مسؤول بالبنتاجون: العراق قد لا يعود دولة موحدة ومصر والأردن تتمسكان بإسرائيل

الثلاثاء 4 أغسطس 2015 06:08 ص

لقد نما إلى علم أجهزة الاستخبارات الأمريكية أولا أن المتمردين الحوثيين في اليمن قد أطلقوا صاروخ سكود تجاه المملكة العربية السعودية يوم 30 يونيو/حزيران، ولم يكن ذلك من الجواسيس على الأرض أو الأقمار الصناعية في السماء، ولكن من وسيلة أكثر حداثة لجمع المعلومات: «تويتر».

وكان التحذير الأول لهذا الحدث من هاشتاج «#إطلاق_صاروخ_سكود»؛ على حسب ما قال الجنرال في البحرية «فنسنت ستيوارت»، رئيس وكالة الاستخبارات الدفاعية في البنتاغون، في لقاء مع مقاولي الاستخبارات خارج واشنطن مساء الخميس الماضي. «لقد قام شخص بتغريدة تفيد بأن صواريخ سكود قد أطلقت، ومن ثم بدأنا نبحث عن هذا النشاط ونتتبعه».

وقال «ستيوارت» إن هذا الانتشار المتزايد للهواتف الذكية ووسائل الإعلام الاجتماعية، من تويتر وفيس بوك وغيرهما، أعاد تشكيل منطقة الشرق الأوسط بطرق من المستحيل كنا نتوقع حدوثها.

وقال «ستيوارت»، في إشارة إلى بائع الفاكهة التونسي «محمد البوعزيزي» الذي أشعل النار في نفسه في شهر ديسمبر/كانون الأول م عام 2010، ويعود الفضل إليه على نطاق واسع في إثارة حركة الربيع العربي، «قبل نحو عشر سنوات أو مثل ذلك، إذا كان التونسي قد أشعل النار في نفسه في تونس، كان يمكن أن تكون قصة محلية مثيرة للاهتمام على المستوى المحلي». وأضاف «لكن مع ظهور الهواتف الذكية والفيسبوك ووسائل الإعلام الاجتماعية التقط شخص تلك الصورة ونشرها لتعم العالم، وتكون شرارة انطلاق ثورة».

وشُكلت تداعيات تلك الثورة آثار بالغة على مستوى منطقة الشرق الأوسط، وهي التي تحدث عنها «ستيوارت» إلى مستمعيه. وكان صوته لا يحمل نبرة من التفاؤل ولا ثقة بأن المستقبل في طريق يمكن التنبؤ به. «أنت ترى الدول القومية تنهار في المنطقة، وربما تذهب إلى أسس عرقية، ولا أحد منا يفهم ما من شأنه سوف يكون بعد خمس دقائق من الآن، ولا خمس سنوات من الآن» على حد قوله.

وقال: «قد يكون العراق في الواقع في حالة من التمزق لا يمكن إصلاحها، وقد لا يعود كدولة سليمة». إن السياسة الأمريكية الحالية، والتي هي للتعامل مع العراق كدولة موحدة وتجنب الاعتراف الدبلوماسي الرسمي بحكم الواقع كيانات منفصلة مثل حكومة إقليم كردستان في شمال العراق، ستكون بحاجة للتغيير إذا حدث ذلك.

وترتبط الولايات المتحدة بعلاقات عسكرية متينة مع حكومة إقليم كردستان، ولكن تقسيم العراق يمكن أن يفرض على واشنطن أن تختار بين حلفائها الكرد وتركيا عضو حلف الأطلسي التي دأبت على رفض قيام دولة كردية مستقلة. ولفت الجنرال «ستيوارت» إلى أنّه أطلق تصريحه بشأن العراق في اجتماع أمني عُقد خارج واشنطن قبل أن تعلن تركيا دخولها الحرب ضد تنظيم «الدولة الإسلامية» ثم شرعت تقصف مقاتلي حزب العمال الكردستاني والقوات الكردية في سوريا، واعترف بأن واشنطن سوف تجد نفسها في موقف صعب إذا استحضرت تركيا بنود الدفاع المشترك في معاهدة الأطلسي حال وقع هجوم على القوات التركية من مناطق يسيطر عليها الكرد.

إن العراق ليس وحده المهدد بالانقسام في منطقة الشرق الأوسط، بحسب «ستيوارت»، حيث قال إن سوريا يمكن أن تشهد قيام دولة «علويستان» في الوسط،  في إشارة إلى الطائفة العلوية التي منها الأسد ونظامه، وشيء ما مماثل في الشمال وشيء ما في الجنوب.

كما أعرب الجنرال «ستيورات» عن القلق على المملكة الأردنية الهاشمية التي استقبلت أكثر من 600 ألف لاجئ سوري. وقالت إن لدى الأردن من أهل الضفة الغربية والسوريين أكثر من الاردنيين. وأضاف أنه يعتقد أن عمان هي «أوثق في عملية التفكير وأوثق في علاقتها مع إسرائيل مما هو عليه مع أي من دول الخليج. أنا لا أعرف ما إذا كنا قد قلنا ذلك قبل 15 أو 20 عاما».

وقال إنه دعا مؤخرا ممثلي مصر والاردن إلى منزله، معلقا «تقريبا هما في انسجام. إسرائيل يجب أن تكون هناك».

وأكد الجنرال «ستيورات» أن التحديات التي تواجه أجهزة الاستخبارات الأمريكية لا تقتصر على الشرق الأوسط بل هناك كوريا الشمالية وسياسة الزعيم «كيم جونغ أون» الذي لا يمكن التنبؤ بأفعاله، وسياسة روسيا العدوانية في عهد الرئيس «فلاديمير بوتين». وأضاف «ألا تتذكرون عندما كنا نقول إن روسيا ستكون صديقتنا. يبدو الآن أن هذا كان قبل دهر من الزمان».

ولأول مرة، يحدد مدير الاستخبارات الدفاعية عددا من النشطاء في خدمة الدفاع السري، والتي تسببت في بعض المشاكل مع الكونجرس وغيره من النقاد الذين اعتقدوا أنها تشبه بشكل وثيق جدا فيلق التجسس التابع لوكالة الاستخبارات المركزية، التي كانت حتى وقت قريب تسمى بالخدمة السرية الوطنية. وبينما كانت الخطة الأولية في وكالة الاستخبارات الدفاعية متمثلة في إعداد 1000 جاسوس للعمل في جهاز جديد باسم الخدمة السرية الوطنية، ولكن اعتراضات الكونجرس حملته على خفض العدد إلى 500 عنصر.

«كان هناك كثير من الاحتكاك بسبب الناس الذين يعتقدون أنها كانت مزدوجة مع قامت به الخدمة السرية الوطنية، ولكن الواقع هو أنني لا أستطيع الحصول على الخدمة السرية الوطنية للتركيز على الأشياء التي هي مهمة منوط بها المجتمع الاستخبارات الدفاعية»، بحسب «ستيوارت». «لا أستطيع أن أدفعهم إلى التركيز على أنظمة الأسلحة، وتكنولوجيا الأسلحة، والقدرة العسكرية، والتي هي أفضل بقعة لما يمكنني القيام به لدعم قادة العمليات لدينا، لذلك نحن بحاجة إلى قدرة دفاعية ذات تركيز عال للذهاب إلى ما هو أبعد من تلك المجموعات المستهدفة».

  كلمات مفتاحية

العراق الدولة الإسلامية سوريا مصر الأردن

«ميدل إيست بريفينج»: هل ما زال في الإمكان تفادي تقسيم العراق وسوريا؟

المتحدث باسم جيش الاحتلال: ننسق مع مصر بشأن المنطقة العازلة في سيناء

تل أبيب: بفضل «السيسي» التنسيق الأمنيّ بين مصر وإسرائيل في شهر عسل

واشنطن في موقف شائك وسط أحاديث عن تقسيم العراق

القوة الأمريكية يمكنها تقسيم العراق لكن لا يمكنها توحيده!

هل سيبقى العراق موحدا؟