روى المعارض السعودي المقيم في كندا "عمر عبدالعزيز" تفاصيل ما قال إنها محاولة لاغتياله بذات الطريقة التي تعرض لها "جمال خاشقجي" داخل قنصلية المملكة بمدينة إسطنبول التركية، مشيرا إلى أنه كاد أن يلقى مصير الكاتب الصحفي المغدور.

وقال "عبدالعزيز" (27 عاما)، إن المستشار السابق بالديوان الملكي، المقرب من ولي العهد "سعود القحطاني" أرسل مبعوثين اثنين، حضرا إلى مونتريال، وحاولا إقناعه بالعودة إلى المملكة، وأكدا أنه مرحب به هناك، وفقا لما نقله موقع "ميدل إيست آي" البريطاني.

وذكر المبعوثان، خلال اللقاء، أنهما من تلامذة "القحطاني"، وأن ولي العهد السعودي "محمد بن سلمان" أحب "عبدالعزيز"، وأراد إعادته إلى المملكة، وهو ما رد عليه المعارض السعودي بقوله: "شكرا لكم، لكني لم أُشْتر بعد".

وبعد رفضه العودة، حاول مسؤولون سعوديون إقناع "عبدالعزيز" بزيارة سفارة السعودية في العاصمة الكندية (أوتاوا)؛ للحصول على جواز سفر جديد، وهو ما قرأه لاحقا في سياق تنفيذ نفس أسلوب الاغتيال الذي جرى مع "خاشقجي".

وقتل "خاشقجي" داخل القنصلية السعودية بمدينة إسطنبول في الثاني من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، وأكدت تقارير أمريكية أن وكالة الاستخبارات المركزية (CIA) خلصت إلى أن ولي العهد السعودي هو من يقف وراء الأمر بقتله على الأرجح.

ولدى الوكالة دليل على أن ولي العهد السعودي تبادل رسائل مع "سعود القحطاني"، الذي أشرف على التخطيط لاغتيال "خاشقجي"، بحسب التقارير.

وسافر "عبدالعزيز" إلى كندا مبتعثا من بلده عام 2009 لدراسة اللغة الإنجليزية، ومع اندلاع ثورات الربيع العربي عام 2011، نشط على مواقع التواصل الاجتماعي، وبدأ يدعو للإصلاح، ويناقش قضايا بلاده، لتقرر الحكومة السعودية قطع منحة الابتعاث عنه.

وإزاء ذلك، تقدم المعارض السعودي بطلب للحصول على اللجوء السياسي، وحصل عليه في فبراير/شباط 2014، ثم أطلق برنامجا خاصا به على "يوتيوب"، استخدم فيه الفكاهة لمعالجة القضايا السياسية.

وسبق أن كشف "عبدالعزيز" عن تلقيه رسالة نصية مزيفة من إحدى شركات البريد السريع، فيها رابط خبيث تابع لبرنامج تجسس إسرائيلي، ما أدى إلى اختراق هاتفه، والحصول على ملفاته الشخصية.

وكشف تقرير أعده "مختبر المواطن"، التابع لكلية السياسة العامة والشؤون الدولية بجامعة تورنتو الكندية، أن السلطات السعودية استخدمت برنامج "بيغاسوس"، التابع لمجموعة NSO الإسرائيلية المتخصصة في الحرب الرقمية، لاختراق هاتف المعارض السعودي.

وأشار "عبدالعزيز" إلى أن هذا الاختراق كان له تأثير خطير على حياته وعلى علاقته بأسرته، إذ لم يعد يهاتف والديه.

ولفت المعارض السعودي إلى أن اثنين من أشقائه تعرضا للسجن منذ أغسطس/آب الماضي، بينما تم منع أفراد الأسرة والأصدقاء الآخرين من مغادرة المملكة.