«واشنطن بوست»: غياب الملك «سلمان» عن كامب ديفيد يمثل صفعة مفاجئة لـ«جون كيري»

الاثنين 11 مايو 2015 04:05 ص

نقلت وكالة الأنباء السعودية عن وزير الخارجية السعودي «عادل الجبير» أمس الأحد بيانه إن الملك «سلمان بن عبدالعزيز» لن يحضر  قمة كامب ديفيد التي ستجمع الرئيس «أوباما» بزعماء دول الخليج العربية التي ستعقد خلال يومي الأربعاء والخميس المقبلين، وسيحضر القمة بالنيابة عنه ولي العهد الأمير «محمد بن نايف»، إضافة إلى نائب ولي العهد ووزير الدفاع الأمير «محمد بن سلمان».

وقال مسؤولون أميركيون إن غياب الملك عن القمة لا يشير إلى أي استياء بشأن الضمانات الأمنية التي تستعد الولايات المتحدة أن تقدمها إلى دول مجلس التعاون الخليجي الست في كامب ديفيد.

لكن الإعلان السعودي يمثل صفعة على الوجه جاءت مفاجئة لوزير الخارجية «جون كيري» الذي أكد حضور الملك بعدما التقى مع مسؤولين سعوديين الأسبوع الماضي في الرياض وباريس. ومؤخرا الجمعة، التقى «كيري» و«الجبير» معا لمناقشة وقف إطلاق النار في الرياض، وكان من المتوقع أن يقود وفد المملكة العربية السعودية إلى كامب ديفيد الملك «سلمان».

وقال مسؤول كبير بالإدارة الأمريكية إن «الجبير» أكد لـ«كيري» بعد ظهر يوم الجمعة في باريس أن «سلمان» كان قادما إلى واشنطن، وكان الملك قد أنهى اجتماعه مع «كيري» يوم الخميس في الرياض قائلا: «أراكم الأسبوع المقبل».

وقال مسؤول كبير في وزارة الخارجية قال أن السعوديين أبلغوهم أن هناك تغييرا محتملا في الخطط الجمعة. وقال المسؤول يوم السبت إن السعوديين أكدوا أن الملك لن يحضر.

ونفى المسؤول، الذي تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته لكونه غير مخول بالحديث علنا حول الاستعدادات للقمة، أن قرار الملك عدم الحضور كان مفاجئا، مؤكدا «لا يوجد أي توتر». وأردف «في الواقع؛ إن العلاقة قوية الآن وليس هناك ما يعكر صفوها. فهمنا هو أن السعوديين وقادة دول مجلس التعاون الخليجي الآخرين سعداء جدا تجاه مواقف الولايات المتحدة وجوهر كامب ديفيد؛ بما في ذلك أي مساعدة نحن نقدمها».

وقال شخص مقرب من الحكومة السعودية،  تحدث أيضا شريطة عدم الكشف عن هويته، إن القرار مزج بين الوضع في اليمن وما يمكن أن يكون «طابعا فنيا» للمحادثات حول إيران في القمة، ما جعل الملك يرى أن إرسال وفد على رأسه ولي العهد الأمير «محمد بن نايف»، وبين أعضائه وزير الدفاع الأمير «محمد بن سلمان»، هو أفضل وأكثر نفعا.

وأضاف «إنهم لا يقصدون ذلك كازدراء، كما أنهم لم يحاولوا إرسال رسالة».

وقال مسؤول بارز آخر في الإدارة إن واشنطن والرياض عملتا بشكل وثيق على تنسيق توقيت الإعلان.

وأضاف نفس المسؤول: «نحن نتطلع إلى حضور ولي العهد الأمير محمد بن نايف، والذي التقى الرئيس في مناسبات عدة، كان بعضها في المكتب البيضاوي في ديسمبر / كانون الأول 2014 ويناير / كانون الثاني 2013، وكذلك نائب ولي العهد الأمير محمد بن سلمان الذي التقى الرئيس».

ومع ذلك، فإن هذا التغيير المفاجئ في الخطط، وعزوف الملك عن الحضور إلى كامب ديفيد وجوه الحميم جعل الكل يتحدث عن أن هذا دليل على الاستياء السعودي.

ومن جانبه قال «جون ألترمان»، الذي يدير برنامج الشرق الأوسط في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية، عبر رسالة بريد إلكتروني: «لقد بدأ الرئيس إعادة التواصل مع القادة الذين شعروا أنه لم يعد لديهم داعم ومساند معتمدا على القنوات المفتوحة. وهذا يشير إلى خيبة أمل على أقل تقدير، وربما غضب كامن من أن الرئيس لا يفهم موقفهم، ولا ترغب في ذلك».

وقال «جان فرانسوا سيزنيك»، الذي يدرس السياسة الخليجية في كلية جامعة جون هوبكنز للدراسات الدولية المتقدمة، إن تمثيل «محمد بن نايف» للمملكة  في القمة «يؤكد أنه الشخص الأقوى في البلاد حاليا».

وأضاف «سيزنك»: «وبعبارة أخرى؛ أنا لا أعتقد أن هذا ازدراء. أعتقد من ناحية أخرى أنه دليل على أن السعوديين يريدون محادثات جوهرية يرون منها نتائج».

وتقلص الإعلان إلى أن ثنين من رؤساء دول مجلس التعاون الخليجي الست فقط هم الذين يخططون للحضور. ويعاني الشيخ «خليفة بن زايد آل نهيان» رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة من ظروف صحية صعبة، وسينوب عنه صاحب السمو الملكي الأمير «محمد بن زايد». أما السلطان العماني «قابوس بن سعيد»، فبسبب مرضه الذي أبقاه خارج البلاد فترة طويلة للعلاج فإنه لن يحضر، وسيمثله رئيس الوزراء العماني.

وفي نهاية هذا الأسبوع قال الملك «حمد بن عيسى آل خليفة»، أمير الكويت، أن ولي عهده أيضا سوف ينوب عنه في حضور القمة.

ومن بين دول الخليج، أعربت المملكة العربية السعودية عن عميق قلقها بسبب نشر طهران لنفوذها في المنطقة. ويشن التحالف الذي تقوده السعودية ضربات جوية ضد المتمردين الحوثيين الشيعة في اليمن، وقال مسؤولون سعوديون إنهم يعتقدون أن الإيرانيين هم الداعم الأساسي للحوثيين.

ورفض «الجبير» يوم الجمعة إعطاء تفاصيل تتعلق بتأكيدات حول ما إذا كان السعوديون يسعون لشراء أنظمة أسلحة متطورة، على الرغم مما يدركه الكل بأنهم يريدون ضمانات مكتوبة.

وتحدث «كيري» بكلام غامض عن الأشياء التي تبدو واشنطن على استعداد لتقديمها، قائلا إن محادثات الجمعة تتطلب «بلورة سلسلة من الالتزامات الجديدة التي من شأنها أن تخلق بين الولايات المتحدة ودول مجلس التعاون الخليجي فهما جديدا للأمن، ومجموعة جديدة من المبادرات الأمنية التي من شأنها أن تأخذنا إلى ما قبل أي شيء كان لدينا في السابق».

وكانت دول الخليج تشعر بالقلق بشأن المحادثات النووية الجارية بين الولايات المتحدة والدول الخمس العظمى. ودخلت هذه المحادثات مرحلتها النهائية، والتي تهدف إلى التوصل إلى اتفاق من شأنه أن يكبح قدرة إيران على صنع أسلحة نووية في مقابل رفع العقوبات. ويبدو القلق في دول الخليج السنية  من إيران سوف يتركز حول مخاوفها من ضخ السيولة النقدية التي سترافق تخفيف العقوبات لتوسيع نفوذها في المنطقة إلى أبعد من ذلك. جدير بالذكر أن الموعد النهائي للمحادثات سيكون في 30 يونيو / حزيران.

  كلمات مفتاحية

السعودية الولايات المتحدة كامب ديفيد الملك سلمان قمة كامب ديفيد

«نيويورك تايمز»: إيران ليست الخطر الأكبر الذي تواجهه دول الخليج

وفد السعودية في «كامب ديفيد» برئاسة ولي العهد رغم إعلان واشنطن عن لقاء «أوباما» و«سلمان»

مخاوف الخليج التي لا يفهمها «أوباما» .. لماذا قررت السعودية الاعتماد على نفسها؟

«ذي إيكونوميست»: «أوباما» يقلب أوضاع حلفائه في دول الخليج

جدول أعمال كامب ديفيد: تأييد دول مجلس التعاون للصفقة مع إيران باهظ التكلفة

قمة كامب ديفيد الأمريكية الخليجية تستحق المقاطعة.. وأوباما ”يستدعي“ القادة كناظر مدرسة

«كيري» يبحث مع «بوتين» عدة ملفات ويتوجه قريبا إلى بكين للتحضير لقمة أمريكية صينية

«نيويورك تايمز»: استياء سعودي من الولايات المتحدة بعد عصر من التبعية الطويلة

”عقيدة“ «أوباما» و”مبدأ“ «سلمان»

«العرب» بعد «كامب ديفيد» الثانية: النفط يهزم العروبة .. والإسلام!

شرق أوسط جديد يصدُم أوباما

«ديبكا»: «سلمان» يصفع «أوباما» علانية برفضه حضور كامب ديفيد

«أوباما» يستقبل وليّي العهد السعوديين ويؤكد: مستمرون في بناء الروابط مع الرياض

المطلوب من «كامب ديفيد»

الخط السعودي المتشدد حول إيران: الملك يلغي زيارته لواشنطن

قمة «كامب ديفيد» تناقش الاتفاق النووي و«أوباما» يؤكد على تعزيز قدرات الخليج الدفاعية

قمة «كامب ديفيد» الأمريكية - الخليجية

تكهنات زيارة العاهل السعودي المتوقعة لواشنطن

الملك «سلمان» والرئيس «أوباما» يبحثان الوضع في اليمن والتصدي لأنشطة إيران في المنطقة

«أوباما» والملك «سلمان»: رحيل «الأسد» شرط لأي تحول سياسي في سوريا