شهد الرأي العام المصري عبر وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي، جدلا واسعا بعد واقعة غريبة من أحد موجهي اللغة العربية في محافظة أسوان حينما طلب من تلاميذه كشف «عيوب» أخلت بفصاحة إحدى الآيات القرآنية في امتحان البلاغة للصف الثاني الثانوي.
من جانبها فرضت مؤسسة الأزهر في مصر عقوبة على المعلم بسبب ما وصفته بـ«الخطأ الفادح» الذي ارتكبه، وقال «محمد أبوزيد الأمير»، رئيس قطاع المعاهد الأزهرية، إنه تمت معاقبة موجه لغة عربية بمنطقة أسوان الأزهرية، ونزوله من درجة موجه إلى درجة مدرس؛ بسبب «خطأ فادح» وقع فيه عند وضع امتحانات مادة البلاغة للصف الثاني الثانوي الأدبي.
وكان طلاب منطقة أسوان، والتي لا تضم أكثر من 20 معهدا، بحسب قول «الأمير»، قد فوجئوا عند أدائهم امتحانات مادة البلاغة السبت الماضي، بسؤال وصفوه بـ«الكارثة»، حيث يتطلب السؤال، بحسب ورقة الامتحان، من الطالب أن يبين العيوب التي أخلت بفصاحة الأمثلة، وكان من بين الأمثلة الآية القرآنية الكريمة: «وَلَوْ تَرَىٰ إِذِ الْمُجْرِمُونَ نَاكِسُو رُءُوسِهِمْ عِندَ رَبِّهِمْ».
وأوضح المسؤول المصري في تصريح لـ«بوابة الأهرام» الرسمية، أنه لم يكتف بنزول المدرس واضع الامتحان من درجة الموجه إلى درجة المدرس فقط، بل وحرمانه من أعمال الامتحانات ومكافآته مدة خمس سنوات. وتابع مدير عام قطاع المعاهد الأزهرية، أنه تم إلغاء السؤال بالكامل وتوزيع درجاته على باقي أسئلة الامتحان.
بينما اعتبر نشطاء معارضون للنظام أن الامتحان يسير في إتجاه ما أسموه «الحرب على الإسلام» بما يتماشى مع «ثورة السيسي الدينية»، بحسب وصفهم .
وفي مطلع يناير/كانون الثاني الجاري، أثارت تصريحات «السيسي»، جدلاً عندما دعا رجال الدين إلى تصحيح المفاهيم الخطأ التي ترسخت في أذهان الأمة الإسلامية، من خلال «ثورة دينية»، موضحاً أن هناك بعض الأفكار تم تقديسها لمئات السنين وأصبح الخروج عليها صعباً للغاية.
وفي تصريحاته، التي جاءت على هامش احتفال مصر بذكرى المولد النبوي، أشار «السيسي» إلى أن تلك الأفكار تتسبب في معاداة العالم بأسره، قائلاً: «يعني 1.5 مليار مسلم هيقتل (سوف يقتل) الـ7 مليار، علشان (من أجل أن) يعيشوا، مش ممكن (غير مقبول)، احنا (نحن) في حاجة إلى ثورة دينية».
