طالبت مسؤولة كردية كبيرة فرنسا بلعب دور أكثر فاعلية في سوريا عقب الانسحاب الأمريكي من هناك.
وقالت الرئيسة التنفيذية لـ"مجلس سوريا الديمقراطية"، الجناح السياسي لـ"قوات سوريا الديمقراطية" (قسد)، "إلهام أحمد"، خلال مؤتمر صحفي في باريس، إن "الأكراد يخشون ألا تتمكن القوات التي يقودنها من احتواء سجناء الدولة الإسلامية إذا خرج الوضع عن السيطرة".
ويأتي تصريح "إلهام أحمد" بعد إعلان الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب"، الأربعاء، أنه قرر سحب قوات بلاده بالكامل من الأراضي السورية.
وأعرب الرئيس المشارك لـ"مجلس سوريا الديمقراطية"، "رياض درار"، عن أمله أن تلعب فرنسا دورا أكثر فعالية في سوريا بعد قرار سحب القوات الأمريكية، حسب "فرانس برس".
كانت وزيرة الدفاع الفرنسية، "فلورانس بارلي"، انتقدت قرار "ترامب" سحب قوات بلاده من سوريا، بينما أشادت بوزير دفاعه "جيمس ماتيس" الذي استقال على خلفية القرار.
ووصفت الوزيرة الفرنسية قرار "ترامب" بأنه "فادح للغاية"، مضيفة: "لا نتشارك نفس التحليلات بأن تنظيم الدولة انتهى.. نعتقد أن المهمة في سوريا لم تنته بعد".
وبات مسلحو "وحدات حماية الشعب" (ي ب ك)، الذين يشكلون العمود الفقري لـ"قسد"، في وضع صعب بعد قرار الولايات المتحدة سحب قواتها من سوريا.
وكانت واشنطن تساند مسلحي "ي ب ك" في عمليات عسكرية في شمالي سوريا ضد تنظيم "الدولة الإسلامية"، وتوفر لهم الحماية السياسية والعسكرية، لكن بعد سحب قواتها سيكون هؤلاء المسلحون في مواجهة عسكرية غير متكافئة مع الجيش التركي.
و"ي ب ك" هي الجناح المسلح لحزب "الاتحاد الديمقراطي" الكردي (ب ي د)، وتعتبرهما تركيا امتدادا لـ"حزب العمال الكردستاني" (بي كا كا)، الذي يخوض، منذ عقود، تمردا ضدها، مصحوبا بهجمات إرهابية، وتصنفه أنقرة والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي كـ"منظمة إرهابية".
وتقول تركيا إن "ب ي د"، الذي تمكن من السيطرة على مناطق واسعة من الشمال السوري خاصة في شرق الفرات وبلدة منبج، إثر طرد عناصر تنظيم "الدولة الإسلامية" منها، يخطط لإنشاء دولة كردية على حدودها الجنوبية، وهو ما لا يمكن أن تسمح به أبدا، وتؤكد أن عملياتها في سوريا لا تستهدف الأكراد أبدا وإنما التنظيمات الإرهابية.
وفي وقت سابق، عزز الجيش التركي من وحداته قرب الحدود مع سوريا، جنوبي البلاد؛ استعدادا لعملية شرق الفرات العسكرية التي أعلن الرئيس "رجب طيب أردوغان" أنها ستبدأ خلال أيام، قبل أن يعلن تأجيلها إلى ما بعد الانسحاب الأمريكي من سوريا.
