حملة صهيونية ضد أكاديمي أمريكي رفض دراسة طالبته بإسرائيل

الجمعة 21 سبتمبر 2018 06:09 ص

"آمل أن يقف الآخرون معي في الاحتجاج ضد حكومة عنصرية، أوجدت نظامًا قانونيًا متحيزًا للمواطنين اليهود، سأستمر في دعم الفلسطينيين ليحظوا بكل حقوقهم، بما فيها الجامعية"..

بهذه الكلمات علق الأكاديمي الأمريكي "جون تشيني ليبولد" على حملة انتقادات عنيفة شنتها ضده منظمة (Club Z) الصهيونية، الداعمة للطلاب المؤيدين لـ(إسرائيل) بالولايات المتحدة، على خلفية رفضه كتابة توصية لطالبة أرادت الدراسة بدولة الاحتلال.

ووصفت المديرة التنفيذية للمنظمة "ماشا ميركولوفا" رسالة الأستاذ بجامعة ميتشغان لطالبته "إبيغايل إنغبر"، مخبرا إياها برفض التوصية، بأنها تنطوي على "تمييز وتعصب أعمى"، وفقا لما نقله موقع هيئة الإذاعة البريطانية (BBC) باللغة الإنجليزية.

واتهم المشاركون في الحملة "ليبولد" بأنه "معاد للسامية" وطالبوا بفصله من الجامعة، وهو ما رد عليه الأكاديمي الأمريكي بالتأكيد على أنه يدعم حركة مقاطعة إسرائيل (BDS) لأسباب تتعلق بحقوق الإنسان فقط، مشددا على أنه يعارض جميع أشكال العنصرية، بما في ذلك معاداة السامية.

وأضاف "ليبولد"، الذي يدرس وسائل الإعلام الرقمية في الجامعة، أن مقاطعة مؤسسات الدولة الإسرائيلية لا علاقة لها بموقف من شعبها (اليهود) بل برفض تطبيع نظام يشبه نظام الفصل العنصري، في إشارة إلى ممارسات دولة الاحتلال بحق الفلسطينيين.

رسالة ملتبسة

واعتمدت (Club Z) في حملتها على نشر نص رسالة "ليبولد" الإلكترونية إلى طالبته، يحتوي على إخبارها بالتراجع عن رغبته بمنحه رسالة توصية لدراستها، لأنه لم يلاحظ "معلومة مركزية أدركها لاحقا"، وهو مكان طلب الدراسة.

وجاء نص الرسالة كالتالي: "كما تعلمين، لقد تبنت عدة أقسام في الجامعة مقاطعة أكاديمية ضد (إسرائيل) دعما للفلسطينيين في فلسطين. هذه المقاطعة تشمل كتابة رسائل توصية لطلاب يخططون للدراسة هناك. كان علي إبلاغك بوقت أبكر، وأعتذر على هذا. وبسبب تلك السياسات، علي سحب عرضي لكتابة رسالة التوصية".

وارتكزت الحملة الصهيونية على تضمن الرسالة ما يفيد بتبني جامعة ميتشغان لمقاطعة (إسرائيل)، وهو ما تبناه مجلس طلابها بالفعل في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، لكن مجلس إدارة الجامعة رفضه، مؤكدا أنه "يعارض بشدة أي خطوة تشمل مقاطعة (إسرائيل) أو فرض عقوبات عليها".

وقالت "ميركولوفا" إن "ليبولد" كان عليه بناء الجسور مع طالبته بدلا من تحريضها على مقاطعة (إسرائيل) وادعاء أن ذلك موقف الجامعة، إذا كان معنيا حقاً بتعزيز السلام.

وتابعت: "يجب مساءلة الأساتذة والإداريين عندما تحدث أعمال تعصب كهذه في أي حرم جامعي".

وأكدت "ميركولوفا" أن موقف الأستاذ الأمريكي لم يعبر عن حقه في التعبير عن رأيه، بل عن "ممارسة أضرت بطالبته"، مضيفة: "هذا الأستاذ استغل صفته المهنية ليخالف سياسة جامعته".

موقف الجامعة

وإزاء ضغوط الحملة، أصدرت إدارة الجامعة بيانا، الإثنين، ذكرت فيه أنه "من المخيب للأمل أن يسمح عضو هيئة تدريس لمعتقداته السياسية الشخصية أن تقيد الدعم الذي يطلب طلاب الجامعة توفيره".

وتضمن البيان إشارة إلى أن مجلس إدارة الجامعة "عارض بشكل دائم مقاطعة مؤسسات التعليم العالي الإسرائيلية"، وأن أيا من أقسامها لم يتبنى أي موقف مخالف له.

ولذا اضطر الأكاديمي الأمريكي لاحقًا إلى التوضيح بأنه أخطأ بكتابة جملة مقاطعة أكاديمية ضد (إسرائيل)" في رسالته لطالبته، مشيرا إلى أنه كان يقصد "العديد من الأساتذة"، وفقا لما نقلته شبكة "سي بي إس نيوز" الأمريكية.

تهديد بالقتل

وأضاف: "كنت مشغولًا للغاية أثناء كتابة الرسالة، ولم أنتبه للخطأ إلا بعد إرسالها، أريد التأكيد على أن الأساتذة كأفراد هم جزء من حملة المقاطعة، وليس أي قسم في جامعة ميشيغن".

وطالب الأكاديمي الأمريكي إدارة جامعة ميتشغان بأن تحترم حقه في الحفاظ على وجهة نظره، باعتبار أن ما قام به يمثل أحد وسيلة احتجاج غير عنيفة ومشروعة.

وكشف "ليبولد" أنه تلقى وابلا من رسائل الكراهية والتهديد بالقتل منذ أن نشرت المنظمة الصهيونية رسالته الإلكترونية لطالبته، لكن معظم منتسبي جامعة ميشيغان كانوا داعمين له، حسبما صرح لهيئة الإذاعة البريطانية.

يذكر أن "مقاطعة إسرائيل" (BDS) هي حركة احتجاج دولية تهدف إلى سحب الاستثمارات من دولة الاحتلال، وفرض العقوبات عليها كنوع من الضغط لتلبية مطالب الفلسطينيين، وتنص مبادئها التوجيهية على أن أعضاء هيئات التدريس لا ينبغي أن يكتبوا رسائل توصية للطلاب الذين يودون متابعة دراستهم في (إسرائيل)، وألّا يجروا أبحاثًا في الجامعات الإسرائيلية، أو يشاركوا في زيارات أكاديمية ممولة من دولة الاحتلال أو من يتواطأ معها.

  كلمات مفتاحية

جون تشيني ليبولد جامعة ميتشغان أمريكا إسرائيل منظمة Club Z حركة مقاطعة إسرائيل

«حركة مقاطعة إسرائيل»: الإمارات تدشن فصلا خطيرا من التطبيع مع الاحتلال

مقاطعة إسرائيل ستشتد .. وزارة الخارجية: الجمود السياسي سيلحق ضررا اقتصاديا

مسؤول إسرائيلي: نراقب الوجود العسكري لإيران بالعراق وسوريا