«إسرائيل» ودورها في حرب اليمن

الخميس 30 أبريل 2015 12:04 م

هل فكّر أحدنا أن لـ«إسرائيل» دوراً في إشعال الفتنة في اليمن، وتشجيع جماعة الحوثي على تنفيذ انقلابهم المسلح ضد الشرعية في هذا البلد الشقيق.

لم يكشف بعد عن خبايا علاقات الحوثيين بالاستخبارات العسكرية الإسرائيلية وجهاز المخابرات الخارجي (الموساد)، لكن مصادر إسرائيلية قالت إن زعيم المتمردين الحوثيين في اليمن، عبد الملك الحوثي، طلب مساعدة "إسرائيل" فعلاً ضد تحالف «عاصفة الحزم»، التي انطلقت قبل شهر ضد انقلابه.

ولا بد من إعادة الذاكرة إلى سنوات العام 1962 عندما تدخلت مصر بطلب من الضباط الأحرار اليمنيين بقيادة المشير عبدالله السلال وقتها فأرسلت القاهرة ما تردد حينها ثلث الجيش المصري على مراحل زمنية متفاوتة إلى اليمن لدعم الثورة ضد حكم الإمام بدر بن يحيى حميد الدين.

وقتها طلب «شيعة» اليمن الزيديين، ومنهم أبناء الإمام يحيى بن حميد الدين (لم يكن للحوثيين وقتها وجود في المشهد السياسي لليمن)، والطائفة اليهودية هناك من «إسرائيل» تقديم الدعم لهم في حربهم ضد جيش جمال عبد الناصر، وطرد قواته من اليمن، مقابل تعهد «شيعة» اليمن الاعتراف بـ«إسرائيل» وتوقيع معاهدة سلام وتعاون مشترك معها، ووضع مضيق باب المندب تحت تصرف «إسرائيل»، وفقاً للوثائق السرية التي أفرجت عنها «إسرائيل» في عام 2008، وكشفته أيضاً الوثائق البريطانية والأمريكية المفرج عنها في عملية أطلق عليها حينها «عملية النيص Operation Porcupine» امتدت من عام 1962-1970.

الوثائق السرية الإسرائيلية المفرج عنها، كشفت حقيقة تدخل (الموساد) وسلاح الجو الإسرائيلي لدعم «شيعة» اليمن ضد الجيش المصري، باعتبار أن الفرصة سانحة لاستنزاف الجيش المصري وإضعاف المد القومي الذي كان يتزعمه الرئيس «عبد الناصر».

وقالت مجلة سلاح الجو الإسرائيلي في العام 2008 أن طيارين نفّذوا 14 طلعة جوية لطائرات النقل العسكرية نقلت المساعدات وأسلحة وذخائر وأجهزة لاسلكي وإنزالها للقوات المناهضة للثورة فوق جبال اليمن.

هذه الخطوة من جانب «إسرائيل» شكلت نقطة اختراق للأمن القومي العربي فيما بعد، فهي ساعدت الأكراد في العراق، وتدخلت في نزاع جنوب السودان إلى أن انفصل الجنوب عن الشمال، وشنت طائراتها هجوماً على مفاعل أوزيراك العراقي، وحروباً متتالية على لبنان وقطاع غزة.

على هذا الدور الإجرامي المفضوح التي تقوم به «إسرائيل» وما تزال، فليس من المستبعد إطلاقاً أن تستكمل دورها في حرب اليمن الحالية بإمداد المتمردين الحوثيين بالدعم العسكري المطلوب وكذلك الاستخباري، للأسباب وللأهداف ذاتها، وهي إضعاف العرب وتفجير الخلافات والفتن باستغلال البعض من مكوناتهم أن كانت عرقية أو طائفية، فالعين الإسرائيلية لم تكن مغلقة فهي منذ اندلاع عملية عاصفة الحزم كانت تراقب وتتابع ما يجري في اليمن.

ويقول الخبير الأمني في صحيفة (يديعوت أحرنوت) الإسرائيلية، إن الحرب في اليمن ودعم الحوثيين تدخل في مصلحة «إسرائيل»، وهي «فرصة لقطف ثمار استراتيجية حيوية لأمن الدولة»، وذلك في مقال له، الجمعة، عنوانه «ساعة اليمن تدق»، وقال: «هكذا تجد إسرائيل نفسها مرة أخرى في الجانب ذاته من المتراس مع الحوثيين للسيطرة ولإعادة التحكم في مضيق باب المندب وضمان سلامة البواخر الإسرائيلية المارة عبره إلى الشرق الآسيوي».

الأمريكي «أورين كيسلر» نائب مدير الأبحاث في مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات بأنه «ليس بوسعنا استبعاد التدخل الإسرائيلي في الحرب اليمنية».

الخلاصة أن «إسرائيل» لا تقف بعيداً عن تحريض جماعة الحوثي التي ترفع شعاراتها لتقول اللعنة على اليهود والموت لـ«إسرائيل» للتغطية ولاستمالة ضعاف النفوس، ويهمها جداً إشغال العرب ببعضهم وأدواتها في ذلك تحريض الأقليات القومية والمذهبية والطائفية ضد نظام الدولة العربية كما حدث في العراق والسودان... وإلى الخميس المقبل.

  كلمات مفتاحية

اليمن إسرائيل الموساد الحوثيون الانقلاب الحوثي مصر الجيش المصري عاصفة الحزم

الاقتصاد من جديد .. وهذه المرة في اليمن

على الاتحاد الأوروبي أداء دور في إنقاذ اليمن

الأزمة اليمنية.. الحسابات والمآلات

«ديفينس وان»: ما الذي حققته المملكة العربية السعودية في اليمن؟

«هآرتس»: الشرق الأوسط بعيون إسرائيلية

الوقت عنصر ضاغط في مساعي السعودية لكسر الجمود في اليمن

الكيان الصهيوني يزداد عزلة وضعفا

الحرب تفصل آلاف اليمنين عن أهلهم في مصر