القدس العربي: «عاصفة الحزم» تعيد التوازن لمكانة السعودية التي أضرتها «عاصفة الصحراء»

الجمعة 3 أبريل 2015 08:04 ص

قالت صحيفة «القدس العربي» الندنية أنه يمكن اعتبار التدخّل السعودي في اليمن حالياً أول محاولة جدية سعودية لموازنة مشاركة السعودية في مشاركة السعودية في حرب «عاصفة الصحراء» في تسعينيات القرن الماضي، وقالت أن هذا تغيير كبير في معالم السياسة السعودية في المنطقة، التي كانت تكتفي، ضمن حركتها الإقليمية، بتحريك حلفاء لها في المنطقة، ومدّهم بالمال أو بالسلاح عبر وسطاء، وكانت حركتها مؤطّرة دائماً بسياسات حذرة ومهادنة لا تحبّ التغيير أو التدخّل الفاعل والمباشر. 

ورأت الصحيفة أن مشاركة السعودية في حرب «عاصفة الصحراء» لإخراج القوات العراقية من الكويت في عامي 1990-1991 الرياض تبعات هائلة على المستوى السياسي أدّت إلى تضعضع الكثير من رأسمالها الرمزيّ، فقد اعتبرت هذه الحرب، انخراطاً ضمن خطّة أمريكية كبرى للإطاحة بالنظام العراقي وليس للدفاع عن السعودية أو لتحرير الكويت، وأدّت بالنتيجة إلى فقدان العراق لصالح إيران، الأمر الذي ما تزال السعودية، والمنطقة العربية ككلّ، تدفعان ثمناً هائلاً نتيجة له. 

لذلك - تضيف الصحيفة - تؤشر حرب التحالف العربي ضد الحوثيين والقوات الموالية للرئيس السابق علي صالح في اليمن إلى مرحلة عربية جديدة تخرج فيها السعودية (وبعض حلفائها في الخليج العربي) من حالة الكمون التي جعلتها في عيون أعدائها رقماً خاملاً في المعادلات الجيوسياسية المتبدّلة في المنطقة (أو مجموعة تنابل وكسالى على حد وصف زعيم حزب الله حسن نصر الله) إلى حيّز اكتشاف قدراتها على الفعل وردّ الفعل، وصولاً إلى إمكانية صدّ الهجوم المتواصل عليها، أو على الأقل، تعديل ميزان التراجع في وزنها الإقليمي والداخليّ. 

والحقيقة أن خوض دول (أو مجموعة دول) لحرب لا تؤثر في حسابات الخصم فحسب، ولا تغيّر في معادلات الخارج وحدها، بل إنها تغيّر في معادلات الداخل أيضاً، ولذلك فمن المتوقع أن تؤدي الحرب في اليمن، إلى تفاعلات قد تغيّر في الطبيعة السياسية السعودية نفسها باتجاه دفعها نحو ديناميّة جديدة قد تضخّ دماء التغيير السياسيّ في المنطقة. 

يأتي هذا مع إعلان الدول الكبرى وإيران الوصول إلى اتفاق إطار للتعامل مع المشروع النووي الإيراني، وهو يعني إعادة تطبيع تدريجية لعلاقات إيران مع العالم، كما يعني إعطاء مصداقيّة أكبر للتحالف الغربي الموضوعي معها في العراق، على الأقل. 

كما يأتي مع ورود أنباء عن دخول القوات الخاصة الموالية لعلي صالح والمتحالفة مع الحوثيين إلى قصر الرئاسة في عدن، العاصمة السابقة لليمن الجنوبي والمدينة الثانية الأهم بعد صنعاء، وهو حدث إذا لم يعزز إمكانيات التدخّل البرّي لقوات التحالف العربي فهو يعلن أن الصراع لن ينتهي بين يوم وليلة بل سيطول أمده، وسيفرض على المتحاربين مراجعة خياراتهم. 

واختتمت الصحيفة قائلة أنه مع حسم «عاصفة الحزم» تاريخ التردّد العربي لم يعد هناك مناص أمام ما تبقى من «المنظومة العربية» من وضع استراتيجية مستقبلية تعيد قراءة أخطاء الماضي الكارثية وتضع جدول أولويات وتحالفات جديدة… رغم أن كل ذلك يبدو متأخراً جداً.

 

  كلمات مفتاحية

عاصفة الحزم السعودية دول الخليج عاصفة الصحراء

الجيو ـ سياسي والطائفي في «عاصفة الحزم»

«ستراتفور»: نضوج ميزان القوى في الشرق الأوسط

«ستراتفور»: منافسة تركية سعودية على الزعامة السنية .. وقناة خلفية للتفاوض مع إيران عبر مسقط

«ستراتفور»: الخيارات المعقدة للمملكة العربية السعودية في اليمن

«القدس العربي»: المنظومة العربية ترد على ”الإمبراطورية الإيرانية“

«5 زائد 1» زائد ما بعد «عاصفة الحزم»

خبير مصري: السعودية ستخسر الحرب في اليمن .. ومشاركتنا جاءت لعرقلتها وكبح جماحها

لماذا تعيش منطقة الشرق الأوسط حالة من الفوضى والاضطراب؟

اليمن تحت «القصف العربي»

«عاصفة الحزم» والاتفاق النووي

الخيارات المعقدة للمملكة العربية السعودية في اليمن

«عاصفة الحزم» .. مشروع عربي موازن