزيونية قطرية- لتجميد أصوله والوضع على قوائم الإرهاب، مما يعني أنه سيواجه الاعتقال إذا عاد إلى بلده.

وأشاد "صلاح" مراراً بأبوتريكة كناصح له، وقال إنه مرتبط معه بصداقة قوية، وهي التأكيدات التي قوبلت بتحذيرات متكررة من المعلقين الموالين للحكومة مفادها أن لاعب ليفربول يجب أن يبقى بعيداً عن "أبوتريكة".

ربما يكون "صلاح" قد أمّن لنفسه قدراً كبيراً من إبداء حسن النية لدى الحكومة عندما تبرع بمبلغ 5 ملايين جنيه (280 ألف دولار) إلى صندوق أنشأه "السيسي"، لكنه لم ينخرط في الطقس المعتاد للرياضيين المصريين الذين يهدون الجوائز والألقاب للرئيس الحالي.

وظهرت بالفعل تلميحات لما يمكن أن ينتظر "صلاح" إذا تخطى حدوده في خلافه مع الاتحاد، أحيانًا بطريقة خفية، وفي بعض الأحيان بطريقة لم تكن خفية كثيرا.

على سبيل المثال، عندما مر "صلاح" بأول نزاع مع الاتحاد في أبريل/ نيسان حول حقوق صورته، ظهر شريط فيديو له من عام 2013 يقول إنه كان داعما للإخوان المسلمين، وكان هذا تحذيرًا مبطّنًا إلى حدٍّ كبير من أن اللاعب قد يواجه إجراءات قانونية لدعمه جماعة وصفت بأنها "إرهابية" من قبل الحكومة إذا صعد من نقده للاتحاد وأولئك الذين يقفون وراءه.

وقامت حسابات على وسائل التواصل الاجتماعي بإخطار "صلاح" بتهديدات أخرى – وهي الحسابات التي أعلن مسؤولو الاتحاد أنها مزيفة - وتشمل تهديدات لعائلته، التي لا تزال تعيش في مصر، إذا لم يرضخ، وذكّرته نفس الحسابات بأنه لم يقم بعد بأداء خدمته العسكرية الإلزامية، والتي قد تبلغ أكثر من سنتين في حالته، وكان هذا تهديدًا آخر مستوراً إلى حدٍ ما، وإذا تم تنفيذه، فقد يدمر مسيرة "صلاح" المهنية.

  كلمات مفتاحية

محمد صلاح اتحاد الكرة مصر السيسي باسم يوسف محمد أبوتريكة

ليفربول يفتح أبواب الرحيل أمام صلاح

الدوري الإنجليزي: ليفربول يعود للصدارة برباعية في كارديف (فيديو)

صحيفة إيطالية: صلاح صفقة ريال مدريد الشتوية الأولى

صلاح يفوز بجائز لاعب شهر أكتوبر في ليفربول (فيديو)

5 عرب بقائمة المرشحين لجائزة أفضل لاعب أفريقي

صلاح في أسبوع.. تميمة السعادة للفيفا ومصر تبحث عن بديله