استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

التدخل العسكري في اليمن لم يعرقل أي اتفاق

الاثنين 4 مايو 2015 05:05 ص

أثار «جمال بن عمر» مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن والذي استقال بعد فشل مهمته، ثلاث نقاط في إفادته الأخيرة للأمم المتحدة. فقد تحدث عن الأزمة الإنسانية في اليمن، والتي قد تتفاقم بشكل غير مقصود -بحسب تعبير ابن عمر؛ بسبب حظر السلاح المفروض على الحوثيين والقوات الموالية للرئيس المخلوع «علي عبدالله صالح». كما تحدث عن وجود أخطاء متراكمة ومسؤولية جماعية يتحملها كل أطراف النزاع في اليمن أدت إلى فشل جهود السالم.

وأخيراً، والنقطة الأكثر إثارة للجدل، تحدث عن قرب التوصل إلى حل سلمي في اليمن والاتفاق على نقاط سمَّاها بالجوهرية، لولا تدخل السعودية والتحالف العربي الذي أفشل جهود السلام، بحسب تعبير بن عمر. بداية من النقطة الأخيرة، حديث «ابن عمر» عن قرب التوصل إلى تفاهم أفشله التدخل العربي بقيادة سعودية هو محض مغالطة.

فلم يكن اليمن أبعد ما يكون عن تفاهم سلمي لإدارة الانقسام في البلاد منه عندما زحفت القوات الموالية لـ«علي عبدالله صالح» والمتحالفة مع الحوثي لإخضاع عدن بالقوة. ولم يكن دخول صنعاء، واعتقال وزير الدفاع والتعدي على الرئاسة والحكومة من الحوثيين، إلا ذروة الانقلاب على كل التفاهمات السياسية من الاتفاقية الخليجية إلى اتفاقات الحوار الوطنية اليمني، والذي كان الحوثيون جزءاً منه، وأعلنوا موافقتهم على مخرجاته.

فالحديث عن مسؤولية التحالف العربي عن إفشال «عملية السلام» في اليمن، هو محض شماعة يلقي عليها «ابن عمر» وزر فشل مهمته، والتي استمرت أعواماً من دون إحراز أي تقدم ملموس. فكل ما رعاه ابن عمر كان اتفاقات على ورق، سرعان ما ينقلب عليها الحوثي وحليفه صالح، واللذان كانا يستغلان المفاوضات؛ لكسب الوقت وفرض تمددهم وهيمنتهم بالقوة على الأراضي اليمنية.

إن كان من شيء أفشله التدخل العربي في اليمن، فهو أنه عرقل هيمنة الحوثي وحليفه صالح على اليمن، من خلال إخضاع جميع القوى السياسية بقوة السلاح، والانقلاب على كل التفاهمات السياسية.

الحوثيون اليوم، باتوا يتصرفون وكأنهم الممثل للدولة اليمنية. فعلى سبيل المثال، أعلن الحوثيون أخيراً ملاحقتهم لقرابة 39 شخصية يمنية عامة بتهم تتعلق بالمساس باستقلال اليمن ووحدة أراضيه؛ بسبب دعم هؤلاء لشرعية الرئيس «هادي».

النقطة الثانية في حديث «ابن عمر»، وهي مسؤولية جميع الأطراف عن فشل عملية انتقال السلطة في اليمن، وأن الفشل جاء بسبب أخطاء وتراكمات عدة، فهو حديث من يرفض أن يضع اللوم على أحد. فعندما يقول كل الأطراف شاركت في إفشال مهمة الأمم المتحدة فهذا هروب من لوم المتسبب الفعلي. كل سياق الأحداث منذ 2011؛ يثبت أن من أفشل الاتفاقية الخليجية هو «علي عبدالله صالح» وطموحاته بالعودة إلى السلطة وتوريثها إلى ابنه «أحمد». وما تحالفه مع خصمه اللدود الحوثي إلا جزء من هذه الطموحات. وما تمدد الحوثي على الأرض من دماج إلى عمران إلى صنعاء، وحتى محاولات دخول عدن وتعز، إلا تأكيداً صارخاً على مسؤولية الحوثي وصالح عما يحدث في اليمن، وعرقلة كل الاتفاقات والتفاهمات الخليجية واليمنية-اليمنية.

لا يعني هذا أن الرئيس هادي أو أن تفاصيل التفاهمات السياسية اليمنية لم تكن إشكالاً، لكنه يعني وجود مسؤول عن الفشل يتمدد على الأرض بقوة السلاح، ويلاحق أعضاء الحكومة اليمنية ويعتقلهم ويضطرهم إلى الهرب، على رغم أنه شريك على طاولة الحوار، وموافق على مخرجاته.

وحديث «ابن عمر» هنا يتناقض بشكل مباشر مع تصريح الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، والذي تحدث بشكل صريح وواضع عن إفشال الحوثيين للتفاهمات الأممية في اليمن. يقول: «محاولات الحوثيين وحلفائهم الاستحواذ على الأراضي بالقوة، وتقويض سلطة الحكومة الشرعية يشكلان انتهاكاً واضحاً لقرارات مجلس الأمن والتزامات الأطراف في العملية السياسية التي تسهلها الأمم المتحدة».

ويضيف: «المحاولات المستمرة للحوثيين للسيطرة على السلطة والجماعات المسلحة المتحالفة معهم قد حولت الأزمة السياسية إلى صراع عنيف قد يؤدي إلى تداعيات إقليمية عميقة وطويلة الأمد». فهنا خطاب واضح وصريح من رأس المؤسسة التي يتحدث ابن عمر باسمها، يحمِّل الحوثي وحلفاءه المسؤولية كاملة في تردي الأوضاع في اليمن.

الجزئية الأولى التي تحدث عنها «ابن عمر»، وهي المأساة الإنسانية، هي نقطة حق. بغض النظر عن كون مغالطة ربط الأزمة الإنسانية في اليمن بقرار الأمم المتحدة حول حظر تسليح الحوثيين. بحكم أن اليمن يعاني من أزمة إنسانية خانقة في ما يتعلق بالحياة الأساسية من ماء وغذاء ووقود، وهذا منذ أعوام وقبل الحظر على الحوثيين، وقبل بداية العمليات العسكرية العربية.

لكن العمليات العسكرية أسهمت في تعقيد الأوضاع الإنسانية، وهنا مسؤولية مباشرة للتحالف لوضع خطط طارئة لمواجهة الوضع الإنساني المعقد على الأرض. فهناك في اليمن مستشفيات محرومة من الوقود والكهرباء، وهناك نقص حاد في الأدوية والمستلزمات الطبية. وهناك عشرات الآلاف من اليمنيين النازحين في بلادهم جراء الصراع المسلح، كما يوجد قرابة 10 ملايين إنسان يعانون من تهديدات جدية تتعلق بالغذاء والماء.

هذه الأزمة الإنسانية الحادة يجب أن تكون لها الأولية اليوم، وأن تعالج بشكل عاجل. وخطوة المملكة المهمة بصرف 274 مليون دولار كمساعدات إنسانية لليمن، والسماح للهيئات الإغاثية الأسبوع الماضي بإدخال مئات الأطنان من المساعدات الغذائية والدوائية. يجب أن تكون نواة لعمل أوسع لتدارك المأساة الإنسانية في اليمن.

* بدر الراشد كاتب سعودي 

 

  كلمات مفتاحية

اليمن جمال بنعمر التدخل العسكري اتفاقات يمنية الحوثي الأزمة الإنسانية

«بنعمر»: حظر السلاح على «الحوثيين» يعرقل المساعدات! .. ومغردون يردون: ”كذاب“

«نيويورك تايمز»: التدخل العسكري في اليمن أدي إلى «كارثة»

كيف ترى النخب السعودية الحرب في اليمن؟

أوكسفام: الحرب والحصار يهددان اليمن بكارثة إنسانية

الأمم المتحدة: الصراع يدفع اليمن نحو كارثة إنسانية

نقاط واشنطن الست حول اليمن

اليمن: التدخل البري سيسرع حسم المعركة ويقلل فاتورة الحرب