استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

بيان «كامب ديفيد» والهواجس غير المعلنة

الثلاثاء 19 مايو 2015 08:05 ص

ما حدث في الاجتماع الذي عُقد بين قادة دول الخليج ورئيس الولايات المتحدة الأمريكية، لا يعبر عنه بالضرورة ما جاء في البيان الختامي.

فالبيان عبارة عن خطوط عريضة قدمه المجتمعون لوسائل الإعلام، يتضمن الملامح العامة للعلاقة بين الولايات المتحدة ودول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، كما يتضمن المحاور التي تمت مناقشتها والهواجس الخاصة والعامة، وهو في شموليته يشبه بيانات مؤتمرات القمة التي تعقدها جامعة الدول العربية، والتي تتطرق إلى كل أزمات العالم العربي، ولاسيما تلك التي تحدث فيها صراعات وحروب، إضافة إلى القضية الفلسطينية، وجاء بيان كامب ديفيد مماثلاً، فقد تطرق للأوضاع في ليبيا والعراق واليمن ولبنان وسوريا وإيران، إضافة إلى تنظيمات إرهابية مثل (داعش) و«جبهة النصرة» و«القاعدة» وغيرها، من حيث التأكيد على أهمية مواجهتها وتجفيف مصادر تمويلها.

وكانت العبارات التي تخص هذه القضايا عامة وغير محددة بدقة، باستثناء دور الولايات المتحدة الأمني والتسليحي والتدريبي للقدرات العسكرية والأمنية لدول مجلس التعاون.

وحتى هذا الدور، ظل عائماً وفي خطوطه العريضة، لأن الاتفاقيات عادة ما تتم بين كل دولة خليجية والولايات المتحدة على حدة، أي ان العلاقات تكون ثنائية.

والأمر الواضح الذي يهم الولايات المتحدة هو التركيز على التسليح وتوفير نظم صاروخية، إضافة إلى التعاون المعلوماتي في المجالات الأمنية ومكافحة الإرهاب، فقد جاء في البيان أن دول الخليج ملتزمة بتطوير قدرات دفاعية ضد الصواريخ الباليستية تشمل نظاما للإنذار المبكر وتساعد واشنطن في إجراء دراسة حول هذا النظام الدفاعي وتقدم المساعدات التقنية في تطوير نظام الإنذار.

وقررت الولايات المتحدة ودول مجلس التعاون الخليجي القيام بتدريبات جديدة، على نطاق واسع، للتأكيد على قابلية التشغيل المتبادل ضد التهديدات غير المتماثلة، مثل الإرهاب أو الهجمات السيبرانية (الاستغلال للمعلومات الإلكترونية ونظم الاتصالات)، أو غيرها من التكتيكات المرتبطة بالحرب المختلطة.

وستقوم الولايات المتحدة أيضا بإيفاد فريق عسكري لعواصم دول مجلس التعاون الخليجي لمناقشة واتخاذ قرار بشأن سبل زيادة وتيرة قوات العمليات الخاصة المعنية بالتعاون في مجال مكافحة الإرهاب والتدريب، كما اتفق المجتمعون على أن الولايات المتحدة ودول مجلس التعاون  تتخذ الخطوات اللازمة لضمان نقل الأسلحة في مسار سريع لدول مجلس التعاون الخليجي، للمساهمة في الأمن الإقليمي.

وستعمل الولايات المتحدة ودول مجلس التعاون الخليجي معاً لإنشاء مكتب مشتريات المبيعات العسكرية الخارجية، يكون مخصصاً لعمليات البيع الواسعة مع دول مجلس التعاون الخليجي، وتبسيط التحويلات من طرف ثالث، واستكشاف السبل التي يمكن للولايات المتحدة الإسراع في اقتناء وإيصال القدرات الرئيسية.

وجاء في البيان أن الولايات المتحدة ملتزمة بتوفير تدريب إضافي، والمساعدة التقنية لأمن السواحل، وحماية البنية التحتية البحرية، ومكافحة التهريب.

كما ستقوم الولايات المتحدة بمد دول مجلس التعاون الخليجي بمساعدة أمنية إضافية، وإعداد التدريبات للأمن المعلوماتي العسكرية، وورش عمل السياسة الوطنية، وتحسين تبادل المعلومات.

وكل ذلك، وعلى الرغم من عدم الإشارة إلى صفقات بعينها، فإنه يصب في صالح مبيعات الأسلحة الأمريكية، والمؤسسات التي تقدم التدريب وورش العمل، أي المزيد من مئات الملايين من الدولارات لمصانع الأسلحة الأمريكية، هذه المصانع التي اشتغلت طوال العشر سنوات الماضية على توفير الأسلحة المتنوعة لدول مجلس التعاون، وكانت النتيجة، أن الولايات المتحدة لا ترى في إيران مصدر خطر كبير، وإنما الخطر الأكبر يكمن في داخل الدول نفسها، وفق تصريحات أمريكية سابقة.

وزادت على ذلك، بالاتفاق مع إيران بشأن برنامجها النووي.

وتتحدث الإدارة الأمريكية صراحة عن الجوانب التي تهدد مصالحها، وتلك التي لا تهدد مصالحها، وتتعامل مع إيران بسياسة القفازات البيضاء الناعمة، وتؤكد أن الخطر يكمن في التطرف والفكر الذي يدعمه.

ووفق ما جاء في البيان،  أكد المجتمعون أن الصفقة مع إيران، القابلة للتحقق الشامل، والتي تعالج المخاوف الإقليمية والدولية بشأن البرنامج النووي، في مصلحة أمن دول مجلس التعاون وكذلك الولايات المتحدة والمجتمع الدولي.إلا أن المجتمعين أكدوا معارضة نشاطات إيران الرامية إلى زعزعة الاستقرار في المنطقة، وسوف يعملون معاً لمواجهة تلك النشاطات، وطالبوا إيران بضرورة انخراطها في المنطقة، وفقاً لمبادئ حسن الجوار وعدم التدخل في الشؤون الداخلية، واحترام السلامة الإقليمية بما يتفق مع القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة. وهذا كلام دبلوماسي عائم.

حتى حين اقترب البيان من لهجة التعهد فإنه تحدث بالعموميات، حين جاء فيه أن «سياسة الولايات المتحدة هي استخدام كل عناصر القوة لتأمين مصالحنا الأساسية في منطقة الخليج، وردع ومواجهة العدوان الخارجي ضد حلفائنا وشركائنا، كما فعلنا في حرب الخليج،» وهو أمر لا لبس فيه.

ومن الأمور التي تحتاج إلى ملحق تفسيري وتوضيحي، ما جاء في النقاط التالية، لاسيما أن الأمريكيين يجيدون استخدام لغة المواربة، فقد «عبر المجتمعون عن اعتقادهم بأن الصراعات في المنطقة بما في ذلك سوريا والعراق واليمن، وليبيا، تتسبب في تآكل أجهزة الدولة وخلق مساحات غير محكومة، وتعزز الطائفية، وكلها أمور تخدم الإرهابيين والجماعات المتطرفة الأخرى، وتهدد مباشرة المصالح الأمنية المشتركة»، ولهذا فقد اتفق المجتمعون على مجموعة من المبادئ المشتركة، بما في ذلك اعتراف مشترك، بأنه لا يوجد حل عسكري للصراعات الأهلية المسلحة، والتي يمكن فقط حلها من خلال الوسائل السياسية والسلمية واحترام سيادة جميع الدول وعدم التدخل في شؤونها الداخلية والحاجة لحكومة شاملة في المجتمعات التي تعاني صراعاً، وكذلك حماية جميع الأقليات وحقوق الإنسان«، وهذا الكلام يتناقض مع الواقع الذي يشير إلى استعداد الولايات المتحدة لتسليح وتدريب المعارضة في سوريا، وتسليح (السنة) في العراق لمقاتلة تنظيم (داعش).فمن هي الأطراف التي ستجتمع وتصل إلى حل سلمي؟ هل سيجتمع النظامان العراقي والسوري، على سبيل المثال، مع قيادات (داعش) والبحث في مستقبل البلدين؟ ومن الذي سيجري محادثات مع المعارضة السورية وهي (داعش وجبهة النصرة وأحرار الشام وجيش الفتح والجيش السوري الحر.. وغيرها) بينما، وفق البيان الختامي للقمة الخليجية الأمريكية، أن بشار الأسد فقد شرعيته كلها، ولا دور له في مستقبل سوريا.

أما بالنسبة للعراق، فهل يعني ما جاء في البيان الختامي من أن المجتمعين «أكدوا التزامهم بمساعدة الحكومة العراقية والتحالف الدولي في القتال ضد داعش، وشددوا على أهمية تقوية العلاقات بين الدول الأعضاء في مجلس التعاون الخليجي والحكومة العراقية، على أساس مبادئ حسن الجوار وعدم التدخل في الشؤون الداخلية واحترام سيادة الدولة»، هل هذا يعني الانخراط الخليجي المباشر في محاربة (داعش) في العراق». وهذه الفقرة تحمل هواجس ظاهرة من أن العلاقة بين بعض دول مجلس التعاون والحكومة العراقية في حاجة إلى تصويب.

إن الهواجس التي تطرق إليها المجتمعون في كامب ديفيد، والمشار إليها في البيان الختامي، منطقية، والدعم الأمريكي، كما تراه الإدارة الأمريكية يصب في مصلحتها، وتراه ضروريا، لكن الهاجس الأكبر الذي يهدد المنطقة هو التطرف والتنظيمات الدموية أمثال (داعش والنصرة والقاعدة) وجميعهم ينتمون إلى الفكر نفسه، إضافة إلى التدخل الإيراني في شؤون بعض الدول العربية.

ومواجهة التطرف تحتاج إلى نوايا صافية وواضحة من قبل الجميع، وخاصة الولايات المتحدة الأمريكية.

والتطرف يشمل السياسات الصهيونية في فلسطين المحتلة، وهي سياسات ترفض حتى الآن الاعتراف بالمبادرة العربية لإيجاد دولة فلسطينية.

من المؤكد أن المحادثات المغلقة تطرقت إلى أمور أدق وأكثر تفصيلا، ولم يتضمنها البيان، وستحمل الأيام القادمة إيضاحات أكثر، خاصة فيما يتعلق بالتزام الولايات المتحدة تجاه أمن منطقة الخليج.

  كلمات مفتاحية

أمريكا إدارة أوباما مجلس التعاون الخليجي اجتماع كامب ديفيد الهواجس الخليجية الأمن الشراكة الاستراتيجية

الاتفاق النووي أولا... فماذا يبقى من كامب ديفيد؟

«روحاني»: علي قادة الخليج التوجه إلي «معسكر محمد» بدلا من «كامب ديفيد»

«كامب ديفيد»: قمة الضمانات الأمنية والمراجعات السياسية

«ديبكا»: «سلمان» يصفع «أوباما» علانية برفضه حضور كامب ديفيد

«العرب» بعد «كامب ديفيد» الثانية: النفط يهزم العروبة .. والإسلام!

قمة كامب ديفيد الأمريكية الخليجية تستحق المقاطعة.. وأوباما ”يستدعي“ القادة كناظر مدرسة