بعينين بنيتين واسعتين تشعان بريقا، نظر إلى الإرهابي مبتسما، وركض نحوه ظنا منه أنه مشهد بإحدى ألعاب الفيديو التي يلعبها إخوته الكبار.. لكنه تلقى رصاصات حقيقية أطفأت نور الحياة في عينيه للأبد..
إنه الطفل "موكاد إبراهيم" (3 سنوات)، أصغر ضحايا الهجوم الإرهابي الذي استهدف مسجدين في نيوزيلندا، الجمعة، وأسفر عن مقتل 50 من المصلين، وإصابة العشرات.
كان "موكاد"، يرتدي جوربين بيضاويين صغيرين، من النوع الذي لا يجعل الصغير ينزلق، عندما ذهب بصحبة أبيه وأخيه إلى مسجد "النور" في مدينة كرايست تشيرش، إلا أن الجوربين فشلا في حمايته من الانزلاق على الأرض المخضبة بدمائه حين سقط مدرجا.
ولا يزال حذاء "موكاد" أمام مدخل المسجد، حيث تركه عند وصوله لصلاة الجمعة.
ومساء الأحد، كان والد "موكاد" ما زال ينتظر في المستشفى؛ آملاً أن يلقي نظرة أخيرة على جثمان أصغر أبنائه لأول مرة منذ مقتله، وأن يودعه إلى مثواه الأخير.
وكتب شقيقه الأكبر "عبدي" (عبد الفتاح) ينعاه على فيسبوك، قائلا: "موكاد كان نشيطا، ومفعما بالحيوية، ويحب الابتسام والضحك".
وأضاف: "إنا لله وإنا إليه راجعون.. سنفتقدك أخي العزيز".
ولد "موكاد" في نيوزيلندا لعائلة صومالية هربت من الحروب المشتعلة ببلادها، منذ أكثر من 20 عاما، لكنها الآن تعاني ألم الفقد، فضلا عن الإحباط، الذي يسود عائلات ضحايا المجزرة؛بسبب طول المدة الزمنية التي تستغرقها السلطات لتسليم الجثامين.
والجمعة، قام إرهابي أسترالي يدعى "برينتون تارانت" (28 عاما)، وهو يميني متطرف، يؤمن بتفوق الجنس الأبيض، بإطلاق الرصاص على المصلين، في مسجدي "النور" و"لينوود"، بمدينة كرايست تشيرش النيوزيلندية، وبث المجزرة الإرهابية، مباشرة، عبر حساباته على مواقع التواصل الاجتماعي، فيما يشبه ألعاب الفيديو.
ووجهت السلطات في نيوزيلندا، السبت، تهمة "القتل العمد" لـ"تيرانت"، الذي التزم الصمت، رغم أنه نشر بيانا من 74 صفحة عبرحساباته على مواقع التواصل الاجتماعي، قبل تنفيذه للهجوم الإرهابي، حفل بالتعبيرات العنصرية المعادية للمسلمين، يشرح فيه معتقداته التي دفعته للقيام بتلك الجريمة.