«السيسي» يدعو من «دافوس» إلى «ثورة دينية» لتصحيح المفاهيم الإسلامية

الخميس 22 يناير 2015 02:01 ص

واصل الرئيس المصري «عبد الفتاح السيسي»، أمام منتدى دافوس الدولي، في سويسرا، طرح أفكاره حول «الثورة الدينية»، وتصحيح المفاهيمم الإسلامية والتي أثارت جدلاً واسعاً في مصر.

وقال «السيسي» رداً على سؤال من مدير جلسة على هامش المنتدى، اليوم، بشأن دعوة السيسي لتصحيح المفاهيم الإسلامية عبر «ثورة دينية»، قال: «سماحة الإسلام لم تعد واضحة للعالم كله، فخلال 30 سنة مضت، قدمت العمليات الإرهابية شكلاً قبيحاً للإسلام، لذا نحتاج أن نتوقف ونقوم بتنقية خطابنا الديني من الأفكار المغلوطة، وهذا لن يحدث إلا بعلماء الأزهر والدين المهتمين بالإسلام، لأنهم معنيين بالتعامل مع الخطاب الديني، الذي يجب ألا يصطدم مع العالم، وهذا يتطلب من المسلمين مراجعة الخطاب».

ونفى «السيسي» أن يكون هناك علاقة بين مراجعة الخطاب الديني في الإسلام وبين المساس بالعقيدة، قائلاً: «علينا كمسلمين مراجعة الخطاب، وهذا لا علاقة له بالعقيدة، ثوابت العقيدة لا أحد يتكلم فيها».

وفي مطلع يناير/كانون الثاني الجاري، أثارت تصريحات السيسي، جدلاً عندما دعا رجال الدين إلى تصحيح المفاهيم الخطأ التي ترسخت في أذهان الأمة الإسلامية، من خلال "ثورة دينية"، موضحاً أن هناك بعض الأفكار تم تقديسها لمئات السنين وأصبح الخروج عليها صعباً للغاية.

وكان الرئيس المصري في تصريحاته، التي جاءت على هامش احتفال مصر بذكرى المولد النبوي، أشار إلى أن تلك الأفكار تتسبب في معاداة العالم بأسره، قائلاً: «يعني 1.5 مليار مسلم هيقتل (سوف يقتل) الـ7 مليار، علشان (من أجل أن) يعيشوا، مش ممكن (غير مقبول)، احنا (نحن) في حاجة إلى ثورة دينية».

واليوم في منتدى دافوس، أكد «السيسي»، في كلمته، أن «الإرهاب الذي يواجه العالم واحد، ولا يستثني أحداً»، مضيفا أن «الملايين التي خرجت في فرنسا (احتجاجاً على مقتل 12 فرنسياً على خلفية نشر صور مسيئة للرسول)، هي امتداد للملايين التي خرجت في مصر قبل عام ونصف (في إشارة إلى التظاهرات التي خرجت ضد حكم الرئيس المعزول محمد مرسي في 30 تموز 2013)».

كما أكد أن «الدماء التي يسيلها الإرهاب في مصر وفرنسا وسوريا ومالي ونيجيريا لها نفس اللون، ويجب التعاون الشامل مع كافة الجميع لمواجهة الإرهاب وإن اختلف مسمياته»، وتابع: «يجب حرمان المنظمات الإرهابية من شبكات التواصل الاجتماعي والمواقع الالكترونية التي تتيح لهم باستقطاب فئات جديدة».

وتطرق «السيسي» إلى ما قبل 3 تموز الماضي، قائلاً إن «الشعب نزع شرعية الفرد الواحد، ونزع الشرعية ذاتها عمن أرادوا الإنحراف بشرعية الشعب والانفراد بها بعيداً عن العالم وهويته»، في إشارة إلى حكم الرئيس «محمد مرسي».

وأضاف الرئيس المصري أن «الملايين التي خرجت في فرنسا هي امتداد للملايين التي خرجت في مصر.. الإرهاب واحد، لا يجب أن يؤخذ الإسلام السمح بحفنة من فئة قتلة، يجب علينا أن نصلح من أنفسنا حتى لا نسمح لقلة بتشويه حاضرنا وتهديد مستقبلنا».

وقال السيسي بلهجة حادة: «لن تثنينا معركة الإرهاب عن معركتنا الأساسية في بناء مؤسسات الدولة المدنية الحديثة»، في إشارة إلى الانتخابات البرلمانية المقبلة المقرر عقدها في آذار المقبل.

ورداً على سؤال بشأن الدور الذي تخطط له مصر من أجل التوصل إلى حل بين الفلسطينيين والإسرائيليين، قال السيسي إن «بلاده كان لها دور محوري دائماً وكانت الأولى التي خطت خطوات جادة نحو السلام مع إسرائيل» في إشارة إلى معاهدة كامب ديفيد.

وضرب السيسي مثالاً بـ«اتفاقية السلام» بين مصر وإسرائيل قائلاً: «لم يكن يتصور أحد قبل تحقيق معاهدة السلام (1979) أن يكون شكل السلام بين مصر وإسرائيل بالصورة دي (بهذه الصورة)، فإذا حدث بسرعة أننا تمكنا من تحقيق سلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وشجعنا عليه كلنا، سيكون هناك واقع جديد في المنطقة أكثر من مبدع، لو قدرنا (استطعنا) نحققه».

وأضاف: «تصوروا.. لم يكن يتوقع أحد تصور (الرئيس الأسبق أنور) السادات للسلام، لكن الزمان والتغير والسنين أكدت صواب رؤيته وعبقرية فكرته، وهذا ما أريد البناء عليه»، وأوضح أنه لا يمكن اختزال دور مصر في وقف إطلاق النار بين غزة وإسرائيل، لافتاً إلى أنه «كان هناك جهود تبذل حتى لا يتطور الأمر أكثر من ذلك، كما أن مصر ستظل تقوم بدورها وتبذل كل جهودها وتشجع على إقرار سلام حقيقي».

وتابع الرئيس المصري: «مستعدون نحن والعالم العربي أن ننظر في كل الأفكار التي تشجع الطرفين الإسرائيلي والفلسطيني على الإقدام على هذه الخطوة (يقصد السلام) وهذا سيحقق واقعاً جديداً في الشرق الأوسط لا يتصوره أحد ويؤدي لمزيد من الاستقرار ويقطع الطريق على الفكر المتطرف في المنطقة».

وحول رسالته للشباب، قدر السيسي تعداد الشباب في بلاده بنحو الثلثين، قائلاً: «نحو 60 في المئة من الشعب المصري أقل من 40 سنة، ويجب على الجميع أن يعرف أن الشباب المصري هم من أطلق شرارة التغيير»، في إشارة إلى ثورة 25 كانون ثاني 2011.

وأوضح قائلاً: «نحن على المستوى السياسي والاجتماعي نأمل أن يكون هناك حظ كبير لهذا الشباب، ونشجع القوى السياسية والأحزاب أن يضموا لهم الشباب، وعلى مستوى الرئاسة فإن المجالس التخصصية تضم أكثر من 50 في المئة من الشباب».

وربط «السيسي»، خلال حديثه، بين أزمة البطالة التي تواجهها مصر، وبين الحصول على استثمارات، حيث قال: «نحتاج استثمارات جيدة، ونرحب بكم في مصر، والهدف من هذا خلق فرص عمل؛ لأنه يجب أن نعترف أننا نواجه بطالة بالملايين في مصر، ولن يكون هناك فرصة للتغلب على هذه المصاعب إلا من خلال إيجاد فرص عمل للشباب».

وأضاف: «اتخذنا مجموعة إجراءات اقتصادية محفزة جداً جداً وواعدة جداً جداً للمستثمرين المصريين والأجانب للاستثمار في مصر، ونحن نبذل جهداً في إعداد الشباب حتى يكون لديهم فرص عمل، سواء في مصر أو خارج مصر»، معتبرا أن «الشباب كانوا خلال السنوات الماضية مهمشين»، واعداً ألا يحدث هذا مجدداً.

 

المصدر | الأناضول

  كلمات مفتاحية

مصر فرنسا محمد مرسي سويسرا الدين صور عبد الفتاح السيسي غزة الانتخابات

«السيسي» المتحدث الرئيسي لقمة الطاقة بأبوظبي

2015 في عيون «ستراتفور» (2\2): الخليج إلى الأمام .. اليمن مشتعل .. و«السيسي» في مواجهة الجهاديين

«السيسي» في الكويت لبحث الدعم الاقتصادي والمصالحة مع قطر

«السيسي» بين طاغية كوريا وخليفة «الدولة الإسلامية»

مصر: امتحان بالأزهر يطلب كشف «عيوب» أخلت بفصاحة آية قرآنية!

الحكومة المصرية تقرر غلق معاهد القرآن وإعداد الدعاة التابعة للجمعيات الأهلية