استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

عن سؤال المليون؟!

الخميس 30 أبريل 2015 01:04 ص

طرحنا سابقاً صيغة سؤال المليون، عبر التساؤل عن السرّ وراء الإيقاف المفاجئ لعاصفة الحزم السعودية؛ بالإعلان عن تحقيقها أهدافها، وإطلاق عملية «إعادة الأمل»، من دون أن تكون هناك مقدمات صلبة متماسكة لذلك القرار.

لكن يبدو أنّ صياغة سؤال المليون كان من المفترض أن تكون أكثر دقّة مما سبق، وهي: ما الفرق بين «عاصفة الحزم» وبين «إعادة الأمل»، طالما أنّ الحملة الجوية استمرت بكثافة وبقوة، ولم يتراجع الإصرار السعودي على دفع الحوثيين وضغطهم للقبول بطاولة حوار، تؤدي إلى انسحابهم من المدن الرئيسة التي سيطروا عليها في الأشهر الأخيرة؟!

الإعلان السعودي السابق خلق حالة ارتباك حقيقي في أوساط أعداء السعودية وأصدقائها على السواء. عزّز من ذلك ردود الفعل الدولية والإقليمية، بخاصة الترحيب الإيراني المبكّر، والمباركة الأميركية. فكل ذلك دفع إلى فرضية أنّ هناك ضغوطاً أميركية مورست على «المطبخ الجديد» في الرياض لإيقاف سير العملية بعد «سقوط مدنيين». لكن الغارات لم تتوقف منذ الإعلان.

إذن، ما الذي تغيّر؟ ولماذا؟

الجواب الرئيس الذي يتبادر إلى الذهن، هو أنّ «إعادة الأمل» توحي بفتح الباب للتفاوض، والمزج بين الخطوات الدبلوماسية والعسكرية. وهذا قد يكون صحيحاً شكلياً. لكن في العمق، ثمّة أسباب دفينة، وشروط مؤثّرة، هي التي خلقت هذا التحول في مسار التفكير الاستراتيجي السعودي تجاه اليمن.

إذا دقّقنا في الفرق بين اللحظتين؛ فإنّ الفرق الجوهري يتمثل في إعادة هيكلة أهداف العملية المعلنة، أو سقف التوقعات. إذ لم يعد هناك حديث عن تدخل بري، أو استعانة بجيوش صديقة، بل أصبح الحديث عن استمرار القصف الجوي، والاستعانة بـ«قوى المقاومة الشعبية» وتزويدها بالسلاح والعتاد، ما قد يوصلنا إلى طرف الخيط المهم الذي تحدّثنا عنه سابقاً، وأصبح سافراً، ويتمثل في الخلافات بين السعودية وحلفائها العرب، وخيبة الأمل لدى «المطبخ الجديد» من موقف باكستان بدرجة أولى، ومصر بدرجة ثانية، ما دفع إلى شطب أي دور فعلي مؤثر للحلفاء والاكتفاء بالجانب الإعلامي والرمزي إلى «حين ميسرة».

تكشف رسالة مفبركة منسوبة للأمير «محمد بن سلمان»، تناقلتها مواقع تواصل اجتماعي، عن المزاج السعودي تجاه الحلفاء. فهي غير صحيحة بالتأكيد، ولا يحتاج الأمر إلى مفتٍ، لكنّها تعكس، بالفعل، خيبة أمل كبيرة بحلفاء المملكة وأصدقائها.

الدكتور «وليد عبدالحيّ»، أستاذ العلوم السياسية في جامعة اليرموك، كان قد كتب على صفحته «فيسبوك» تحليلاً، غداة الإعلان عن وقف «عاصفة الحزم»، يربط فيه القرار المفاجئ بفرضية وجود خلافات مع الجناح الآخر المتمثل في الأمير متعب «قائد الحرس الوطني»، والأمير «مقرن» ولي العهد السابق و«خالد التويجري»، قبل أن تحدث التغييرات الأخيرة. فهل كان هذا الخلاف فعلاً سبباً فيها؟ أم أنّ بروز الجيل الجديد بقوة دفعه إلى التعجيل بالتغييرات المتوقعة في سياق التغييرات السابقة الأولية التي أجراها الملك الجديد؟

على أيّ حال، من الواضح أنّ «عاصفة الحزم» لم تتوقف فعلياً، بل شكلياً؛ وأنّها أخذت عنواناً آخر، بل وامتدت لتشمل اليوم سورية، وهي تعيد ترسيم أولوية تحالفات السعودية الإقليمية، لتصبح تركيا وقطر بمثابة حلفائها الرئيسيين بعد الاستدارة الجديدة.

إلى الآن، لم تنجح الرهانات على أنّ السعودية ستتورط في اليمن، وأنّها ستعود إلى مسارها السابق، بخاصة في ظل التقارب الأميركي-الإيراني. إذ من الواضح أنّ هذه الرهانات تصطدم تماماً برؤية المطبخ الجديد للسياسة الخارجية وللمصالح السعودية.

  كلمات مفتاحية

اليمن السعودية التحالف السعودي عاصفة الحزم إعادة الأمل

هل استبدال «إعادة الأمل» بـ«العاصفة» يعني حل التحالف وتولي السعودية عبء أزمة اليمن وحدها؟

«ستراتفور»: ماذا يعني الانتقال من «عاصفة الحزم» إلى «إعادة الأمل»؟

«إعادة الأمل» من الصومال إلى اليمن: العمليات العسكرية واستراتيجية الأسماء البراقة

التحالف يعلن انتهاء «عاصفة الحزم» بتحقيق أهدافها وبدء «إعادة الأمل» لاستئناف العملية السياسية