أطلق ما يعرف باسم "الذباب الإلكتروني" في السعودية بأمر من المستشار المقال من الديوان الملكي "سعود القحطاني"، وسما تحت عنوان "مجلس الشيوخ الأمريكي"، لمهاجمة المؤسسة البرلمانية الأمريكية، إثر إدانتها بالإجماع لولي العهد الأمير "محمد بن سلمان" في قضي مقتل "جمال خاشقجي".
كشف ذلك ناشطون، على مواقع التواصل الاجتماعي، بعدما تصدر الوسم، قائمة الأكثر تفاعلا في السعودية، عبر موقع "تويتر"، تزامنا مع صدور بيان من الخارجية السعودية ينتقد الموقف الأخير لمجلس الشيوخ الأمريكي (لم تسمه)، معتبرة أنه "بني على ادعاءات واتهامات لا أساس لها من الصحة".
وأضاف البيان أن موقف المجلس، "يتضمن تدخلا سافرا في شؤون المملكة الداخلية، ويطال دورها الإقليمي والدولي".
وأكد البيان "رفض المملكة التام لأي تعرض لقيادتها ممثلة بخادم الحرمين الشريفين وولي عهده بأي شكل من الأشكال أو المساس بسيادتها".
وكشف ناشطون، أن الوسم يهدف إلى شتم وإهانة أعضاء مجلس الشيوخ الأمريكي، في محاولة لترهيبهم وإعادة النظر في قرارهم.
كما لفت الناشطون، إلى أن الوسم يهدف أيضا إلى تمجيد المملكة و"بن سلمان"، وإعلان دعم الشعب لهما.
وتضمن الوسم بالفعل، هجوما حادا على المجلس الأمريكي، وتأكيدا من المشاركين أن سياسة المملكة تحددها السلطة في الرياض، ولا تقبل تدخلا خارجيا من أحد، فضلا عن رفض قرار المجلس، والمطالبة بالتراجع عنه.
وشهد الوسم أيضا، إعرابا عن دعم المملكة في وجه "محاولات تشويهها وقيادتها"، وإعلان الوقوف بجانب ولي العهد، باعتباره رمزا للبلاد، ومجددا لها، حسب قول الناشطين.
كما شهد الوسم هجوما على الولايات المتحدة، باعتبارها غازية لبلاد المسلمين، ومتأمرة ضد الإسلام، مهددين إياه بمنع النفط، إذا استمرت في إدانة المملكة، والتعاون مع الصين وروسيا أفضل من أمريكا.
من جانب آخر، قلل مشاركون في الوسم من تأثير القرار، واعتبروه صادرا نكاية في الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب"، المتمسك بالعلاقات السعودية الأمريكية.
وشارك آخرون في الوسم، مؤكدين أن مجلس الشيوخ الأمريكي على حق، وأن كل الدلائل تؤكد أن "بن سلمان" هو من أمر بقتل "خاشقجي".
يشار إلى أن مجلس الشيوخ صوت، الأسبوع الماضي، على تحميل مسؤولية جريمة اغتيال "خاشقجي" لـ"بن سلمان" بالإجماع.
وجاء تأييد مجلس الشيوخ للقرار بمثابة توبيخ وتحد للرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" الذي رفض تحميل ولي العهد السعودي مسؤولية اغتيال "خاشقجي"، رغم ترجيح وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية "CIA" لذلك.
واغتيل "خاشقجي"، في 2 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، داخل قنصلية السعودية في إسطنبول التركية، قبل تقطيع جثته، والتخلص منها، في حادثة اعترفت بها المملكة، بعد طول إنكار، قبل أن تحيل 11 شخصا للمحاكمة، دون أن تكشف عمن أصدر الأوامر لهم، أو أي تفاصيل حول مصير الجثة.
ويتعين لتمرير قرار الشيوخ قبول مجلس النواب به وتوقيعه من "ترامب" ليصبح نافذا، وفقا للقانون الأمريكي.
