اليمن: التدخل البري سيسرع حسم المعركة ويقلل فاتورة الحرب

الأحد 10 مايو 2015 05:05 ص

يرى العديد من المحللين العسكريين أن الدعوة التي قدمتها السلطة الشرعية اليمنية إلى مجلس الأمن لإصدار قرار للتدخل البري بشكل عاجل في اليمن لم تكن من فراغ، وإنما نابعة من قراءة واقعية لمجريات الأحداث على الأرض.

وقالوا إن «الضربات الجوية لقوات التحالف العربي في اليمن حققت الكثير من الأهداف المرجوة منها ولكنها لن تحسم المعركة على الأرض إلا بالتدخل البري». 

وأوضحوا أن العمليات العسكرية الجوية لـ «عاصفة الحزم» وإعادة الأمل أسهمت في القضاء على مكامن القوة ومصادر التهديد عند الحوثيين وقوات الرئيس السابق علي صالح، غير أنها لم ولن تحسم المعركة على الأرض، نظرا ﻻستماتة ميليشيات الحوثيين وقوات صالح في اثبات قدرتهم على الصمود وتحقيق مكاسب عسكرية ولو صورية. 

وأشاروا إلى أن المسلحين الحوثيين استفادوا من الضربات الجوية للتحالف العربي عليهم برفع معنويات مقاتليهم بتصوير المعركة بأنها بين اليمن والسعودية ودفعوا بأعداد كبيرة منهم إلى محافظات عدن وتعز ومأرب وشبوة والضالع للمشاركة في المواجهات العسكرية هناك، حققوا في بعض هذه المعارك مكاسب عسكرية كما حصل في عدن نظرا لعدم التكافؤ العسكري بينهم وبين رجال المقاومة محدودي العتاد الحربي والخبرة العسكرية. 

ورغم الضربات الجوية المدمرة لقوات التحالف الا أن المسلحين الحوثيين استطاعوا تجاوزها وتمكنوا من تحقيق هذه المكاسب العسكرية والتغلغل في أعماق مدينة عدن نظرا لعدم اكتراثهم بحجم فاتورة الخسائر البشرية سواء من مقاتليهم أو من المدنيين، كما أن استماتتهم في السيطرة على محافظة عدن لما لها من ثقل سياسي كعاصمة مؤقتة للبلاد وكمقر للقيادة الشرعية. 

وذكر عسكريون ان اختلال موازين القوى على الأرض لعب دورا مهما في تغيير المعادلة العسكرية في محافظة عدن، غير أنه لم يكن كذلك في محافظات مأرب وشبوة وتعز وغيرها حيث حققت قوات المقاومة الشعبية مكاسب عسكرية واضحة على الأرض نظرا لما تمتلكه من مخزون جيد من العتاد العسكري المتوسط والثقيل بالإضافة إلى الخبرة العسكرية التي يتمتع بها رجال المقاومة نظرا لمشاركة قوات من وحدات الجيش في المواجهات المسلحة مع الميليشيات الحوثية. 

ويعتقد العديد من المحللين ان المواجهات العسكرية الجارية في عدن وتعز على أقل تقدير لن تحسم بشكل كلي لصالح المقاومة الشعبية دون التدخل البري، حيث تحتاج محافظة عدن بشكل عاجل إلى اسناد عسكري بري وسلاح نوعي نظرا لقلة الخبرة العسكرية لدى رجال المقاومة فيها وندرة السلاح النوعي والثقيل.

ويرون أنه كلما تأخر التدخل البري في عدن كلما ارتفعت فاتورة الحرب وازدادت الخسائر على الأرض، البشرية منها واللوجستية، بدليل انه لو تزامنت «عاصفة الحزم» و»إعادة الأمل» بعمليات برية في عدن لما تمكنت الميليشيات الحوثية وقوات صالح من التغلغل في أحياء ومناطق المدينة واجتياحها الواحدة بعد الأخرى. 

وأكدوا أن محافظة عدن أصبحت منطقة منكوبة بكل المعاني، إنسانيا وعسكريا، وبالتالي هي في أمس الحاجة إلى التدخل البري العاجل، وتطهير مناطقها من الميليشيات الحوثية وإعادة السكينة إليها وتوفير مناطق آمنة فيها لتلقي المساعدات الإنسانية والدعم العسكري ولتكون منطلقا للمقاومة الشعبية في كل أرجاء البلاد وعاصمة مؤقتة لسلطتها الشرعية. 

ويشدد البعض على ضرورة موازاة التدخل البري في عدن بعمليات برية نوعية في محافظة تعز القريبة منها، عبر تحرير ميناء المخا التابعة لها وحمايتها من المسلحين الحوثيين وتطهير الطريق المؤدية منها إلى مدينة تعز، بحيث تصبح ميناء المخا منفذا لدخول المساعدات الإنسانية والدعم العسكري الخارجي لمحافظة تعز، والتي يمكن أن تكون منطلقا لتطهير المناطق القريبة منها كمحافظة لحج والضالع وإب والحديدة وأيضا حماية المداخل البرية إلى محافظة عدن. 

الواضح ان دول التحالف تخشى من فاتورة الخسائر البشرية في حال التدخل البري في اليمن رغم أن عملياتهم العسكرية الجوية فيه قد تجاوزت أربعين يوما، في حين أن خبراء عسكريين يرون أن هذه المخاوف قد تكون منطقية في حال كان التدخل البري في المناطق الجبلية الشاهقة في الشمال، بينما ﻻ مخاوف البتة من التدخل البري في المناطق الساحلية والسهلية مثل محافظات عدن ولحج وتعز والحديدة، والتي قد تختصر قوات التحالف الخسائر المادية وتختزل الزمن لحسم المعركة بشكل أسرع فيما لو تدخلت عسكريا في هذه المناطق التي من المفترض أن تتحول إلى قاعدة صلبة ونقطة انطلاق لتحرير بقية المناطق ومنطقة محررة لاقامة الحكومة المصغرة فيها بشكل مؤقت قبل تحرير كامل البلاد من الميليشيات الحوثية. 

يرى الكثير من السياسيين ان الحرب الجوية أصبحت أداة لتدمير البنية التحتية في اليمن أكثر منها وسيلة لتحقيق انتصارات عسكرية ضد الحوثيين وقوات صالح، وبالتالي اذا انتهت هذه العمليات العسكرية لقوات التحالف دون اﻻطاحة بسيطرة صالح والحوثيين على اليمن، فإن كل الجهود العسكرية لدول التحالف والمقاومة الشعبية ستذهب هدرا وستعجز هذه الدول حتى عن تحقيق وعودها بإعادة بناء ما دمرته هذه الحرب من بنية تحتية في مختلف أرجاء اليمن. 

قد تكون المخاوف من الخسائر البشرية موضوعية في حال التدخل البري، ولكن الواقع يكشف أنه أيا كانت الخسائر البشرية فإنها ستكون حربا خاطفة وخسائرها (دفعة واحدة) أفضل من الخسائر الطويلة الأمد (بالتقسيط). فطول أمد المعركة يفقد الحماس لدى المحاربين ويضاعف حجم المآسي الإنسانية لدى السكان.
الشارع اليمني برمته يعاني حاليا أشد المعاناة من نقص المواد الغذائية والتموينية والمياه والمشتقات النفطية والخدمات، وقد انتهى كل المخزون من هذه المواد في الأسواق وأصبح السكان غير قادرين على تحمل المزيد من المعاناة جراء نقص بل وانعدام هذه المواد الأساسية من الأسواق والتي يتعمد الحوثيون في مضاعفة هذه المعاناة الإنسانية على السكان لاحراج قوات التحالف العربي ومحاولة إجبارها على ايقاف ضرباتها الجوية. 

وأيا كانت النتائج على الأرض في الوقت الراهن وحجم الخسائر المادية والبشرية التي تكبدتها الميليشيات الحوثية وقوات صالح خلال الأسابيع الماضية فإن الشارع اليمني أصبح تحت ظروف الحرب يعاني الموت البطيئ جراء الحصار ونقص المواد الغذائية رغم قناعته بالضرورة الملحة لهذه الحرب للقضاء على التمدد الحوثي بقوة السلاح. 

ويرى بعض المراقبين أنه وفقا لكل المعطيات على الأرض في أغلب مناطق الصراع المسلح في اليمن أصبح التدخل البري الضرورة التي ﻻ بد منها مهما كانت التكلفة حتى تحقق العمليات العسكرية أهدافها بأقل وقت وربما بأقل خسائر بشرية.

 

  كلمات مفتاحية

اليمن الحصار نقص الغذاء التمدد الحوثي عاصفة الحزم عدن الحوثيين مجاعة

السعودية في اليمن: حنطة وزوان

منسق الأمم المتحدة: الضربات التي تقودها السعودية في اليمن تخرق القانون الدولي

أما آن لهذه الحرب أن تضع أوزارها؟

التدخل العسكري في اليمن لم يعرقل أي اتفاق

«الفاو»: نحتاج 8 مليون دولار بشكل عاجل لإنقاذ 11 مليون يمني من خطر المجاعة

وزير الخارجية اليمني يطالب بتدخل بري عربي في أقرب وقت ممكن

مصدر سعودي: «عاصفة الحزم» قد تشمل تدخلا بريا ... وإيران تسعى لـ”استعادة السيطرة“

أما آن لهذه الحرب أن تضع أوزارها؟

السعودية في اليمن: حنطة وزوان