رفعت السعودية إنتاجها من النفط الخام إلى أعلى مستوى له من أجل تلبية الطلب القوي غير المتوقع للمصافي الخارجية وكذلك تلبية الاحتياجات الداخلية.

وقال وزير النفط السعودي «علي النعيمي» يوم الثلاثاء الماضي إن السعودية أنتجت 10.3 مليون برميل يوميا من النفط الخام في مارس/أذار، وهو الرقم الذي يتخطى أعلى معدل بلغته المملكة وهو 10.2 مليون برميل في اليوم في أغسطس/آب 2013، وذلك وفقا للمعدلات التي تعود إلى الثمانينيات.

ومنذ أسابيع قليلة ربط «النعيمي» الإنتاج عند 10 مليون برميل يوميا وهو أكثر مما قالت السعودية إنها ضخته في فبراير/شباط. وتنتج السعودية أكثر من 10% من النفط الخام العالمي.

ولم يذكر «النعيمي» السبب وراء زيادة الإنتاج الشهر الماضي. وقال في خطاب في الرياض إن إنتاج المملكة ربما يظل قرابة 10 مليون برميل يوميا.

وهذه الزيادة في الإنتاج إنما تؤكد تعهد السعودية بعدم التخلي عن حصتها في السوق للمنتجين الأعلى تكلفة مثل منتجي النفط الصخري في الولايات المتحدة أو العمالقة الروس. ورفضت المملكة العربية السعودية وغيرها في الدول الأعضاء في منظمة «أوبك» خفض الإنتاج لدعم انخفاض أسعار النفط.

كما أن ارتفاع الطلب الضوء على القوة المدهشة للطلب على الوقود النهائي وهو الأمر الذي ساعد على رفع هامش ربح المصافي العالمية إلى أعلى مستوياته منذ سنوات.

وقد ارتفعت أسعار النفط يوم الثلاثاء بعد أن أصدر «النعيمي» تعليقات منفصلة عن العمل مع منتجين كبار آخرين لدعم استقرار السوق، وهو الأمر الذي يراه الكثير من المحللين غير ممكن في المستقبل القريب، ولكن الإنتاج وحجمه قد أثارا الدهشة.

وقال كبير محللي إنرجي أسبكت، «أمريتا سين»، أنه «بينما يشهد شهري أبريل ومايو تراجعا طفيفا فإنه من الواضح أن السعودية قد استجابت للطلب القوي على إنتاجها من النفط الخام بالرغم من وفرة المعروض».

وقد تأثر الطلب بشكل جزئي بالخصومات العميقة على الصادرات السعودية في مارس/أذار، حيث عرضت السعودية على الزبائن الأسيويين أكبر خصم على أبرز خام خفيف عربي خلال ما لا يقل عن 12 عاما، وذلك وفقا لبيانات رويترز. وقد رفعت شركة «أرامكو» السعودية للنفط أسعارها للشهرين القادمين ليكون السعر في مايو هو الأعلى منذ عام.

الواردات الأمريكية من النفط الخام السعودي وصلت بدورها إلى أكثر من 950 ألف برميل يوميا خلال أربعة أسابيع حتى 27 مارس/أذار، وهو المعدل الأعلى منذ سبتمبر الماضي كما تظهر البيانات الأمريكية.

وربما تعكس أرقام الإنتاج السعودي بعض الطلب الإضافي على المصافي المحلية، ورفعت مصفاة «ياسرف» ذات القدرة الاستيعابية لـ400 ألف برميل يوميا، والتي تعد مشروعا مشتركا بين «أرامكو» وسينوبيك الصينية، رفعت الإنتاج هذا العام وكان من المقرر لها أن تصل إلى أعلى قدرة لها بحلول منتصف فبراير/شباط.  وهناك مشروع آخر مع شركة توتال بدأ في أواخر عام 2013.

وسجلت مصافي السعودية 2.2 مليون برميل من النفط الخام يوميا في ديسمبر/كانون الأول مقارنة بـ 1.5 مليون برميل يوميا منذ عامين، وذلك وفقا لقاعدة بيانات مبادرة البيانات النفطية المشتركة.

وقال «مايك ويتنر»، رئيس أبحاث النفط العالمية في «سوسيتيه جينرال»، «دائما ما يتصدر الإنتاج النفطي العناوين ولكن الصادرات سوف تكون أكثر أهمية للتركيز عليها أكثر من ذي قبل».

كما أن السعودية تحرق المزيد من النفط الخام لتوليد الطاقة مع دخول شهور الصيف، وارتفع الاستخدام المباشر للنفط الخام العام الماضي من حوالي 350 ألف برميل في اليوم في مارس/أذار إلى ما يقارب 900 ألف برميل في اليوم في يوليو/تموز وذلك وفقا لأرقام مبادرة البيانات النفطية المشتركة.