وصف موقع «ديبكا» الإسرائيلي تراجع الملك السعودي «سلمان بن عبد العزيز» عن المشاركة في القمة الأمريكية الخليجية في «كامب ديفيد»، بـ«الصفعة العلنية» للرئيس «باراك أوباما» ووزير خارجيته، والسياسات الأمريكية تجاه إيران والشرق الأوسط.
وقال الموقع في تقرير نشره الإثنين 11 مايو/أيار الجاري إن قرار الملك «سلمان» أعقبه إلغاء زعيمين آخرين مشاركتهما في القمة، وهما الملك البحريني «حمد بن عيسى الخليفة» والشيخ «محمد بن زايد آل ناهيان» ولي عهد أبو ظبي، لتشهد القمة التي بذل «أوباما» جهودا كبيرة لعقدها حضور اثنين فقط من زعماء الخليج، أمير دولة قطر «تميم بن حمد آل ثاني»، والشيخ «صباح الأحمد الجابر الصباح» أمير الكويت.
وأعلنت الرياض أن الملك «سلمان» أناب ولي العهد وزير الداخلية «محمد بن نايف» لحضور القمة بدلا منه، وقالت مصادر سعودية إن على الملك «سلمان» البقاء في الرياض للتعامل مع الهدنة المقرر أن تمتد لـ 5 أيام مع مليشيات الحوثيين في اليمن، والتي دخلت حيز التنفيذ الثلاثاء 12 مايو/أيار، أمس.
لكن - والكلام لـ«ديبكا» - من الواضح أن الحديث يدور عن ذريعة سعودية، حيث أعلنت مصادر أمريكية خلال زيارة وزير الخارجية الأمريكي للرياض الجمعة 8 مايو/أيار، أن الملك «سلمان» لن يشارك فقط في قمة «كامب ديفيد»، بل أيضا سيحل ضيفا على «أوباما» في البيت الأبيض في لقاء ثنائي يجمعهما اليوم الأربعاء، قبل يوم من انطلاق القمة.
ونقل الموقع الاستخباري الصهيوني عن مصادر في الرياض «بشكل لا يقبل التأويل»، إنه ليس هناك مضمون كاف لإقامة مثل هذه القمة، فيما اعتبر آخرون أن وزير الخارجية الأمريكي «كيري» فشل في محادثات الجمعة بالرياض في إقناع الملك بأن الترتيبات الأمنية التي تعرضها إدارة «أوباما» على دول الخليج، وتتضمن إقامة منظومة دفاع إقليمي مضادة للصواريخ، يمكن أن تستخدم كرد أمريكي صاعق على البرنامج النووي الإيراني والتمدد الإيراني في المنطقة.
رفض أمريكي لطلب الرياض
«ديبكا» قال أن «كيري» أبلغ الملك «سلمان» أيضا أن «أوباما» غير مستعد للموافقة على التوقيع في «كامب ديفيد» على وثيقة مكتوبة، لإنشاء تحالف دفاع إقليمي بين الولايات المتحدة ودول الخليج، مثلما أراد عدد من حكام الخليج.
وقال أن هناك موضوع آخر ظل محل خلاف حاد بين الولايات المتحدة والسعودية، هو الحرب في سوريا، والمستقبل السياسي والشخصي للرئيس «بشار الأسد»، حيث أخبر السعوديون الأمريكان أنه لن يكون كافيا تسليح المتمردين السوريين، بل يجب إقامة مناطق حظر طيران في سوريا.
وأن السعودية تري أن الفائدة من تزويد المتمردين بالسلاح ستكون محدودة للغاية، طالما ظل الطيران السوري قادرا على العمل ضدهم بحرية، واستخدام السلاح الكيماوي، الذي يحصل عليه النظام من إيران.
خلافات حول اليمن
ونقل «ديبكا» عما قال إنها «مصادره في الخليج» إن هناك موضوعا آخر يثير الخلاف بين الأمريكان والسعوديين، هو الحرب في اليمن، مشيرا إلى أن السعوديين أخبروا «كيري» أنه في الوقت الذي تتحدث فيه الإدارة الأمريكية عن ترتيبات أمنية إقليمية، فإنهم لا يرون عزما كبيرا في المساعدة الذي تقدمها لهم واشنطن في الحرب، وتحديدا في عمليات الأسطول الأمريكي بمضيق هرمز وباب المندب وخليج عدن.
ويعتقد السعوديون أن الولايات المتحدة تحاول السير على خيط رفيع، بين المطالب السعودية، وبين العمليات الإيرانية لإيقاف السفن التجارية في المياه الدولية والاستيلاء عليها، وأن موافقة إدارة «أوباما» على السماح للطائرات والسفن الإيرانية بجلب المساعدات الإنسانية لليمن، لن تفتح الباب فقط أمام تدفق المزيد من شحنات السلاح الإيراني على المتمردين الحوثيين، ولكن ستؤدي أيضا إلى تعميق التورط الإيراني في اليمن.
وقال «ديبكا» أن مصادر سعودية أشارت إلى أن كل ما نجح «كيري» في تحقيقه بالرياض هو موافقة السعودية على هدنة تمتد لخمسة أيام فقط في الحرب اليمنية، في وقت تكثف فيه الرياض غاراتها على معاقل الحوثيين قبل دخول الهدنة حيز التنفيذ.
وختم «ديبكا» تقريره بالقول: «الخلاف الأكبر بين واشنطن والرياض يتمثل في الاتفاق النووي بين أمريكا وإيران الذي يسعى أوباما بكل قوة لتوقيعه»، وزعم الموقع أن مصادره تؤكد له أنه «لو نجحت جهود أوباما وكيري في إقناع السعوديين وباقي دول الخليج بالانضمام لسياساتهما تجاه إيران، كان هذا سيعني بقاء رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو وحيدا في مواجهة الاتفاق، لكن الآن وبرفضه المشاركة في كامب ديفيد، يؤكد الملك السعودي سلمان أنه لن يفكك الجبهة الشرق أوسطية في مواجهة سياسة أوباما تجاه إيران».