تمزيق العلم الليبي ببيروت يعيد قضية موسى الصدر للواجهة

الاثنين 14 يناير 2019 06:01 ص

أعادت واقعة نزع وتمزيق عناصر من حركة "أمل" اللبنانية، العلم الليبي، في العاصمة بيروت مؤخرا، قضية اختفاء مؤسس الحركة "موسى الصدر" الذي اختفى في ليبيا منذ أكثر من 40 سنة من جديد للواجهة.

 

 

وراود الأمل أتباع "الصدر" في معرفة مصيره، بعد سقوط  نظام الرئيس الليبي "معمر القذافي"، الذي اتهم بقتل رجل الدين الشيعي خلال زيارته ليبيا في أغسطس/آب 1978.

 غير أن تصريحات عدد من المسؤولين الليبيين الذين عملوا مع "القذافي" لم تضف أي جديد مفيد، بل زادت القضية تعقيدا وغموضا.

وفي هذا الصدد، قال "محمد بلقاسم الزوي"، الذي كان يتولى رئاسة مؤتمر الشعب العام في ليبيا بعد إطلاق سراحه عام 2016، في حوار صحفي قبل عامين إن "الصدر" زار ليبيا في 25 أغسطس/آب 1978.

وأضاف: "قمت بالاتصال بالتليفزيون الليبي وطالبتهم بعمل تغطية خاصة للرجل، وإجراء حوارات موسعة، وبالفعل بعد الاحتفال ذهب فريق العمل للفندق، ولكن أبلغوهم بأنه غادر، وحينها خرجت تصريحات عن اختفاء الإمام".

وروى المسؤول الليبي السابق أن سفير ليبيا لدى موريتانيا حينها أبلغه بأنه شاهد الإمام "موسى الصدر" في مطار طرابلس، وكان يتأهب لتحيته، لولا الإعلان عن وصول الطائرة المتجهة إلى موريتانيا.

من جهته أدلى مستشار نجل "القذافي" "سيف الإسلام"، "محمد إسماعيل" قبل عامين أيضا بتصريحات لصحيفة "نيويورك تايمز" قال فيه إن الإمام "موسى الصدر" قتل بعد مشادة مع العقيد "القذافي"، وإن جثته ألقيت في البحر، مقرا بأن السلطات الليبية كذبت حين قالت إنه غادر ليبيا.

وقبل عام تقريبا من صدور هذين التصريحين، وضعت السلطات اللبنانية يدها على "هانيبال"، نجل "القذافي" في عملية بوليسية، حيث استدرج من سوريا واعتقل نهاية عام 2015، ولا يزال في محبسه بعد أن سُلم إلى السلطات الرسمية.

ونقلت وسائل الإعلام عن "هانيبال" قوله في جلسات التحقيق، إن "عبدالسلام جلود"، الذي كان يعرف لفترة طويلة بأنه الرجل الثاني في نظام "القذافي"، هو العقل المدبر لجريمة "اغتيال الصدر"، بهدف توريط ليبيا.

وحمّل "هانيبال القذافي" فيما نسب إليه، المسؤولية الرئيسية عن اختطاف وتغييب "الصدر"، اثنين من المسؤولين الليبيين السابقين وهما، "عبدالسلام جلود"، المقيم في إيطاليا، ورئيس الاستخبارات الليبية وزير خارجية "القذافي" في آخر أيامه "موسى كوسا" المقيم على الأرجح الآن في قطر.

وروى نجل "القذافي" السجين في لبنان أيضا أن عسكريا ليبيا يجهل اسمه و"موسى كوسا" وشخصا ثالثا انتحلوا هوية "الصدر" ورفيقيه.

وأضاف أنهما سافرا إلى إيطاليا، في إشارة إلى رواية تقول إن 3 عملاء للاستخبارات الليبية تنكروا بزي "الصدر" ورفيقيه، وسافروا إلى روما ودخلوا أحد الفنادق وتركوا أمتعة "الصدر" ورفيقيه وثيابهم التي تنكروا بها ثم غادرو إيطاليا بهويات أخرى.

يذكر أن "موسى الصدر"، الشخصية الدينية اللبنانية الشيعية البارزة، ومؤسس حركة "أمل" قد وصل إلى ليبيا في زيارة للمشاركة في احتفالات "ثورة الفاتح من سبتمبر"، التي أوصلت "القذافي" إلى السلطة عام 1969.

وأعلنت السلطات الليبية حينها أن "الصدر" ورفيقيه غادروا طرابلس مساء 31 أغسطس/آب على متن رحلة للخطوط الإيطالية متوجهة إلى روما، وعثرت السلطات الإيطالية فيما بعد على حقائب "الصدر" في فندق "هوليداي إن" بروما.

وانتهت تحقيقات القضاء الإيطالي إلى قرار من المدعي العام في روما عام 1979 بحفظ القضية بعد أن تأكد بشكل قطعي أن "الصدر" ورفيقيه لم يدخلوا إلى الأراضي الإيطالية.

ووثق مقطع فيديو بمواقع التواصل الاجتماع، لحظة إنزال عناصر بحركة أمل  العلم الليبي من على سارية أعلام الدول المشاركة في القمة العربية الاقتصادية التى ستعقد في لبنان الشهر المقبل، وتمزيقه، فيما دعا بعضهم لحرقه.

وأثارت  الخطوة غضب الليبيين ، حيث طالبت حكومة الوفاق الليبية المعترف بها دوليا الحكومة اللبنانية بتوضيح عاجل، ودعت جامعة الدول العربية باتخاذ موقف حازم في هذا الصدد، كما أعلنت سحب مشاركتها بالقمة اللبنانية.

وقال الأمين العام لجامعة الدول العربية، "أحمد أبوالغيط"، في بيان، إنه "من غير المقبول حرق أي علم عربي حتى إن كانت هناك اختلافات في الرؤى أو بواعث سياسية تاريخية معينة".

المصدر | الخليج الجديد +متابعات

  كلمات مفتاحية

لبنان ليبيا العلاقات اللبنانية الليبية اختفاء موسي الصدر حركة أمل معمر القذافي القمة الاقتصادية

لبنان.. مذكرة توقيف بحق 10 ليبيين بينهم نجل القذافي

إيران: متابعة ملف مصیر الإمام الصدر ورفيقيه من أهم قضايانا