ظلت هوية "جاك السفاح" الذي أرعب لندن منذ أكثر من 130 عاما مجهولة لفترة طويلة، ولكن يبدو أن العلماء يعتقدون أنهم كشفوا هوية قاتل النساء المتسلسل الشهير، بعد عثورهم على دليل جديد من الحمض النووي.

 وقالوا إنه كان حلاقا شيطانا، يحب طعم اللحم البشري، حيث قتل ما بين 5 إلى 18 امرأة.

ويعتقد أن شالا مغطى بالدم، وجد في أحد مواقع الجرائم، يحتوي على الحمض النووي من كل من الضحية المذبوحة "كاثرين إدوز"، والقاتل المتسلسل الأكثر شهرة في العالم، كان السبب في هذا الكشف.

حيث أجرى الباحثون، في جامعة "جون مورس" بليفربول، اختبارات جينية على العينة التي يعتقد أنها تنتمي إلى "جاك السفاح" نفسه، والذي يعتقد الآن أنه "بول آرون كوزمينسكي".

يرتبط الشال الدامي بالقتل المزدوج للضحية الثالثة والرابعة، "إليزابيث سترايد" و"إدوز"، في ليلة 30 سبتمبر/أيلول 1888، في وايت تشابل.

فقد تم قطع حلق "سترايد"، لكن بقية جسدها كان في الغالب على حاله، على عكس معظم ضحايا القاتل الشهير. ويعتقد منذ فترة طويلة أن هذا يعني أن "جاك السفاح"  قد تمت مقاطعته أثناء جريمته، وكان لا يزال يبحث عن المزيد من الضحايا.

بعد ساعة، قام بقتل "إدوز" ومزقها وأخذ كليتها كتذكار،  قبل إرسال رسالة "من الجحيم" التي يدعي فيها أنه أكلها.

قُتلت الضحايا جميعا بأكثر الأساليب وحشية التي يمكن تخيلها، حول منطقة وايت تشابل. وكانت جثثهن مشوهة تماما. وكثير منهن كان يتم نزع أحشائهن.

تسبب ذلك الرعب في إفراغ شوارع لندن بعد حلول الظلام، تاركا العاصمة الفكتورية، التي كانت صاخبة، صامتة صمت الموت، بينما يتجول "جاك السفاح" في شوارعها.

كشف هوية السفاح

والآن في مقال جديد مذهل تم نشره في مجلة علوم الطب الشرعي، تشير الأدلة الوراثية الجديدة إلى أن "جاك السفاح"، هو "كوزمينسكي" البالغ من العمر 23 عاما.

تم تأكيد ذلك بعد مقارنة شظايا الحمض النووي للميتوكوندريا المأخوذة من الشال، مع تلك المأخوذة من أحفاد "كوزمينسكي" الأحياء المعروفين.

حدد المحققون "كوزمينسكي" كمشتبه به رئيسي في عمليات القتل في عام 1888، ومع ذلك، لم يكن لديهم دليل كاف لحل القضية.

يشير اختبار الحمض النووي إلى أن "جاك السفاح" كان له عيون بنية وشعر بني، وهذا يطابق الأدلة من تقارير شهود العيان.

يقول الباحثون إن دراستهم الجديدة توفر "التحليل الجيني الأكثر منهجية، والأكثر تقدما، حتى الآن، فيما يتعلق بجرائم القتل التي ارتكبها جاك السفاح".

يُذكر أن هذه ليست المرة الأولى التي يشير فيها دليل الحمض النووي إلى "كوزمينسكي" باعتباره القاتل، فقد قام "جاري لوهيلينين"، عالم الكيمياء الحيوية في جامعة جون مورس بليفربول، وواحد من كاتبي الدراسة الحالية، بإجراء أول اختبار للحمض النووي المشتبه به قبل سنوات.