لاجئون إيغور يكشفون فظائع معسكرات الاعتقال الصينية

الاثنين 21 يناير 2019 02:01 ص

أجرت شبكة "سي إن إن" الإخبارية الأمريكية تحقيقا حول ما يتعرض له مسلمو الإيغور في معسكرات الاعتقال الصينية.

وتحدثت الشبكة مع الإيغورية "ميهيغول تورسون" التي تعيش مع طفليها في ولاية فيرجينا.

وقالت اللاجئة التي كانت من مواطني الصين إنها في عام 2015 أنجبت 3 توائم في مصر حيث كانت تعيش وتعمل، وبعد شهر فقط سافرت مع أطفالها إلى موطنها شينغيانغ وهي منطقة في غرب الصين.

وتابعت: "في المطار احتجزتها الشرطة الصينية وأخذت أطفالها منها، وعندما سألت "أين أطفالي؟ أعطوني أطفالي، قاموا بوضع شريط لاصق على فمها". 

وقالت "ميهيغول" إن الشرطة اعتقلتها وحققت معها لثلاثة أشهر، وفي يوم إطلاق سراحها ذهبت لرؤية أطفالها في مستشفى بمدينة أوروميتشي، وعندما ذهبت هناك سألت الطبيب هل بإمكاني أخذ أطفالي، قال: نعم لقد مات، نظرت إليه وقلت ماذا تعني أنه مات، قال لي مات ابنك في السادسة صباحا".

وتابعت: "لم أصدق الأمر وصرخت لماذا قتلتم ابني، فقال لي إذا صرخت فسأتصل بالشرطة.. توقفي ابقي صامتة بعدها أعطوني ابني.. كان باردا جدا، سألته عن سبب وفاته قال لي أجرينا له عملية لكنه لم يكن قويا لذا لقد مات". 

وتواصلت "سي إن إن" مع مستشفي أوروموتشي للأطفال لكنها لم تتلق أي رد.

وكان الطفلان الآخران اللذان نجيا لديهما ندوب على رقبتهما.

ويقول خبير طبي في "سي إن إن" إن هذا الأمر يشير إلى أنهما تلقيا تغذية عبر الوريد، مثل توأمهما الذي فارق الحياة في وقت كان من المفترض فيه أن يرضعوا.

وقال "ميهيغول" إن وفاة ابنها كان مجرد البداية لكابوس استمر 3 سنوات، حيث سجنت مرتين وتعرضت للتعذيب.

وأضافت" "طرحوا علي أسئلة، وعندما أقول لا أعرف يبدؤون ضربي بشدة".

وأثناء فترة سجنها الثانية، قالت: "كنت في زنزانة مزدحمة مع 50 سيدة أخرى جميعهن من الإيغور وينحدرون من مسقط رأسي شينغيانغ، إحداهن كانت طبيبتي وأخرى معلمتي في المدرسة الإعدادية وأخرى جارتنا، كنت أعرف 80% منهن".

وخلال فترة سجنها، تقول "ميهيغول" إنها رأت زملاءها من المسجونين يموتون في الحجز، وقالت" "في نفس الغرفة رأيت 9 نساء يموتون ويتعذبون سأفقد عقلي".

هي موجودة الآن مع ابنيها في أمريكا وتقوم بإجراءات اللجوء، لكن الأمر ليس سهلا فمعاذ ذو الثلاثة أعوام يعاني نوبات ربو مزمنة ولا يمكنها تحمل تكاليف طبيب الأطفال.

"عرفات إيركين" 21 عاما جاء إلى أمريكا قبل 3 سنوات للحصول على تعليم جامعي ولكن بشكل تدريجي توقف والده عن إرسال رسوم دراسته وتوقف عن الاتصال به، وقال "فقدت الاتصال بعائلتي منذ 2017".

 وفي سبتمبر/أيلول الماضي، وجه "إيركين" هذه المناشدة اليائسة عبر يوتيوب، حيث قال: "تحققت من أن والدي حكم عليه بالسجن 9 سنوات ووالدتي في مخيمات الاعتقال".

ولا يعرف "إيركين" شيئا عن أخيه ذي الـ10 سنوات، ومنح حق اللجوء في أمريكا بسبب الخوف من العودة لوطنه.

وبشكل مماثل فإن العديد من طلبة الإيغور عالقون هنا أيضا فهم مرعوبون لأنهم لا يعرفون ما يجب عليهم القيام به ولا يريدون إعلان اللجوء في أمريكا لأن ذلك ينعكس بشكل سيئ على عائلاتهم.

كما تلقوا رسائل من المنطقة بأن عليهم ألا يعودوا هناك لأنهم سيوضعون بالتأكيد في معسكرات الاعتقال.

وتقول مصادر أمريكية إنه منذ أبريل/نيسان 2017 احتجزت السلطات الصينية إلى أجل غير مسمى 800 ألف شخص على الأقل، وربما أكثر من مليوني إيغوري وكازاخستاني وأفراد من أقليات مسلمة أخرى في معسكرات الاعتقال.

وتحولت بكين من نفي الادعاءات بالاعتقالات الجماعية إلى القول إن السجناء يتلقون تدريبا مهنيا، وأخذت السلطات في الآونة الأخيرة بعض الدبلوماسيين والصحفيين في جولة أُشرف عليها بعناية إلى بعض هذه المرافق، وأخبر بعض المعتقلين الإعلاميين أنه يتم تعليمهم هنا بشكل جيد.

واستنكرت الحكومة الصينية الانتقادات الموجهة إلى سجل حقوق الإنسان الخاص بها، وقالت إن هذه التدابير الوقائية لمكافحة الإرهاب تحمي المزيد من الناس من أن يفترسهم التطرف، بحد مزاعمها.

ومنذ 1949، تسيطر بكين على الإقليم الذي يعد موطن أقلية "الإيغور" التركية المسلمة، وتطلق عليه اسم "شينغيانغ"، أي "الحدود الجديدة".

وتشير إحصائيات رسمية إلى وجود 30 مليون مسلم في البلاد، 23 مليونًا منهم من الإيغور، فيما تؤكد تقارير غير رسمية أن أعداد المسلمين تناهز الـ100 مليون، أي نحو 9.5% من مجموع السكان. 

ويعد معنى الإيغور بحسب تعريفات المؤرخين بأنها الاتحاد والتضامن باللغة الإيغورية حيث يعتبرون من الشعوب التركية كما يشكلون واحدة من 56 عرقية في جمهورية الصين الشعبية.

  كلمات مفتاحية

الصين إيغور مسلمين

"رايتس ووتش" تتهم الصين بارتكاب انتهاكات بحق مسلمي "الإيغور"

الصين تزيد اعتقالات مسلمي الإيغور 730%

إنسايد أرابيا: لماذا تراجعت قطر عن دعم سياسات الصين في شينجيانج؟