"بيع النفط بعيدا عن الأنظار".. بهذه الطريقة بدأت ناقلات النفط الإيرانية محاولات الهرب من حزمة العقوبات الأمريكية الجديدة التي أعادت واشنطن فرضها على طهران، وفقا لما كشف عنه محللون يعملون من مكاتبهم الصغيرة في ستوكهولم، ضمن مجموعة جديدة تراقب شحنات النفط العالمية.

وكشفت تلك المحاولات إطفاء كل سفينة إيرانية أجهزة الإرسال على متنها لتجنب أنظمة الرقابة الدولية، أواخر الشهر الماضي، في سابقة من نوعها منذ بدأت خدمة "تانكر تراكرز.كوم" أو متعقبو الناقلات العمل في 2016.

وبعد إطفاء تلك الأجهزة، فإنه لم يعد يمكن حالياً تعقب هذه السفن إلا باستخدام صور الأقمار الصناعية.

وفي تعليقه على ذلك، قال أحد مؤسسي المجموعة، "سمير مدني"، إن هذه المرة الأولى التي أرى فيها تعتيما كاملا، إنه أمر فريد للغاية.

وتندرج هذه الخطوة في إطار جهود إيران وزبائنها للمحافظة على تدفق النفط قبيل سريان الحظر الأمريكي، الإثنين.

وحسب "ليزا وارد"، التي شاركت في تأسيس خدمة تعقب الناقلات، فإن "لدى إيران نحو 30 سفينة في منطقة الخليج، ولذا كانت الأيام العشرة الأخيرة صعبة للغاية إلا أن ذلك لم يبطئ عملنا إذ نواصل المراقبة بصريا".

وساعدت التحسينات الواسعة في صور الأقمار الصناعية المتاحة تجاريًا خلال السنوات الأخيرة شركات مثل "تانكر تراكرز" على مراقبة تقدم السفن بشكل يومي بعدما كانت الصور لا تصل إلا مرة واحدة كل أسبوع أو أكثر.

وتأمل إيران بأن تتمكن من مواصلة بيع النفط بعد فرض الحزمة الأخيرة من العقوبات التي كانت رفعتها بموجب الاتفاق النووي المبرم في 2015 والذي انسحبت واشنطن منه في مايو/أيار الماضي.

وتشير "تانكر تراكرز" إلى أن هناك 6 سفن حاليًا قادرة على استيعاب ما مجموعه 11 مليون برميل متوقفة في البحر كحاويات تخزين عائمة، وهو ما يخفف الضغط على الموانئ ويتيح بدوره إجراء عمليات توصيل سريعة.