تزايدت المطالبات بتحديد نسبة لتمثيل المرأة داخل هيئة كبار العلماء في مصر، محتلة مساحة واسعة بين أعضاء البرلمان، بدأت بتقديم النائب "محمد فؤاد"، مشروع قانون لتخصيص نسبة لهن، وتبعته في ذلك، النائبة "أنيسة حسونة" بمطالبتها بتخصيص 30% من الهيئة.

وبحسب الصحف المصرية، تباينت الآراء حول الأمر، حيث لاقت الفكرة تأييدا من البعض لما فيه من أولوية لتمثيل المرأة، بينما رأى آخرون أن "هيئة كبار العلماء ليست تركة توزع بالنسب".

مساواة المرأة بالرجل

وفي البداية، أكدت النائبة "أنيسة حسونة" عضو مجلس النواب المصري، ضرورة "إرساء دعائم قانون خاص بالمرأة لمساواتها بالرجل"، مشيرة إلى أن "دولا أوروبية لا يقل تمثيل المرأة بالبرلمان والحكومة بها عن 30%، علاوة على أن الدين الإسلامي يرفع بالضرورة من شأن المرأة".

وطالبت عضو البرلمان بوجود وجود سيدات ضمن تشكيل هيئة كبار العلماء، يتم اختيارهن على أساس الكفاءة.

هجوم على خريجات الأزهر

من جانبها، قالت النائبة "آمنة نصير"، عضو لجنة الشؤون الأفريقية بمجلس النواب، إن تعقيب بعض رجال المؤسسة الدينية على مشروع قانون تنظيم الأزهر الذي أعده النائب "محمد فؤاد"، والذي كان يتضمن تمثيل المرأة بهيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، كان بمثابة "هجوم حاد وغير مبرر على خريجات الأزهر".

وأضافت "آمنة" في تصريحاتها لـ"صدي البلد" أنه حتى لو كانت هذه الادعاءات صحيحة، فالأمر يأتي بسبب عدم التأهيل الجيد والذي يقع على عاتقهم في الأساس، موضحة أن "هناك خريجات من الأزهر نثق في قدرتهن وعلى قدر عال من الكفاءة وجديرات بالاحترام، وليس مقبولا ادعاء أحدهم أن المرأة لا تجيد قراءة الفاتحة".

وأشارت عضو البرلمان إلى أنها ليست خريجة الأزهر ولكنها أستاذة إسلامية، مضيفة أنها لا تهتم أن تكون عضو بالهيئة على الإطلاق، إلا أن رد الفعل على هذا الموضوع لم يكن مبررا وكان هناك هجوم قاس على الخريجات من الأزهر، وفق تعبيرها.

"الهيئة ليست تركة"

من جانبه قال النائب "شكري الجندي"، عضو لجنة الشؤون الدينية بالبرلمان، إن "الكوتة لا تصلح في هيئة كبار العلماء"، موضحا أن اختيار عضو هيئة كبار العلماء يخضع لشروط وقواعد، ومن ينطبق عليه هذه الشروط والقواعد يتوجه للجنة للفحص والاختبار.

وأضاف في تصريحات لذات الصحيفة أنه "من يجد نفسه يمتلك المؤهلات المطلوبة من رسالات علمية وماجستير ودكتوراه يتقدم للهيئة"، مشيرا إلى أنها ليست تركة يتم توزيعها، على حد تعبيره.

وجود النساء بالهيئة "إنصاف"

وفي السياق ذاته، أعلنت النائبة "عبلة الهواري"، عضو لجنة الشؤون الدستورية والتشريعية بمجلس النواب، تأييدها لوجود سيدات ضمن تشكيلة هيئة كبار العلماء، مشيرة إلى أنه من الإنصاف والعدالة أن يكون للسيدات وجود داخل الهيئة، وأكدت أن شيخ الأزهر لن يعترض على هذا الأمر لأنه "من أكبر الداعمين للمرأة".

وأضافت عضو اللجنة التشريعية: "نحن نملك عالمات ذوات خبرات عالية وخريجات على قدر عال من العلم والثقافة، ومثال ذلك عميدة كلية الدراسات الإسلامية بجامعة الأزهر مهجة غالب".