سودانيات يتظاهرن بثياب بيضاء في اليوم العالمي للمرأة

الجمعة 8 مارس 2019 06:03 ص

تحت اسم "موكب المرأة السودانية"، انطلقت مسيرات نسوية، تتشح باللون الأبيض، في العاصمة الخرطوم ومدن أخرى، احتفاءً بيوم المرأة العالمي الذي يوافق 8 مارس/آذار من كل عام، وذلك استجابة لدعوات أطلقتها هيئات تشارك في تنظيم الاحتجاجات المشتعلة منذ ديسمبر/ كانون الأول وتطالب برحيل الرئيس "عمر البشير".

وحول الاحتفاء بالمرأة في السودان هذا العام صرحت شابة ثلاثينية تدعى "سارة"، في مداخلة مع "الجزيرة.نت"، أنها "شاركت في غالب المظاهرات السلمية التي خرجت في الخرطوم"، مردفة "نجحت في الإفلات من الاعتقال بأعجوبة".

واستطردت "إلا أنني أخذت نصيبا وافرا من التنكيل بالضرب والاختناق بالغاز المدمع، دون أن يفت ذلك من عضدي ولا إصراري على الخروج في كل مرة بحثا عن الحرية والعيش الكريم".

وأكدت أن المرأة السودانية هي من ستصنع الفرق خلال الاحتجاجات المطالبة برحيل النظام، "لأن الأذى الذي حاق بالنساء في ظل الحكم الحالي لم يحدث من قبل"، على حد قولها.

وتم رفع العلم السوداني واللون الأبيض في غالب التجمعات التي انتظمت بالعاصمة الخميس، فكانت ضاحية بري شرق الخرطوم تمتلئ مع مرور الوقت بالمتظاهرين، وسط مشاركة كبيرة من النساء اللائي رددن الهتاف المطالب برحيل النظام مصحوبا بالتصفيق.

كما انطلقت زغاريد النسوة وهن يشجعن الرجال والشباب المتجمعين في ميدان رئيسي بمنطقة بري الدرايسة، هاتفات بشعار "رص العساكر رص.. الليلة تسقط بس" و"حرية سلام عدالة.. الثورة خيار الشعب".

وفي موقع آخر من العاصمة الخرطوم، تعرضت عشرات الطالبات بالجامعة الوطنية لهجوم عنيف من قوات الأمن بعد تنفيذهن وقفة احتجاجية خارج مقر الجامعة.

وأظهرت مقاطع بثت على شبكة الإنترنت طالبات ملقيات على الأرض وتحاول زميلاتهن إسعافهن، بينما لم تتمكن أخريات من حبس الدموع والبكاء بصوت عال.

وتقول عضوة المكتب التنفيذي لمبادرة "لا لقهر النساء"، "تهاني عباس"، إن النساء شاركن في الثورة على مستوى التنسيقيات العليا، وعلى أرض الميدان كذلك، لأنهن صاحبات "الوجعة" الحقيقية، ولأنهن اكتوين سنين طويلة بنيران هذا النظام.

وتضيف "يأتي 8 مارس ولدينا في الحركة النسوية ما لا يقل عن 107 معتقلات داخل زنازين النظام".

وخطط تجمع المهنيين، المنظم الأبرز في الاحتجاجات المستمرة منذ نحو 3 أشهر، لموكب "أم درمان"، للمرور على منازل رائدات شهيرات بينهن الراحلة "فاطمة أحمد إبراهيم"؛ أول برلمانية سودانية، والقيادية المعروفة بالحزب الشيوعي.

كما مر الموكب بمنزل المطربة "حواء الطقطاقة"، وهي أول فنانة غنت لاستقلال السودان عام 1956.

 ومع الطوق الأمني الذي تم فرضه على الموكب، لم تتمكن المظاهرة من التوجه صوب منزل مصممة علم السودان "السريرة مكي الصوفي"، بعد أن كان منتظرا أن يتجمع الموكب هناك من ثلاث مسارات.

وحول ذلك، تقول "سوسن الشوية"؛ الناشطة في تنظيم "منسم"، الذي يضم مجموعات نسوية من عدة أحزاب سياسية وكيانات مدنية، إن "السودان يشهد ثورة حقيقية أعطت السودانيين أملا كبيرا، وبدلت كثيرا من المفاهيم، وسادت فيها روح التعاون والتعاضد وحب الوطن وقبول الآخر، والتف الجميع حول هدف واحد هو (التغيير)".

ولا تتردد الشوية في إظهار سعادتها بأن يتم تخصيص هذا الخميس للاحتفال بـ"الكنداكات (الرائدات)، مما يعد اعترافا بدور المرأة في هذه الثورة وإنجاحها".

 

 

المصدر | الخليج الجديد + متابعات

  كلمات مفتاحية

السودان سودانيات البشير احتجاجات يوم المرأة العالمي

مع بدء المرحلة الانتقالية.. ضعف التمثيل يغضب السودانيات

السودان يلغي قانونا انتهك لسنين طويلة حقوق النساء

السودانيات بعد البشير.. تحرر في المظهر وقيود بالسياسة

اغتصاب طالبة سودانية داخل السكن الجامعي بالخرطوم يثير غضبا