أكد خبير اقتصادي، الخميس، أن التوقعات تؤشر إلى أن 2019 سيكون عاما سيئا لأسواق المال، وأن 2020 سيكون أسوأ، في ظل أوجه تشابه عديدة بين أوضاع الأسواق المالية حاليا وبين نظيراتها في مطلع الألفية، عندما سادت موجة خروج المستثمرين من أسهم التكنولوجيا، التي سميت إعلاميا بـ "فقاعة الدوت كوم". 

ويرى الرئيس التنفيذي لشركة مورغان كريك كابيتال مانجمنت "مارك يوسكو"، أن مؤشرات هبوط أسواق المال بدأت في 21 سبتمبر/أيلول من العام الماضي، في إشارة إلى اليوم الذي سجل فيه مؤشر ستاندارد آند بورز 500 أعلى مستوى قياسي له، وفقا لما نقلته شبكة CNN.

وانخفضت الأسهم الأمريكية، بحسب المؤشر، بنحو 20% بين الخريف الماضي وعشية عيد الميلاد.

ولذا يؤكد "يوسكو" أن استنتاجات يناير/كانون الثاني من عام 2001 بأن الأسوأ قد انتهى بعد انتعاش وول ستريت مجددا، ، لم تكن حقيقية.

ويعتقد الخبير الاقتصادي أن أسعار الأسهم في سوق الأوراق المالية مرتفعة للغاية وستتراجع في النهاية بين 40% إلى 50% على الأقل من أعلى مستوياتها على الإطلاق، مضيفا: "سهم أمازون به فقاعة، السهم مخيف للغاية، وسهم نيتفليكس أسوأ منه".

وتابع: "أحد الاختلافات الجوهرية بين الوضع الحالي وبين فقاعة الدوت كوم هو أن معظم أسهم التكنولوجيا الشائعة اليوم مربحة، بالإضافة لارتفاع الاستثمار غير الفعال، فعلى مدى العقد الماضي تدفقت الأموال الرخيصة إلى الصناديق لتتداول في البورصة متبعة المؤشرات بشكل أعمى"

وحذر الخبير الاقتصادي من أن هذا الوضع كان مُربحا خلال أوقات الازدهار "لكنه يمكن أن يأتي بنتائج عكسية عندما يتدافع المستثمرون للخروج من السوق في وقت واحد" حسب قوله.

بداية خادعة

ورغم أن المستثمرين عادوا مجددا إلى أسهم شركات التكنولوجيا في 2019، مع تراجع المخاوف من ركود وشيك بسبب تحسن التقارير الاقتصادية، والاقتراب من حل للحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين، إلا أن "يوسكو" يعتبرها "بداية خادعة".

واتجه الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي لعدم رفع الفائدة من جديد، وارتفع مؤشر داو جونز بنحو 400 نقطة، حيث لامس أعلى مستوياته في شهرين، مع اقتراب الكونغرس والبيت الأبيض من التوصل إلى اتفاق لتفادي تكرار إغلاق الحكومة، لكن بنك يو بي اس حث المستثمرين المتوترين، في تقرير نشره الأسبوع الجاري، على عدم تسييل أسهمهم، ونصحهم بأن ينظروا على المدى الطويل مع الأخذ في الاعتبار التحوط من محافظهم الاستثمارية.

وفي هذا الإطار، كتب كبير مسؤولي الاستثمار في يو بي إس جلوبال مانجمنت "مارك هيفيل": "لا نعتقد أن الركود أو الانكماش وشيك، مع ذلك ينبغي على المستثمرين أخذ حذرهم والاستعداد للفترة المقبلة من تقلبات السوق".

كما توقع "يوسكو" أن يخسر مؤشر ستاندارد آند بورز 500 بين 13% إلى 14% هذا العام، قائلا: "الأمر يشبه كرة مطاطية ترتد على مجموعة من السلالم. كلما ارتدت لأعلى كانت نهايتها أسوأ".

ومثلما كان 2002 أكثر الأعوام إيلاما مع انفجار فقاعة الدوت كوم، حيث انخفض مؤشر ستاندرد آند بورز 500 بنسبة 23%، يرى "يوسكو" أن عام 2020 سيكون مشابها، مع تضخم الديون المستحقة مع اقتراب 2020.

ولا يعتقد الخبير الاقتصادي الدولي أن محاولات البنوك المركزية العالمية لإنقاذ الموقف ستكون مجدية، كما جرى خلال الأزمة المالية عام 2008؛ "لأن الاحتياطي الفيدرالي ونظراءه الأجانب لن تكون لديهم ذات القدرة هذه المرة، في ظل أسعار الفائدة المنخفضة للغاية وميزانيات البنوك المركزية متضخمة" حسب قوله.