أزمة السودان.. البشير يرقص والمظاهرات تذبح شرعية حكمه

الخميس 10 يناير 2019 05:01 ص

"هذا الحشد يرسل رسالة للذين يظنون أن السودان سيلحق بالدول التي انهارت".. بهذه الكلمات تآزر الرئيس السوداني "عمر البشير" مع مناصريه الذين استقبلوه بهتافات التأييد في الساحة الخضراء بالعاصمة الخرطوم.

 ورقص "البشير" ملوحا بعصاه على طريقته المعتادة، الأربعاء، في أول تجمّع مؤيد للنظام منذ قيام التظاهرات الاحتجاجية، الشهر الماضي، والتي وصفها مراقبون بأنها الأكثر خطورة على نظام حكمه.

 

 

وفي 19 ديسمبر/ كانون الأول الماضي، اندلعت شرارة الاحتجاجات ضد رفع أسعار الخبز بنحو 3 أضعاف، لكن سرعان ما تحولت إلى احتجاجات ضد حكم "البشير"، وسط أزمة اقتصادية وارتفاع معدلات التضخم.

وأعلنت السلطات السودانية مقتل 22 شخصاً على الأقل، بينهم عنصرا أمن، وجرح المئات في التظاهرات التي جرت في بلدات وقرى سودانية قبل أن تتمدد إلى الخرطوم، إلاّ أنّ منظمة هيومن رايتس ووتش تقول إنّ عدد القتلى وصل إلى 40.

ورغم أنها ليست المرة الأولى التي يشهد فيها السودان تظاهرات ضد "البشير" الذي سبق أن جرت تحرّكات احتجاجية ضدّه في سبتمبر/ أيلول 2013 وفي يناير/ كانون الثاني 2017، إلا أن التظاهرات الأخيرة تشكّل تحديا يشكك العديد من المراقبين في قدرة الرئيس السوداني على احتوائه.

وفي هذا الإطار، أشار  المحرر في صحيفة إيلاف الاقتصادية الأسبوعية "خالد التيجاني" إلى أن "البشير كان على وشك إجراء تعديلات دستورية تتيح له الترشّح مجددا للرئاسة في 2020، لكن بات عليه الآن أن يعيد النظر في ذلك" حسب قوله.

مطلوب للمحاكمة

ومنذ إصدار المحكمة الجنائية الدولية مذكرتي توقيف بحقّه في 2009 و2010 لاتهامه بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية في دارفور (غربي السودان)، أعيد تنصيب "البشير" مرّتين رئيسا للسودان في انتخابات قاطعتها المعارضة.

وتمكن الرئيس السوداني، البالغ من العمر 75 عاما، من البقاء في السلطة رغم الملاحقة القضائية الدولية والتحديات الداخلية التي تواجهه، وانتخب لولاية رئاسية خامسة في أبريل/ نيسان 2015 بعد أن حصل على 94% من أصوات الناخبين، حسبما أعلنت السلطات آنذاك.

ومنذ صدور المذكرتين بحقّه، أجرى "البشير" عدة زيارات خارجية إلى دول إقليمية، كما زار روسيا، وقبل أيام من قيام الاحتجاجات التقى نظيره السوري "بشار الأسد" بدمشق، في أول زيارة لرئيس عربي إلى سوريا منذ 2011.

واستضاف "البشير"، العام الماضي محادثات بين الزعيمين الخصمين في جنوب السودان، الرئيس "سلفا كير"، ونائبه (السابق) "رياك مشار"، توصلت إلى اتفاق لإنهاء الحرب بينهما.

واستقل جنوب السودان في 2011 بعد أن فاجأ "البشير" أشد منتقديه بتوقيعه اتفاق سلام أنهى نزاعا كان قائما بين الشمال والجنوب منذ أكثر من عقدين.

وقرر "البشير" انضمام السودان إلى التحالف العربي بقيادة السعودية ضد الحوثيين في اليمن، معززا الروابط مع دول الخليج الغنية بالنفط، في تطوّر لقي انتقادات من قبل معارضيه.

عسكري شعبوي

ولد "البشير" عام 1944 في قرية حوش بانقا الواقعة شمال الخرطوم، لأسرة من المزارعين، ودخل الكلية الحربية وترقى في المناصب ثم انضم إلى فوج المظليين، وشارك في حرب 1973.

وفي عام 1989، قاد "البشير" انقلابا ضد الحكومة المنتخبة ديمقراطيا برئاسة "الصادق المهدي"، ودعمته حينها الجبهة الإسلامية القومية بقيادة "حسن الترابي"، الذي بات لاحقا من أكبر معارضيه.

وتحت تأثير "الترابي"، قاد "البشير" السودان نحو حكم أكثر تشددا، واستضاف في التسعينيات زعيم تنظيم القاعدة "أسامة بن لادن" ثم عاد وطرده بطلب من الولايات المتحدة.

وردا على اتهامات عدة من بينها انتهاك حقوق الإنسان، فرضت واشنطن حصارا تجاريا على السودان عام 1997.

وفي 1993 أدرجت الولايات المتحدة السودان على قائمة الدول الراعية للإرهاب وبعد 4 سنوات فرضت على الخرطوم حظرا تجاريا على خلفية اتهامات عدة من بينها انتهاكات لحقوق الإنسان، رفعته في 2017.

ووصلت التوترات بين "البشير" و"الترابي" إلى أعلى مستوى في أواخر التسعينيات، إذ أنه وفي محاولة منه لإخراج السودان من عزلته، عمد في عام 1999 الى إقصاء "الترابي" من دائرته المقربة.

لكن تنفيذ الحكومة حملة عنيفة عام 2003 للقضاء على تمرد في منطقة دارفور الغربية عرّض "البشير" لمزيد من الانتقادات.

يشار إلى أن النزاع في دارفور أدلى إلى أكثر من 300 ألف قتيل وتشريد أكثر من 2.5 مليون شخص، بحسب تقديرات الأمم المتحدة.

  كلمات مفتاحية

السودان عمر البشير المحكمة الجنائية الدولية هيومن رايتس ووتش روسيا سوريا بشار الأسد الخرطوم رياك مشار جنوب السودان الترابي

البشير يرحب بمبادرة جامعة الخرطوم لحل الأزمة

السودان يعتقل داعية فلسطينيا و4 أجانب