دعا مفتي مصر، "شوقي علام"، إلى تهنئة غير المسلمين بأعيادهم، معتبرا هذا الفعل من "البر" الذي يأمر به الدين الإسلامي أتباعه.
وقال في بيان نشرته صحف محلية، الثلاثاء، إنه "يجوز شرعًا تهنئة غير المسلمين بأعيادهم باعتباره من باب البر الذي تأمرنا به الشريعة الإسلامية"، مشددا على "الحاجة الشديدة لنشر المزيد من المودة والرحمة والتآلف بين أبناء الوطن الواحد من المسلمين والمسيحيين لمواجهة محاولات ومؤامرات نشر الفتن".
وأضاف أن "هذا الفعل يندرج تحت باب الإحسان الذي أمرنا الله عز وجل به مع الناس جميعًا دون تفريق"، مستشهدا بالآيات القرآنية: ﴿وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا﴾.... ﴿إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ﴾.. ﴿لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ﴾.
ودعا المفتي المصريين إلى عدم الاستماع لفتاوى "المتشددين" التي تحرم ذلك.
ويتجدد كل عام، في كثير من الدول العربية ذات الغالبية المسلمة، الجدل حول مشروعية تهنئة غير المسلمين في أعيادهم، مع بداية العام الميلادي الجديد، الذي يتزامن مع احتفالات المسيحيين بذكرى ميلاد المسيح عليه السلام. ويحرم بعض علماء المسلمين تهنئة المسيحيين بتلك الأعياد، معتبرن أن تلك التهنئة تعد إقرارا بما استندت عليه من أحداث قد تخالف عقيدة الإسلام.
ويستند هؤلاء كذلك إلى فتاوى بعض السلف مثل "بن تيمية" الذي يقول بأنه "لا يحل للمسلمين أن يتشبهوا بهم (غير المسلمين) في شيء، مما يختص بأعيادهم، لا من طعام، ولا لباس ولا اغتسال، ولا إيقاد نيران، ولا تبطيل عادة من معيشة أو عبادة، وغير ذلك. ولا يحل فعل وليمة، ولا الإهداء، ولا البيع بما يستعان به على ذلك لأجل ذلك، ولا تمكين الصبيان ونحوهم من اللعب الذي في الأعياد، ولا إظهار زينة".
وقبل أيام أصدر مفتي أهل السنة والجماعة في العراق، "مهدي الصميدعي"، فتوى تقضي بحرمة احتفال المسلمين بأعياد رأس السنة الميلادية وتهنئة المسيحيين بها، بينما أعلن كل من ديوان الوقف السني والمجمع الفقهي لأهل السنة رفضهما هذا الحكم، وأكدا على جواز تهنئة غير المسلمين بأعياد رأس السنة الميلادية.
أما فيما يتعلق بالمسلمين في الغرب، فقد أجاز المجلس الأوروبي للإفتاء والبحوث تهنئة الكتابيين (المسيحيين واليهود) بأعيادهم لما لطبيعة المجتمع من صلات قرابة تستدعي البر والإحسان بالأهل والأقارب حتى ولو كانوا على غير دين الإسلام.
