«أولاند» يجني مكافآت من الخليجيين لموقفه من إيران وسياسته بالمنطقة

السبت 2 مايو 2015 06:05 ص

النهج الصارم الذي تتبناه فرنسا في المحادثات مع إيران وتحليلها المماثل لموقف دول عربية خليجية بشأن الأزمات الإقليمية خلق روابط جديدة استراتيجية في الشرق الاوسط سيتم تعزيزها عندما يحضر الرئيس فرانسوا أولوند قمة لزعماء المنطقة الأسبوع القادم.

وسلط الضوء على هذه العلاقات - التي سعت باريس لتعزيزها منذ أن تولى أولوند السلطة في عام 2012 - يوم الخميس عندما وافقت قطر على شراء طائرات مقاتلة فرنسية الصنع من طراز رافال في صفقة قيمتها 6.3 مليار يورو (سبعة مليارات دولار).

ويسافر أولوند الى الدوحة في الرابع من مايو/أيار لتوقيع العقد قبل أن يتوجه إلى الرياض بناء على دعوة من الملك سلمان لحضور قمة دول مجلس التعاون الخليجي في سابقة هي الأولى لزعيم غربي حيث يتصدر جدول أعمال القمة قضايا مثل التدخل الذي تقوده السعودية في اليمن والحرب الأهلية في سوريا.

وقال دبلوماسي فرنسي كبير "إنها مهمة بالنسبة لنا لأنها تبين تقدير دول الخليج لاختياراتنا الاستراتيجية فيما يتعلق بإيران وسوريا والقتال ضد الدولة الإسلامية."

وأضاف "لقد أظهرنا أنه يمكن الاعتماد علينا كشريك لا يتهرب من مسؤولياته في المنطقة."

وتمسكت فرنسا - التي تملك حق النقض (الفيتو) في مجلس الأمن - بشروط صارمة بشأن إيران في أي اتفاق لتخفيف العقوبات على طهران مقابل مراقبة وتقليص برنامجها النووي.

كما انتقدت بشدة واشنطن قبل نحو عامين لتراجعها في اللحظة الاخيرة عن قصف سوريا بشان استخدام اسلحة كيماوية وهو قرار أغضب دول الخليج العربية.

وفرنسا جزء من تحالف تقوده الولايات ضد تنظيم الدولة الاسلامية في العراق وتنشر آلاف الجنود في غرب افريقيا يقاتلون جماعات مرتبطة بتنظيم القاعدة وتحتفظ بقوة بحرية متمركزة في الامارات.

القدرة على التحرك

تأتي زيارة أولوند قبل عشرة أيام من سفر زعماء الخليج الى الولايات المتحدة لحضور قمة مع الرئيس الأمريكي باراك أوباما.

وقال فرانسوا هيسبورج المسؤول السابق بوزارة الدفاع والمستشار الخاص في مؤسسة الابحاث الاستراتيجية ومقرها باريس "تشتهر فرنسا بأنها أكثر صرامة من الأمريكيين في المفاضات مع إيران وهذا يمكن أن يرضي السعودية."

وقال "أظهرت أنها تملك رؤية إقليمية وقادرة على التحرك حيثما وعندما تشعر أن ذلك ضروري" مضيفا أن النية ليست تهميش الولايات المتحدة وإنما تذكير واشنطن بأنها ليست وحدها في العالم.

وبدأ تحول باريس نحو دول الخليج - أولا في عهد الرئيس نيكولا ساركوزي والآن في عهد أولوند - يؤتي ثماره.

وخلال العام الماضي أبرمت باريس عقودا عسكرية تزيد قيمتها على 15 مليار دولار في المنطقة. وقال مسؤولون إن قمةالرياض ستشهد المزيد من المحادثات الثنائية بين فرنسا ودول منفردة بشأن العلاقات التجارية.

وقال اريك ترابييه الرئيس التنفيذي لشركة داسو التي تصنع الطائرات رافال "أصدقاؤنا الأمريكيون منافسون أشداء وتتسم دبلوماسيتهم بكفاءة شديدة لكن فرنسا تعرض دبلوماسية بديلة."

وقال ترابييه "لديها مصالح استراتيجية وثيقة مع بعض الدول ومع تقديم طائرة مقاتلة جيدة فإن الحظ سيكون مواتيا" مضيفا أن هناك محادثات مع دول خليجية أخرى لبيع طائرات مقاتلة.

 

  كلمات مفتاحية

فرنسا فرانسوا أولوند جني مكافآت دول الخليج إيران سياسة فرنسا الشرق الأوسط

«أولاند» يحل «ضيف شرف» على قمة مجلس التعاون الخليجي

تسريبات فرنسية عن خلافات بين السعودية والأردن

ملك الأردن ووزير دفاع فرنسا يبحثان التصدي لخطر الإرهاب

الملك «سلمان» يبحث هاتفيا مع «أوباما» و«أولاند» تطورات الأوضاع في اليمن

الرئيس الفرنسي يندد بزيارة برلمانيين لـ«بشار الأسد» .. ومسؤول أمريكي سابق يزور دمشق

«الملك سلمان»: «عاصفة الحزم» حققت أهدافها .. ولا دور لـ«الأسد» في مستقبل سوريا

فرنسا تسعى لإبرام صفقات بمليارات اليورو مع السعودية ”سريعا“

فرنسا تخترق التحالفات التقليدية لمجلس التعاون

إعادة رسم خريطة المشرق