استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

هل استبدال «إعادة الأمل» بـ«العاصفة» يعني حل التحالف وتولي السعودية عبء أزمة اليمن وحدها؟

الأحد 26 أبريل 2015 05:04 ص

نظريا يمكن القول أن «عاصفة الحزم» توقفت، واستبدل بها عملية «إعادة الامل»، حسب البيان الرسمي السعودي الذي صدر قبل ثلاثة أيام، لكن ما حدث عمليا هو تغيير الاسم، ولم تتغير الأوضاع على الصعيدين السياسي والميداني العسكري، فالحوار لم يبدأ، والمبادرة العُمانية لم يتم طرحها، والقصف الجوي مستمر، والمواجهات على الارض شرسة، وتحالف «الحوثي - صالح» يتقدم، ويستولي على مواقع جديدة في الجنوب.

لا يوجد، او بالأحرى، لم يتبلور، أي حد فاصل واضح بين «العاصفة» وبديلها «إعادة الأمل»، بحيث لم نعد نعرف أين تنتهي «الأولى» وأين تبدأ «الثانية»، وكيف ستكون النهاية حتى يتم تقييم المحصلة النهائية، وتحديد الرابح والخاسر.

الانطباع السريع الذي يمكن الخروج به من قراءة ما بين سطور التسريبات السياسية والعسكرية، هو أن الانتقال من «عاصفة الحزم» إلى عملية «إعادة الأمل» هو إنهاء التحالف العربي الاسلامي الذي قامت على أساسه «العاصفة»، وتحمل المملكة العربية السعودية وحدها عبء العملية الثانية البديلة.

***

نشرح هذه الخلاصة المفصلية بالقول، أنأ المملكة العربية السعودية التي قررت إطلاق «عاصفة الحزم» على شكل غارات جوية مكثفة تشارك فيها أكثر من 185 طائرة، لوقف تقدم الحوثيين وتحالفهم، حرصت على إشراك عدة دول فيها وطائراتهم أو سفنهم، مثل دول مجلس التعاون الخليجي الخمس (سلطنة عُمان التزمت الحياد)، علاوة على مصر والأردن والمغرب وتركيا والسودان وباكستان، وربما جاء تلكؤ بعض الدول في الانتقال من مرحلة المشاركة «الرمزية» الجوية الى خوض حرب برية، هو الذي دفع القيادة السعودية إلى «فك» هذه «العاصفة»، والأسس التي قام التحالف عليها، والانتقال إلى مرحلة جديدة وهي «إعادة الأمل»، مما يعني رسميا وقانونيا أن الدول المشاركة في «عاصفة الحزم» باتت في حل من الاستمرار فيها، إذا أرادت.

ويبدو أن الانتقال إلى المرحلة الثانية، وأن بتسمية عملياتية أخرى «إعادة الامل»، أعفى دول عديدة مثل الاردن ومصر وباكستان وتركيا من حرج الاستمرار في التحالف، وتجنب الحرب البرية، وهذا يفسر عدم إعلان المتحدث العسكري السعودي العميد الركن «أحمد عسيري» أو قيادته، عن مشاركة أي دولة في المرحلة الثانية.

وربما يعود ذلك تجنبا للاعباء المترتبة عليها، والمالية على وجه الخصوص، لأن «إعادة الأمل» لليمنيين، مثلما يمكن فهمها، تعني الالتزام جزئيا أو كليا، بعشرات ان لم يكن مئات المليارات لسنوات عدة، لإعادة إعمار اليمن، وضخ استثمارات هائلة للنهوض به، وإخراجه من خانة الدول العشرين الأفقر عالميا.

القيادة السعودية أرادت من خلال إطلاق عملية «عاصفة الحزم» الجوية إيصال رسالة قوية، إلى الإيرانيين وحلفائهم في اليمن، وربما في أماكن اخرى من الشرق الاوسط، بأنها تختلف كليا عن نظيرتها السابقة من حيث عدم ترددها في اللجوء الى الخيار العسكري، وتوظيف سلاحها الجوي القوي لايصالها، والرسالة وصلت بالفعل، وفتحت عيون على مصراعيها اندهاشا، ولكن إطالة أمد الغارات الجوية، وإكمالها الاسبوع الرابع من عمرها، قلص كثيرا من آثارها، ويعتقد العديد من المراقبين أن يومين فقط من القصف كان يمكن أن يحقق «الصدمة والرعب»، ويعفي المملكة من خوض حرب طويلة، هي في غنى عنها في هذا التوقيت.

الأزمة اليمنية، ومع مرور الوقت، باتت «تفرخ» أزمات بالنسبة الى السعودية أولا، والولايات المتحدة الامريكية وحلفائها الغربيين ثانيا، وهي أزمات تتفاقم مع مضي الوقت، وتأخر «الحزم» العسكري المأمول.

لو بدأنا بالسعودية، فإن تلكؤ الحلفاء الثقاة، في الانضمام إلى حرب برية لم يخلق خيبة أمل فقط، وانما كشف عن سوء تقدير، ربما غير مقصود، لمدى ولاء هؤلاء وتنكرهم لجميل المملكة المتمثل في دعمهم ماليا وسياسيا لسنوات، ونحن نتحدث هنا عن دول مثل مصر والأردن وباكستان، على وجه الخصوص، والأهم من ذلك، ان بعض هؤلاء الحلفاء بدأ يظهر خلافاته علنا مع القيادة السعودية، سواء بسبب إملاءاتها أو دخولها في «عاصفة الحزم» دون مشاورتهم في معظم الحالات، على اعتبار ان موافقتهم «تحصيل حاصل».

لعل الانخراط في حرب إقليمية، في ظل التهديدات المتفاقمة للجبهة الداخلية، شتت التركيز السعودي الامني والعسكري على الجبهة، وما كشفه اللواء «منصور التركي»، المتحدث باسم وزارة الداخلية السعودية، عن خلية كانت مكونة من سبع سيارات، ثلاث منها مفخخة، وتعد لعملية إرهابية في الرياض، إلا أحد الامثلة في هذا الصدد.

أما إذا انتقلنا الى الولايات المتحدة التي ساندت الغارات الجوية السعودية في اليمن بالخرائط والمعلومات الاستخبارية حول بنك الاهداف، فإنها أدركت أن تنظيم «القاعدة» في جزيرة العرب كان المستفيد الأكبر من «العاصفة»، فقد استولى على مدينة المكلا عاصمة حضرموت، وفك أسر معتقليه في سجونها، ونهب اموال بنوكها، وبات يسيطر على مينائي المدينة الجوي والبحري، علاوة على عشرات الأطنان من الاسلحة، كانت في مخاون الجيش اليمني المهزوم، الأمر الذي يذكر باستيلاء مقاتلي «الدولة الاسلامية» على مدينة الموصل العراقية صيف العام الماضي.

***

لا نعرف كيف ستخرج المملكة العربية السعودية من هذا المأزق، فاستمرار القصف الجوي تحت عنوان «إعادة الأمل» لليمنيين بات يعطي نتائج عكسية حتى الآن، لأنه يعني زيادة أعداد القتلى والجرحى، وزيادة معاناة اليمنيين، ودون أن يوقف زحف الحوثيين، وقوات الرئيس المخلوع «صالح» في عدن وشبوه والضالع وباقي المحافظات الجنوبية، مع توارد أنباء عن حشود حوثية في صعدة وعمران، قرى الحدود السعودية، استعدادا لهجوم بري معاكس على غرار ما حدث عام 2009، عندما تقدمت قوات الحوثيين حوالي 60 كيلومترا في عمق الاراضي السعودية، واحتاج الأمر إلى أكثر من ثلاثة أشهر لاخراجهم منها.

 كان من المفترض أن يكون قرار مجلس الأمن الدولي الاخير، الذي طالب بفرض حظر أسلحة على الحوثيين، وانسحابهم من العاصمتين الجنوبية والشمالية، والعودة إلى جيب صعدة، هو «طوق النجاة»، وإعادة إطلاق مسيرة الحوار للوصول الى حل سياسي، ولكن حتى هذه اللحظة، لا يوجد أي أمل في عملية «إعادة الأمل»، والاحباط وخيبة الامل والقلق، كلها تخيم على جميع الاطراف في هذه الازمة، وأيا كان الخندق الذي يقفون فيه.

تحتاج «عاصفة الحزم» إلى «حزم» لتحديد مصيرها، وعملية «إعادة الأمل»، تحتاج إلى انطلاقة سلمية سياسية حتى تعطي ثمارها المرجوة من اسمها، وفي ظل غياب الاثنين لا نستطيع إلا ان نكون متشائمين للآسف، ومن يرى غير ذلك فليصححنا.

 

  كلمات مفتاحية

السعودية تحالف القاعدة تنظيم الدولة الإسلامية اليمن أزمة اليمن

«ستراتفور»: ماذا يعني الانتقال من «عاصفة الحزم» إلى «إعادة الأمل»؟

سياسات خاطئة عـرّتها «عاصفة الحزم»

«إعادة الأمل» من الصومال إلى اليمن: العمليات العسكرية واستراتيجية الأسماء البراقة

التحالف يعلن انتهاء «عاصفة الحزم» بتحقيق أهدافها وبدء «إعادة الأمل» لاستئناف العملية السياسية

صوت العقل في زمن الفتنة

«النفيسي»: «عاصفة الحزم» فرصة تاريخية لكسر نفوذ إيران في المنطقة

مسؤول إيراني: السعودية تعاني من «مشاكل ونزاعات على السلطة في هيكلية نظامها»

عن سؤال المليون؟!

قوة عسكرية ماليزية تصل السعودية للمشاركة في عملية «إعادة الأمل»

«التحالف العربي» يقصف قواعد ومخازن عسكرية لـ«الحوثيين» في صنعاء