يعتزم الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" إلغاء نظام التجارة التفضيلية مع تركيا، والهند، وفقا لما أعلنه مكتب الممثل التجاري الأمريكي.

وأوضح المكتب، في بيان له، الثلاثاء، أن المعاملة التجارية التفضيلية لتركيا جاءت في إطار برنامج سمح لبعض الصادرات بدخول الولايات المتحدة بإعفاء من الرسوم الجمركية، مشيرا إلى أن البلد العضو في حلف شمال الأطلسي (الناتو) لم تعد مؤهلة للمشاركة في البرنامج؛ لأنها "نمت اقتصاديا بشكل كاف".

وأشار إلى أن رفع تركيا من البرنامج لن يسري قبل مرور 60 يوما على الأقل من إخطار الكونغرس والحكومة التركية، على أن يدخل حيز التنفيذ بموجب إعلان من البيت الأبيض.

وأعلن مكتب الممثل التجاري الأمريكي، في أغسطس/آب الماضي، إنه ينظر في مدى استحقاق تركيا المشاركة في البرنامج بعد أن فرضت أنقرة رسوما انتقامية على السلع الأمريكية ردا على فرض رسوم أمريكية على واردات الصلب والألمنيوم التركية.

وشهد الاقتصاد التركي في عام 2018 الكثير من الاضطرابات متأثرا بالرسوم الأمريكية، إضافة إلى فرض واشنطن عقوبات على وزيري العدل والداخلية التركيين متذرعة بعدم الإفراج عن القس الأمريكي "أندرو برونسون" الذي كان يحاكم في تركيا بشأن اتهامات تتعلق بالإرهاب آنذاك، قبل أن يتم إطلاق سراحه في أكتوبر/تشرين الأول الماضي.

وينتهج البيت الأبيض، منذ انتخاب "ترامب" رئيسا، الإجراءات الاقتصادية (التجارية) كأحد أهم أدواته للمساومة السياسية، ما وصل إلى حد الحرب التجارية مع الصين.

وسبق للرئيس الأمريكي أن هدد، في يناير/كانون الثاني الماضي، بـ"تدمير الاقتصاد التركي" إذا هاجمت أنقرة مقاتلين أكرادا في سوريا تدعمهم واشنطن.

وفي سياق متصل، أخطر الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" أعضاء الكونغرس باعتزام إدارته إنهاء نظام التجارة التفضيلية مع الهند  أيضا.

وأوضح "ترامب"، بنص الإخطار الذي نشره البيت الأبيض: "اتخذت هذه الخطوة عقب اتصال نشط بين الولايات المتحدة وحكومة الهند، توصلت من خلاله إلى قرار مفاده أن الهند لم تعط الولايات المتحدة ضمانات توفر للشركات الأمريكية وصولا متساويا ومعقولا في الأسواق الهندية".

وتركيا واحدة من 120 بلدا في نظام التفضيلات المعمم، وهو أقدم وأضخم برنامج أمريكي للمعاملة التجارية التفضيلية، ويستهدف النهوض بالتنمية الاقتصادية في البلدان المستفيدة عن طريق إلغاء الرسوم على آلاف المنتجات.

واستوردت الولايات المتحدة ما قيمته 1.66 مليار دولار في 2017 من تركيا في إطار البرنامج، بما يشكل 17.7% من إجمالي وارداتها من تركيا، وفقا لموقع مكتب الممثل التجاري الأمريكي على الإنترنت.

أما الهند فهي أكبر مستفيد في العالم من برنامج نظام الأفضليات المعمم الذي يُطبق منذ سبعينات القرن الماضي، وسيكون إنهاء مشاركتها به أقوى إجراء عقابي لها منذ تولي "ترامب" منصبه عام 2017.