معاقتان عقليا أحدث ضحايا الهجوم الإسرائيلي على غزة

الأحد 13 يوليو 2014 02:07 ص

شينخوا

أمضت فرق إنقاذ وطواقم طبية ساعات فجر أمس (السبت)، في انتشال جثتي معاقتين تمزقتا بين الأنقاض التي انهالت عليهما جراء غارة جوية شنها الطيران الإسرائيلي.

وقضت المعاقتان في مقر جمعية خيرية تؤويهما مع آخرين من ذوي الإعاقة الشديدة بعد أن سوت الغارة الإسرائيلية المبنى بالأرض تماما.

ومثلت الحادثة واحدة من أعنف صور الهجوم الجوي المكثف الذي تشنه إسرائيل على قطاع غزة المكتظ بالسكان لليوم الخامس على التوالي.

وانهارت منى أبو سعدة على وقع نوبة بكاء شديدة أصابتها وهي تراقب عن بعد عملية انتشال أشلاء شقيقتها الكبرى سهى البالغة (38 عاما) من تحت الركام المتناثر.

ولهول ما أصاب جثة سهى المصابة بإعاقات عقلية شديدة جرى نقل أشلائها على ثلاث دفعات، حتى أن شقيقتها الوحيدة بالكاد تعرفت على قسم من وجهها المشوه.

وقالت منى وهي بالكاد تتمالك نفسها لتتمكن من الوقوف على قدميها أمام هول صدمة الفاجعة "هذا لا يصدق وجريمة بشعة".

وأضافت وهي تنتحب من البكاء "ما الذي اقترفته أختي المعاقة والتي لا حول لها ولا قوة حتى تقطع اشلاء وتقتل بهذه الطريقة".

واستهدفت الغارة الإسرائيلية مقر جمعية "مبرة فلسطين" لرعاية المعاقين في بلدة بيت لاهيا شمال قطاع غزة.

وقال شهود عيان، إن طائرة حربية من نوع (أف 16) أطلقت صاروخا على مقر الجمعية المكون من طابقين.

وأسفرت الغارة عن مقتل سهى (38 عاما)، وحلى وشاحي (31 عاما)، فيما اصيب شاب وفتاة بجروح حرجة للغاية وجميعهم من المعاقين عقليا.

كما أصيبت موظفة كانت تناوب في الجمعية لحظة القصف بجروح متوسطة.

وقال عامل إنقاذ بينما كان يفتش عن أشلاء بجانب كومة من الكتل الخرسانية والحجارة المتدلية من أسياخ الحديد المسلح "هذه إبادة جماعية حتى للمعاقين (...)".

وأمكن مشاهدة كراس متحركة خاصة بالمعاقين تتناثر وسط الركام.

وسيطر الذهول على جميلة عليوة مديرة الجمعية فور حضورها إلى مسرح الحادثة وأخذت تراقب مشهد الدمار والدماء عليه دون أن تنطق بكلمة.

ولاحقا لم تجد عليوة سوى وصف الحادثة بـ"جريمة حرب ربما لم تعرفها الإنسانية، كيف يمكن لإسرائيل أن تبرر استهداف حتى المعاقين".

وكان يمكن أن يكون أعداد الضحايا أكبر لولا تزامن قصف الجمعية مع يوم إجازة النزلاء فيها والبالغ إجمالي عددهم قبل القصف 12 مريضا.

وقالت عليوة لوكالة أنباء «شينخوا» "من طاله القصف داخل مقر الجمعية جميعهم أيتام ولا يوجد لهم منزل عائلة يستقبلهم في يوم إجازتهم فكان هذا مصيرهم".

وأضافت بعد أن التقطت أنفاسها بصعوبة بالغة "الآن سهى وحلى عند ربهما فلا مكان لهما في هذا العالم الظالم الذي لا يعنيه حتى قتل المعاقين".

واستهدفت غارات متتالية فجر السبت مقار خمس جمعيات خيرية على الأقل في مناطق متفرقة من قطاع غزة ضمن عملية (الجرف الصامد) العسكرية التي تشنها إسرائيل على القطاع منذ الثلاثاء الماضي.

وتقول إسرائيل إن هجومها يستهدف حركة المقاومة الإسلامية (حماس) ووقف ما تطلقه مع جماعات أخرى من قذائف صاروخية على جنوب إسرائيل.

وقال مسؤول الجمعيات الخيرية أحمد الكرد في مؤتمر صحفي في غزة، إن ما ترتكبه إسرائيل ويطال حتى الجمعيات التي تعين الفقراء والمعاقين "جريمة حرب ضد الإنسانية بكل ما تحمله الكلمة من معنى".

وأضاف "لا بد من محاسبة من قتل المعاقين والمدنيين العزل كمجرمي حرب من الدرجة الأولى فلا عذر لهم سوى أنهم يمارسون الإرهاب بأشد صوره".

وقال الناطق باسم الجيش الإسرائيلي افيحاي ادرعى لـ«شينخوا»، إنه "لا يملك معلومات دقيقة عن استهداف جمعيات مدنية في غزة ومن بينها الخاصة برعاية المعاقين، وان ما يتم استهدافه مؤسسات تعمل لتمويل نشاطات حماس".

  كلمات مفتاحية

حماس ترفض تقرير لإسرائيل يضفي المشروعية على حربها الأخيرة على غزة

«حماس» ترحب بتقرير أممي يدين إسرائيل و«نتنياهو» يكذبه

قرار أممي يدعو لمحاكمة المسؤولين عن جرائم حرب خلال عدوان غزة

افتتاح أول مستشفى جديد في قطاع غزة منذ 10 سنوات