أخرجت أسعار الحديد المصري، غريمها السعودي، من المنافسة بعدما سجلت انخفاضا وصل إلى 600 جنيه للطن (33.5 دولار تقريبا)، حيث يعادل الدولار الأمريكي الواحد 18 جنيها مصريا تقريبا.

وجاء انخفاض أسعار الحديد في مصر بسبب نزول سعر الخام عالميا من 530 دولارا إلى 455 دولارا.

ونافس الحديد السعودي نظيره المصري خلال الأشهر القليلة الماضية، حيث كان سعره أقل بـ200 و300 جنيه لكل طن، عندما كانت تدور أسعاره حول 12 ألف جنيه للطن.

لكن هبوط أسعار الحديد المصري لم يكن السبب الوحيد الذي ضرب الإقبال على الحديد السعودي، إذ ضربت أسواق البناء بمصر حالة الركود الشديد بسبب ارتفاع أسعار مواد البناء بشكل عام، إضافة إلى تشديد الدولة إجراءاتها بتنفيذ قرارات إزالة مخالفات البناء على الأراضي الزراعية.

وقال رئيس شعبة مواد البناء بغرفة القاهرة التجارية، "أحمد الزيني"، إن شركات الحديد قررت خفض أسعار تسليم أرض المصنع 600 جنيه بأثر رجعي منذ 13 ديسمبر/كانون الأول الجاري وحتى 31 يناير/كانون الثاني المقبل، بحسب ما نقله موقع "مباشر".

وأدى ذلك الانخفاض إلى خروج الحديد السعودي من دائرة المنافسة، لدرجة أصبح معها مستوردو المنتج السعودي يخسرون فعليا بسبب ارتفاع أسعار المنتج المستورد عن نظيره المحلي.

وتوقفت الشركات المستوردة بمصر عن طلب الحديد السعودي، مؤكدة أنها اضطرت للنزول بالسعر من أجل الحفاظ على المنافسة وبيع المخزون لديها، وهو ما سبب خسائر للشركات المستوردة وللتجار الذين لديهم حديد مخزون بالأسعار القديمة.

وبالنظر إلى حجم الإنتاج المحلي في مصر والمقدر بحوالي 8 ملايين طن سنويا، فإن كميات الحديد السعودي الموردة إلى مصر (240 ألف طن تقريبا) لا تشكل سوى 3.5% فقط من حجم إنتاج مصر سنويا من الحديد الصلب.

وجاء تراجع أسعار الحديد عالميا متأثرا بزيادة المعروض العالمى سواء من الحديد أو البيليت نتيجة الحرب التجارية بين أمريكا والصين.