استثمارات صينية كبيرة في مصر تثير قلقا أمريكيا

الخميس 1 نوفمبر 2018 10:11 ص

حالة من الرضى والبشرى، تنتاب مصر في علاقتها مع الصين، التي باتت تدخل باستثمارات كبيرة، وفي ظل إدراجها باستراتيجية "الحزام والطريق"، التي بادر إليها رئيس الصين "شي جين فينك" في 2014، وهو ما يثير في المقابل قلقا أمريكيا.

عدة دلالات على ذلك الرضى، كان آخرها ما أغدقه رئيس البنك الدولي "جيم كيم"، في المؤتمر الذي عقد الشهر الماضي في إندونيسيا، عندما أرفق قرضًا بمبلغ 3 مليار دولار لمصر في الأشهر المقبلة.

تزامن ذلك، مع موافقة البنوك الصينية، على إقراض مصر نحو 3 مليار دولار، كي تبدأ بإقامة العاصمة الإدارية الجديدة، التي يتطلع الرئيس المصري "عبدالفتاح السيسي" إلى إقامتها خارج القاهرة.

وأبدت شركات صينية استعدادها لاستثمار نحو 20 مليار دولار آخرين، في المركز التجاري الذي سيقوم في المدينة الجديدة، حيث تتضمن التعهدات الصينية مليارات أخرى لإقامة قطار كهربائي أول في ضواحي القاهرة ومشاريع صناعية أخرى، بما في ذلك إعادة بناء صناعة النسيج.

ويبلغ عدد الشركات الصينية العاملة في مصر 1558 شركة، تعمل في عدد من القطاعات منها 702 في القطاع الصناعي و432 فى الخدمي، و70 شركة فى الإنشائي، كما تشمل القطاعات 79 شركة بقطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات و47 شركة فى القطاع الزراعي، و6 شركات بقطاع السياحة.

كما أبدت الاستراتيجية الصينية، التي تعرف أيضًا باسم "الطريق الحريري للقرن الـ 21"، وتستهدف استثمارات صينية في دول أوروآسيوية، وخلفها من أجل التقدم بالمكانة الاستراتيجية للصين من خلال الاستثمارات الاقتصادية.

وبسبب الموقع الجغرافي لمصر، وتحكمها بقناة السويس، فإنها مرشحة طبيعية لأن تكون دولة أساسية في الاستراتيجية الصينية، وهي بالفعل تبدأ بقطف ثمار السياسة الصينية.

وكانت دراسة حديثة، قالت إن مصر هي واحدة من أهم خمس وجهات للاستثمارات الصينية ضمن مبادرة "الحزام والطريق"، فيما يتعلق بحجم التداول.

ويطور الغزو الصيني، أيضا، مصانع ومراكز تجارية في منطقة قناة السويس الموسعة، المنطقة التي وجد "السيسي" صعوبة في إغراء المستثمرين المصريين والغربيين فيها، ولكن عندما تعتزم الصين تطوير منطقة الإسماعيلية، ومناطق أخرى محاذية للقناة، تزداد احتمالات هذه المنطقة الصناعية للخروج من جمودها.

السياحة الصينية، كذلك، زادت في غضون العام الماضي، فعدد السياح الصينيين ارتفع من نحو 170 ألفًا إلى أكثر من 300 ألف في 2017.

وجاءت آخر زيارة رسمية صينية إلى القاهرة، تصدرها نائب رئيس الصين "ونغ كيشان"، الجمعة الماضي، وقع خلالها عدة اتفاقات للتعاون الاستثماري.

وأمام ذلك، يشير المحلل الإسرائيلي في صحيفة "هآرتس" العبرية "تسفي برئيل"، إلى أنه على الرغم من أن الاستثمارات الصينية تساعد مصر للخروج من الأزمة الاقتصادية العضال التي تعيشها، إلا أنها ينظر إليها بشك وبقلق من جانب الولايات المتحدة.

ويضيف: "في واشنطن يخشون أن تكون العلاقة الاقتصادية بين الدولتين تمنح الصين رافعة تأثير ليس فقط على مصر فحسب، بل وعلى كل المنطقة، إذ إن هذا هو في النهاية الهدف المعلن لاستراتيجية (الحزام والطريق) الصينية".

قبل أن يرد "برئيل"، أن "الرد المصري على ذلك بسيط ومباشر: من يخش الاستثمارات الصينية فليتفضل، ويستثمر بنفسه في مصر، وألا يجمد المساعدات، مثلما فعلت الولايات المتحدة التي جمدت جزءًا من المساعدات الاقتصادية بسبب ما وصف بأنه مس بحقوق الإنسان".

المصدر | الخليج الجديد + متابعات

  كلمات مفتاحية

الصين استثمارات مصر الحزام والطريق

لماذا تمول الصين مشاريع قناة السويس والعاصمة الجديدة في مصر؟