لقيت دعوات للاحتجاج على نظام الرئيس المصري "عبدالفتاح السيسي" باستخدام الصفارات والطرق على الأواني استجابة واسعة بين عدد كبير من المصريين، انتقل صداها سريعا إلى "تويتر"، بوسم احتل التريند المصري، ليل الأربعاء/الخميس، حمل اسم (#اطمن_انت_مش_لوحدك).
وكان الإعلامي "معتز مطر"، قد أطلق دعوة عبر قناة "الشرق" الفضائية، التي تبث من تركيا، دعا فيها المصريين الرافضين لنظام "السيسي" وسياساته، إلى التعبير عن غضبهم باستخدام الصفارات والطرق على الأواني، في ساعة محددة من ليل الأربعاء، مطلقا على الحملة شعار "اطمن انت مش لوحدك"، وهو ما تحول إلى وسم تصدر تريند "تويتر" في مصر، وشهد أيضا تفاعلا من ناشطين عرب.
وشارك عدد من المغردين، عبر الوسم مقاطع فيديو أظهرت استجابة واسعة من مواطنين وتفاعلا مع الحملة، حيث خرجوا من النوافذ والشرفات، ومن فوق أسطح البيوت في عدد من المناطق بالقاهرة والمحافظات، مطلقين الصافرات الحقيقية أو الإلكترونية (عبر تطبيق للهواتف الذكية)، بينما فضل آخرون الطرق على الأواني لإحداث جلبة، ليل الأربعاء.
وعبر مغردون عن ابتهاجهم بالتفاعل الملحوظ مع الحملة، ما يدل على عودة المصريين إلى التفاعل مع الحراك ضد "السيسي".
وبث "مطر"، خلال حلقة الأربعاء، عددا من تلك المقاطع التي وردته عبر الوسم.
وبحسب الإعلامي المصري المعارض، فإن أكثر من 25 ألف مقطع فيديو لمصريين شاركوا في الحملة وصلت إلى برنامجه.
وتفاعل مغردون عرب مع الحملة، لاسيما من الجزائر، التي تشهد بدورها هذه الأيام حراكا رافضا لترشح الرئيس "عبدالعزيز بوتفليقة" لولاية خامسة.
وحاول مؤيدون للنظام المصري وأعضاء اللجان الإلكترونية تدشين وسم مضاد، لكنه فشل في تصدر "التريند"، مراوحا بين المركز الثالث والرابع، ولوحظ انتشار دعوات هيستيرية عبر حسابات مؤيدة لتفعيل الوسم المضاد، رافقها حملات إعلامية بوسائل إعلام حكومية وخاصة، الأمر الذي اعتبره مراقبون دليلا على نجاح الحملة المعارضة لـ"السيسي".
يذكر أنه قبيل تصدر هذا الوسم، ظهرت دعوات للنزول إلى ميدان التحرير، وسط القاهرة، والذي شهد التحركات الأولى والكبرى لثورة يناير/كانون الثاني 2011 ضد نظام "حسني مبارك"، واحتل وسم (#راجعين_التحرير) المركز الأول في تريند مصر، قبل أن يتراجع إلى الثاني، مفسحا المجال للوسم الخاص بحملة "اطمن انت مش لوحدك".
وأسهمت حادثة قطار محطة مصر، والتي وقعت صباح الأربعاء، في إعطاء زخم كبير للحملة، حيث سيطرت حالة من الغضب العارم على مواطنين، معظمهم من الشباب، تجاه ما وصفوه بـ"رخص أرواح المصريين" في عهد "السيسي".
لاسيما أن الحادث جاء بعد أيام قليلة من حملة إعدامات نفذتها السلطات المصرية بحق شباب أدينوا باغتيال النائب العام "هشام بركات" في 2015، وهو ما أثار غضبا أيضا، خاصة مع ظهور مقاطع فيديو لهؤلاء الشباب يقفون أمام القاضي الذي حكم عليهم، ليؤكدوا تعرضهم لتعذيب بشع اضطروا معه للاعتراف بما لم يرتكبوه.
