استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

اليمن .. معاناة إنسانية غير مرئية

الخميس 23 أبريل 2015 09:04 ص

أظل أحدث أطفالي عن المستقبل وعن زمن سوف يرون فيه دولة تعيش بسلام وآمن بلا تطرف ديني وحروب حتى يبدأ القصف، حينها اتركهم واصعد لسطح المنزل لأني لا احتمل مشهد الرعب في عيونهم، هكذا يتحدث «يحيى أبو الرجال» عن أيامه وسط القصف الجوي السعودي على اليمن.

منذ انطلقت ما صار يعرف بـ«عاصفة الحزم» ليلة 26 مارس بلغ عدد القتلى من اليمنيين جراء الحروب الداخلية لصالح والحوثي والقصف الجوي السعودي 944 قتيل و3487 جريح، وكل ليلة تشتعل صنعاء بسبب القصف الجوي وارتدادات مضادات الطيارات التي وضعها الحوثيون وصالح وسط المناطق السكنية.

لا أحد يبدو في مأمن باليمن، فالخوف والموت هما سيدا اللحظة. القصف لا يستثني أحدا وتعرض مخيم المرزق للنازحين من حروب صعده للقصف وقتل ما لا يقل عن 45 شخصا، بالطبع تبادل كلا طرفي الحرب الاتهامات عن مسؤولية ما جري، لكن لا حقيقة مؤكدة في هذه الحرب سوى الموت العشوائي الذي يصيب الناس ولا يبذل أي طرف من اطراف الحرب أي جهد لتفاديه.

ليست «عاصفة الحزم» فقط هي التي ترعب اليمنيين فالمشهد أكثر فزعاً بعدن بسبب إصرار الحوثيين وقوات صالح لدخول المدينة وقتال أبنائها وسط الأحياء السكنية، حيث اضطر الكثير من السكان لترك منازلهم التي تحولت لمواقع قناصة الحوثي.

يتحدث أحد أبناء المدينة إنه اضطر لترك عمارته المجاورة لمطار المدينة حيث اشتدت المعارك وتعرضت عمارته تحديداً للقصف حتى تجمع كل السكان في الدور الأول، وعندما تكثف القصف اضطروا للرحيل وترك العمارة لأنهم شعروا إن الهدف هو الاستيلاء عليها، وهذا ما حدث بالفعل فور رحيل السكان حيث استولى القناصة على سطحها.

«هذا القصف الكثيف وقع ليلة ولادة زوجتي في المستشفى بعملية قيصرية واضطررت الذهاب لها مع ابني ذو الثلاثة اعوام والمبيت في المستشفى ليلتين مع زوجتي ومولودتنا، ثم الآن نسكن في منزل أسرة صديقي المكون من غرفتين وحمام فقط». ويستمر في الحديث قائلاً: «توقف عملي ولم أزر حتى مكان عملي بسبب حرب الشوارع في المدينة، فالمنطقة التي فيها مكتبي لإيجار السيارات فيها معارك ساخنة وربما السيارات احترقت أو سرقت، ومخزوني من المال بدأ ينفذ وصرت أشعر بالحرج من مزاحمة أسرة صديقي في منزله، لكن زوجتي لا زالت في حاجة للرعاية ولا أدري حتى متى يستمر هذا الوضع».

الحرب ليست مجرد خوف وإحباط يومي يعيشه الإنسان لكنها أيضاً حياة قد يصعب تدبر أساسياتها، أبسط احتياجاتها وشبح جوع يلوح في أفق بلد تعداده 25 مليون إنسان مغلقة في وجهه كل الطرق البرية والبحرية والجوية، وتوقفت عملية استيراد الأغذية حيث يستورد اليمن 90% من المواد الغذائية الأساسية مثل القمح والسكر. قبل الحرب كانت اليمن في الأصل تعاني من أعلى معدلات سوء التغذية حيث كان يعاني قرابة نصف سكانه من الجوع أو على حافة الوقوع بالجوع حسب كلام برنامج الأغذية العالمي. بالطبع الحرب فاقمت من تدهور الوضع مما يعني إن التحذيرات من دخول اليمن في مجاعة ليس أمر مبالغ فيها.

معظم المخابز أغلقت في مدينة عدن والقمح بالكاد نصل له حيث لا يتواجد إلا بشكل محدود في مناطق معينة وبأسعار غالية جداً حتى وصلت قيمة الكيس القمح لما يزيد عن خمسين دولارا بينما وصل سعر انبوبة الغاز إلى عشرين دولارا، هذا ما قاله الصحفي «نشوان العثماني» المقيم في عدن وأردف قائلاً: «صرت أفطر بسكويت والغداء والعشاء أرز أو مكرونة بلا إضافات، لا نمتلك ترف تمني أكل جيد، نحن محظوظون إننا لازلنا نجد شيء نأكله وربما لا نجد غدا، والوضع أسوأ بكثير في محافظات كالضالع ولحج».

«غادة الشعيبي» تتحدث عن عمها في محافظة الضالع الذي توفي لأنه مريض بالكلى وبسبب ظروف الحرب والحصار لم يستطيعوا نقله للمستشفى لأخذ حصة الغسيل الاسبوعية، بالطبع صارت المستشفيات في حالة مزرية بسبب نقص الأدوية حتى صارت تجرى بعض العلميات الجراحية المؤلمة دون مخدر، وبعد أسبوعين من بدء المعارك استطاع الصليب الأحمر إيصال أولى مساعداته لليمن.

صارت اليمن عبارة عن حفرة كبيرة مظلمة لا تتوفر فيها أي وسائل حياة، يتواصل انقطاع الكهرباء لأيام وطوابير سيارات طويلة أمام محطات البنزين، بينما انعدمت مادة الديزل التي يستخدمها المزارعون لضخ المياه، هذا كله بسبب استهداف المعارك لمحطات الكهرباء ووصول الاشتباكات لمدينة مأرب التي تمد اليمن بالطاقة الكهربية والنفط.

هذا الجحيم هناك من يتشوق للحاق به من يمنيين فاجأتهم الحرب أثناء تصادف وجودهم خارج اليمن ولم يتمكنوا من العودة وعددهم بالآلاف، ففي القاهرة فقط وصلوا لخمسة آلف عالق انقطعوا عن أسرهم وكثير منهم بلا أموال بعد ما أنفق كل ما لديه وانقطعت الحوالات البنكية بين اليمن وبقية العالم.

«ياسمين الناظري» كانت في زيارة عمل للقاهرة وموعد طيارتها للعودة إلى صنعاء كانت ليلة القصف حيث لم تسافر. «ياسمين» مطلقة ولديها طفلة عمرها خمس سنوات لم ترها منذ قرابة شهر، حاولت جاهدة لإخراجها من اليمن أو العودة لليمن ورؤيتها لكن لا جدوى، كل الطرق مسدودة. «طيلة اليوم أحاول التواصل مع ابنتي اطمئن عليها ووقت القصف أشعر بقلة الحيلة عندما أسمع ابنتي تبكي خائفة من القصف وهي تكلمني بالتلفون».

اليمن بالنسبة للعالم ساحة صراع جديدة بين السعودية وإيران متناسيا وجود 25 مليون يمني يعيشون ساحة الصراع ولم يذكرهم القرار الأممي رقم 2216 بكلمة ولم يأت أحد على ذكر هدنة انسانية أو كيفية تخفيف المعاناة الإنسانية. هكذا يدفع اليمنيون ثمن صراعاً لم يختر معظمهم الخوض فيه ليترك آثاره وجروحه البليغة على المجتمع اليمني، خاصة الأطفال الذين لا يقعون فقط ضحايا الصراع بل يتم استخدامهم وقود للصراع حيث بلغ عدد المجندين الاطفال لثلث عدد المقاتلين في الحرب الأهلية التي تشهدها البلد وتساوي فيها الضحية بالقاتل، لأنهم جميعاً صاروا وقوداً وضحايا لصراع لم يكون اختيار لهم في مجتمع بهذا الفقر تتحكم به نخبة فاسدة في منطقة مضطربة.

  كلمات مفتاحية

اليمن معاناة انسانية عاصفة الحزم القصف الجوي السعودي الحوثيون

«الفاو»: نحتاج 8 مليون دولار بشكل عاجل لإنقاذ 11 مليون يمني من خطر المجاعة

«سي إن إن»: المساعدات اليمنية نقطة في بحر الاحتياجات الإنسانية المطلوبة

أوكسفام: الحرب والحصار يهددان اليمن بكارثة إنسانية

الأمم المتحدة: الصراع يدفع اليمن نحو كارثة إنسانية

«ستراتفور»: اليمن يتجه نحو الانفصال والأزمة الإنسانية تزداد تفاقما

اليونيسف: نحو 15 مليون يمني بحاجة لمساعدات إنسانية .. والأطفال هم الأكثر تضررا

لقاء تشاوري في قطر يحذر من تدهور الأوضاع الإنسانية في اليمن ويصفها بـ«الكارثية»

«كيري» يشدد على أهمية «هدنة إنسانية» باليمن ويتعهد بتقديم 68 مليون دولار «مساعدات»

وزير الخارجية السعودي يلتقي نظيره الأمريكي في أول لقاء رسمي بعد توليه منصبه

«الحوثيون» يمنعون دخول الأدوية إلى اليمن و«أطباء بلا حدود» تحذر من كارثة كبرى

اليمن يعاني نقصا حاد في واردات الغذاء والوقود مع انقطاع خطوط الإمداد