واشنطن في موقف شائك وسط أحاديث عن تقسيم العراق

الأحد 13 يوليو 2014 09:07 ص

واشنطن 13 يوليو 2014 - شينخوا 

قال خبراء إن التكهنات الشائعة حول أن العراق سيواجه التقسيم في الوقت الذي يسيطر فيه إسلاميون متشددون على أجزاء من البلاد تثير تغييرات كثيرة حول كيفية تعامل واشنطن مع الدولة التي تجتاحها الحرب.

وقد شهدت الأسابيع الأخيرة تقدم تنظيم الدولة الإسلامية في أجزاء عديدة من شمال العراق وسط مزاعم بقطع رؤوس الضحايا في أحد مشاهد العنف الذي يعيد العراق لدائرة الضوء الدولية بعد انسحاب القوات الأمريكية في 2011.

وقد شجعت مكاسب المتشددين الرئيس الأمريكي باراك أوباما على ارسال 300 مستشارا عسكريا إلى الدولة التي مزقتها الحرب في محاولة لوقف تقدم المسلحين الذين تعهدوا بالسيطرة على بغداد.

وأعربت وسائل إعلام أمريكية ودولية وخبراء ومراقبون عن قلقهم من أن الحكومة العراقية المدعومة من واشنطن قد لا تتمكن من استعادة السيطرة على المناطق التي سيطر عليها المسلحون وهو ما يثير تساؤلات حول إذا ما كان يتعين على الولايات المتحدة أن توجه بوصلة سياستها تجاه عراق مقسم.

وقال الخبراء إنه إذا تمت عملية التقسيم تلك فإنها ستضفي العديد من التغييرات على طريقة واشنطن وحلفائها العرب في التعامل مع العراق وستؤثر على العلاقات بين الولايات المتحدة والعرب.

وقال «واين وايت» نائب مدير مكتب المخابرات بوزارة الخارجية الأمريكية الخاص بشؤون الشرق الأوسط السابق لوكالة أنباء ((شينخوا)) إن الحلفاء العرب للولايات المتحدة بالمنطقة سيتحاشون الجنوب الشيعي بالعراق وقد يصبح أكثر تقاربا مع إيران وهو ما قد يعني تقليصا كبيرا للسفارة الأمريكية في بغداد التي تعاملت في السابق مع كل أطياف العراقيين.

وأضاف انه في حين أن المنطقة العربية السنية التي لا تعد قاعدة اقتصادية حقيقية وتعاني من مشكلات على الأراضي وترهقها الثورة المتطرفة قد تتحول إلى معقل للتطرف.

وقال الخبير إن التعامل مع دولة كردية سيكون أسهل بالنسبة لواشنطن بيد أن احتمال إبقاء الأكراد على أراضي متنازع عليها سيعقبه مواجهات متعاقبة مع العرب العراقيين وهو ما قد يثير مطالب كردية لمساعدة عسكرية أمريكية.

وأشار إلى أن وجود عراق مقسم قد ينتج عنه صراعات عرقية طائفية متشعبة تصل حتى إلى اعمال عنف كما هو الحال في الوضع الراهن. وأضاف «تقسيم العراق سيكون فوضوي وسيترك جراحا لن تلتئم».لكن «وايت» أكد على أن أي حديث عن تقسيم العراق هو أمر سابق لاوانه.

وأضاف «استنادا على الأحداث التي وقعت على مدار الأسابيع الثلاثة الماضية وحتى الآن من المبكر للغاية الدخول في مناقشة واقعية عن تقسيم العراق. فالغالبية العظمى من القوى الإقليمية والدولية الكبرى ترى الخطر الكبير في المضي في هذا الطريق وهذا سبب كاف».

وعلى صعيد متصل تتابع الولايات المتحدة الوضع عن كثب حيث قال المتحدث باسم البيت الأبيض «جوش أرنست» الشهر الماضي إنه «في وضع لا يسمح له بتقديم مقترح حول كيفية رسم خريطتهم».

وقال المتحدث للصحفيين بعد ذلك «الطريق الأكثر مباشرة من وجهة نظر تلك الإدارة بالنسبة للعراق لمواجهة التهديد الذي هو اتفاق البلاد على أجندة سياسية تعطي كل مواطن نصيبا من مستقبل هذه البلاد ونجاحها».

  كلمات مفتاحية

العراق وسوريا: هل التقسيم هو الحل؟

أميركا والعراق: العودة إلى تسويق الاحتلال (1)

مسؤول بالبنتاجون: العراق قد لا يعود دولة موحدة ومصر والأردن تتمسكان بإسرائيل