وفاة الرئيس التركي الأسبق «كنعان إفرين» قائد أول انقلاب دموي في البلاد

الأحد 10 مايو 2015 07:05 ص

توفي الرئيس التركي الأسبق الجنرال «كنعان إفرين» أمس السبت عن عمر ناهز 97 عاما، في الأكاديمية الطبية العسكرية التي كان يعالج فيها بالعاصمة أنقرة.

وفاة «إفرين»، جاءت إثر تعرضه، في وقت سابق أمس، لفشل في وظائف عدد من الأعضاء ناجم عن الشيخوخة، حيث نُقل إلى وحدة العناية المركزة، ووضع على جهاز التنفس الصناعي، لكنه فارق الحياة رغم كل المحاولات الطبية لإنعاشه.

ووُلد «إفرين» عام 1917 في ولاية مانيسا غربي تركيا، وأتم مراحله التعليمية المختلفة في عدد من المدن، حتى تخرج من الثانوية العسكرية في «مال تبه»، ثم تخرج عقب ذلك من المدرسة الحربية البرية عام 1938، ثم الأكاديمية الحربية عام 1949.

تقلد «إفرين» العديد من الوظائف والمناصب داخل القوات المسلحة التركية كضابط للمدفعية والأركان، حيث تولى قيادة شعبة العمليات والتدريب في اللواء التاسع، الذي شارك في الحرب الكورية ما بين 1950-1953، ثم رئاسة أركان اللواء.

وتسلم منصب قائد الجيش والقوات البرية، ثم عُين بعدها رئيسًا لهيئة الأركان العامة في 7 مارس/آذار 1978.

وعقب الانقلاب الذي قاده في 12 سبتمبر/أيلول 1980، جمع الرئيس الراحل إلى جانب مناصبه السابقة، رئاسة مجلس الأمن القومي، ورئاسة الدولة.

وحل «إفرين» البرلمان والحكومة، في بيان وقعه بصفته رئيس مجلس الأمن القومي، بدعوى أن أجهزة الدولة الرئيسية أصبحت معطلة، والأحزاب السياسية تتصارع فيما بينها بلا طائل، والبلاد على حافة الحرب الأهلية.

وأصبح «إفرين» رسميًا الرئيس السابع للجمهورية التركية في التاسع من نوفمبر/تشرين الثاني 1982 من خلال الدستور الذي تم إقراره في استفتاء شعبي بتاريخ 7 نوفمبر/تشرين الثاني من العام نفسه، واستمرت ولايته الرئاسية حتى التاسع من الشهر ذاته عام 1989.

وعقب الانقلاب فرض العسكر، بعد تولي «إفرين» رئاسة الجمهورية، دستورًا جديدًا عام 1982، يفتقد إلى القيم الديمقراطية العالمية، ويكرس هيمنة الجيش على السلطة، ويوسع من صلاحياته، ومازال مطبقًا إلى اليوم رغم إدخال تعديلات ديمقراطية كثيرة عليه.

ونتيجة إقرار استفتاء شعبي في 12 سبتمبر/أيلول 2010، جرى إلغاء مادة مؤقتة في الدستور التركي كانت تحول دون محاكمة المسؤولين عن الانقلاب، أعقب ذلك تقديم لائحة اتهام في 2011، بحق «إفرين»، وقائد القوات الجوية الأسبق الفريق أول المتقاعد «علي تحسين شاهين كايا»، الوحيد الباقي على قيد الحياة من أعضاء مجلس الأمن القومي آنذاك.

وقضت محكمة الجنايات العاشرة في أنقرة بالسجن المؤبد على «إفرين»، و«كايا»، في 18 يونيو/حزيران من العام الماضي، على خلفية قيادتهما الانقلاب العسكري الذي شهدته تركيا بتاريخ عام 1980، كما صدر قرار بخلع رتبتيهما العسكرية.

ولم يصدر القرار النهائي بعد بشأن الطعن الذي تقدم به محامو «إفرين» و«كايا» على الحكم الصادر بحقهما.

وحملت المحاكمة أهمية رمزية بالنسبة للحياة السياسية، والديمقراطية في تركيا، حيث حُوكم «إفرين وكايا» بعد مرور أكثر من ثلاثين عامًا على انقلاب 1980، الذي يعتبر الأكثر دموية في تاريخ تركيا، حيث اعتقل خلاله مئات الآلاف من الأشخاص، وحُوكم نحو 250 ألفًا آخرين، كما أُعدم خمسون معتقلًا، ومات العشرات تحت التعذيب في السجون، فضلًا عن فرار عشرات الآلاف من الأتراك الى الخارج.

  كلمات مفتاحية

تركيا انقلاب

«أردوغان» يتهم الإعلام المروج لـ«الإرهابيين» بالاشتراك في قتل المدعي العام

أردوغان: 120 مليار دولار خسائر محاولة الانقلاب في تركيا