كثفت إيران من تواجدها في المشهد العراقي، عبر المشاركة بكثافة في معرض بغداد الدولي، وهو واجهة عرض أنشطة الأعمال في العراق، وسط غياب تام من المملكة العربية السعودية.

وضم المعرض جناحا كاملا لنحو 60 شركة إيرانية مشاركة، تعرض منتجات متنوعة من الصلب والكيماويات إلى السجاد، وترحب بالعملاء العراقيين وتقدم لهم الشاي والحلوى وتبادلهم المزاح بالفارسية وبعض الكلمات العربية، حسبما نقلت "رويترز".

وفي المقابل لم يشهد المعرض مشاركة أي شركة من السعودية هذا العام، ووفقا لـ"رويترز" فقد فضلت الرياض التركيز على اجتماعات عالية المستوى، حيث زار وزير الطاقة السعودي "خالد الفالح" رئيس الوزراء العراقي "عادل عبدالمهدي" في بغداد.

وقال "خالد الوالي"، وهو رجل أعمال عراقي يتطلع إلى شركات كيماويات إيرانية كموردين محتملين: "المواد الإيرانية مهمة جدا للعراق.. المنتجات التي تأتي من إيران أقل تكلفة، إنها مصدر كبير للمواد الخام".

وقال "أراش"، وهو مندوب مبيعات لشركة كيماويات طلب عدم الإفصاح عن لقب عائلته، إن هذه هي المرة الأولى التي تأتي فيها شركته إلى بغداد.

وتابع: "العراق سوق جذابة لنا، إنها قريبة جدا وتحتاج إلى إمدادات رخيصة بعد سنوات من الحرب.. قررنا أن نأتي ونشارك في العشرة أيام الكاملة للمعرض".

وخارج الجناح الإيراني، هناك صالة عرض وحيدة لشركة من دولة الإمارات العربية المتحدة تبيع المراجل.

وقالت مصادر بوزارة التجارة العراقية لـ"رويترز" إن الشركات السعودية، التي بلغ عددها العام الماضي في المعرض نحو 60 شركة، انسحبت في اللحظة الأخيرة، بينما تضاعف عدد الشركات الإيرانية تقريبا.

وكان للشركات السعودية جناح مخصص لها في 2017، حيث حضر "الفالح" افتتاح المعرض، وكان أول مسؤول سعودي يلقي كلمة علانية في بغداد منذ عشرات السنوات.

وقالت "دانة علي"، (56 عاما)، وهي صاحبة متجر في مدينة السليمانية بشمال شرق العراق، "معظم منتجاتنا إيرانية.. نحصل عليها من المعابر الحدودية، وهي رخيصة جدا. تكلفة النقل منخفضة".

وقال "حامد شاهين مهر"، وهو ممثل لشركة بتروكيماويات إيرانية: "شركتنا ليست على لائحة العقوبات، لكن إبرام صفقات في أوروبا أصبح أكثر صعوبة. لدينا عقد مع شركة بريطانية أُلغي مؤخرا".