أعلن وزير الدفاع الموريتاني "محمد ولد الشيخ محمد أحمد"، المكنى "ولد الغزواني"، اعتزامه الترشح للانتخابات الرئاسية المقررة في يونيو/حزيران المقبل، في خطوة لم تفاجئ الموريتانيين الذين ينظرون إليه باعتباره الخليفة المعين للرئيس الحالي.

ويعتبر الجنرال المتقاعد "ولد الغزواني" أحد أكثر المقربين والموثوقين للرئيس الحالي "محمد ولد عبدالعزيز" الذي بات يبحث عن خليفة له في ظل المنع الدستوري له من الترشح لولاية رئاسية ثالثة.

وأمام حشد تجاوز 8 آلاف من أنصاره الذين تجمعوا ملعب رياضي، مساء الجمعة، قال "ولد الغزواني": "عليكم جميعا القيام بالهبة اللازمة لجعل هذه الانتخابات نجاحا تاما لتمكيني من تنفيذ البرنامج الطموح المزمع".

وتردد اسم "ولد الغزواني" على نطاق واسع في موريتانيا باعتباره الحليف الأوثق لـ"ولد عبدالعزيز"، الذي يعتزم تسليمه السلطة.

وتعود ثقة "ولد عبدالعزيز" في "ولد الغزواني" إلى أعوام طويلة عندما كان رفيقا ملازما له في الجيش الذي التحق به الأخير عام 1978، كما أنه شارك معه في انقلابين عامي 2005 و2008.

و"ولد الغزواني" المولود في 1956 في بومديد (وسط جنوب) يتحدر من أسرة صوفية. وكان والده زعيما لإحدى الطرق الصوفية.

وكان "ولد الغزواني" يتولى منصب قائد الأركان من 2008 حتى دخوله الحكومة في نوفمبر/تشرين الثاني 2018.

وأشاد الرجل أمام أنصاره المتحمسين بـ"إنجازات هذه العشرية الأخيرة"؛ أي ولايتي "ولد عبدالعزيز"، الذي كانت حرمه بين الحضور في الملعب في مؤشر دعم لوزير الدفاع.

ومن المقرر أن ينهي "ولد عبدالعزيز"، الجنرال السابق الذي وصل إلى الحكم بانقلاب في 2008 ثم انتخب في 2009 و2014، ولايته الثانية في أغسطس/آب 2019.

ونفى "ولد عبدالعزيز" مرارا اتهامات المعارضة له بالسعي للترشح لولاية ثالثة، لكنه أكد أنه سيواصل العمل في المجال السياسي بعد نهاية ولايته.

وقال في نوفمبر/تشرين الثاني إنه لا يمكنه الترشح لولاية ثالثة على التوالي، لكن سيترشح مجددا للرئاسة حال ما يسمح الدستور.

ويقول المعارضون إن "ولد عبدالعزيز" يعتزم الحكم من وراء ستار رفيقه المقرب لدورة رئاسية واحدة يكون بموجبها قد كسر تتالي ولاياته، وذلك قبل أن يعود إلى الواجهة مجددا فور انتهاء رئاسة "ولد الغزواني".

ولم تعلن المعارضة الموريتانية عن مرشح توافقي تتجمع حوله أصواتهم لمواجهة خليفة الرئيس، لكن شخصيات معارضة أعلنت اعتزامها الترشح بشكل متفرق.