جنوب السودان يدعم خصمه القديم رافضا تنحي البشير

الخميس 24 يناير 2019 06:01 ص

تلقى الرئيس السوداني "عمر البشير"، الذي يواجه احتجاجات متواصلة للشهر الثاني على التوالي تطالبه بالتنحي، تأييدا من خصومه في الجنوب.

وقال وزير النفط في جنوب السودان "حزقيال لول جاتكوث"، "عندما تتشابك مصالحك إلى هذا الحد، فأنت مثل أحد توأمين ملتصقين".

وأضاف: "بالنسبة لنا، الحل ليس خلع البشير، الحل هو تحسين الاقتصاد".

والإثنين الماضي، قفز "جاتكوث" ونظيره السوداني فوق بقرة مذبوحة ضمن مراسم الترحيب التقليدية بمناسبة بدء زيادة الإنتاج في حقل الوحدة النفطي بالقرب من الحدود المشتركة بين البلدين.

وحصل جنوب السودان على الاستقلال عن السودان في عام 2011 بعد عقود من المعارك الضارية التي شهدت عمليات تطهير عرقي.

ويأتي التقارب بين الشمال والجنوب فيما يموج السودان باحتجاجات عنيفة تطالب بنهاية لارتفاع الأسعار ولحكم "البشير" المتواصل منذ 30 عاما. 

ويخشي البعض من أن يعصف سقوط الشمال في هوة الفوضى باتفاق السلام المحلي والذي ساعدت الخرطوم في التوصل إليه.

وتحصل الخرطوم على ما يتراوح بين تسعة و 11 دولارا تقريبا عن كل برميل نفط من جنوب السودان يتدفق عبر خط الأنابيب الذي تملكه.

وقال كبير المحللين لدى مجموعة الأزمات الدولية "آلان بوسويل"، لـ"رويترز"، "كان كل من الطرفين يسلح متمردين مسلحون ضد الآخر...  لقد تغير الزمن".

وللمرة الأولى يثق زعماء جنوب السودان في الشمال إذ يدركون أن "البشير" يحتاج لنفطهم. وقال وزير النفط "جاتكوث" إن الخرطوم ساعدت في إصلاح الآبار المعطوبة في الجنوب.

وقال "ماجاك داجوت" الذي كان نائبا لرئيس المخابرات السودانية قبل الاستقلال ثم عمل نائبا لوزير الدفاع في جنوب السودان: "إذا دعمتم البشير فلن تتوقف الاحتجاجات... أطيحوا به وسيأتي الإسلاميون".

ويرى "داجوت" أن هذا يثير قلق الجنوبيين نظرا لمتاخمة السودان لمصر وليبيا وقربه من اليمن وكل الدول التي ينشط فيها تنظيم "الدولة الإسلامية". 

وقال الناشط "أمجد فريد الطيب" المتحدث باسم حركة (التغيير الآن): "ربما كان البشير عدوهم في الماضي لكن حدث الكثير من التغييرات ليصبح أقرب الآن... لا أظن أنهم سيدعمون حقا الإطاحة به من السلطة".

ومع الأخذ في الاعتبار أن حكومة جديدة في الخرطوم قد تكون أقل ودا، تحرص السلطات في جنوب السودان على ألا تبدي أي مؤشر على تشجيع المحتجين.

وأرسل رئيس جنوب السودان "سلفا كير" وفدا رفيع المستوى إلى الخرطوم تعبيرا عن التضامن.

ووفق مصادر خاصة تحدثت لـ"الخليج الجديد" قبل أيام، بحث "سلفا كير"، مع نظيره المصري "عبدالفتاح السيسي"، الأسبوع الماضي، سيناريو سقوط "البشير" ومدى إمكانية تنحيه عن الحكم.

وتتشارك القاهرة وجوبا المخاوف من استمرار الاحتجاجات ضد نظام "البشير"، وإمكانية خروج الأمور عن السيطرة، لاسيما مع وقوع عشرات القتلى والجرحى في صفوف المتظاهرين.

  كلمات مفتاحية

عمر البشير جنوب السودان حزقيال لول جاتكوث النفط الاحتجاجات السودانية

أكبر دعوة للحشد منذ بدء احتجاجات السودان تنطلق اليوم

رئيس الأمن السوداني: مندسون بالاحتجاجات قتلوا المتظاهرين.. والحراك يقل

خاص.. مصر وجنوب السودان تبحثان سيناريو سقوط البشير

الحزب الحاكم بالسودان: لا نية لتغيير الحكومة حاليا

الصادق المهدي: البشير يجب أن يرحل